السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 30 يونيو 2019

أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل رضي الله عنه

هوجُندُب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار ، وقيل : بُرَير بن جنادة ، وقيل جندب بن السَّكن
* هو أبو ذرٍّ، الغفاريُّ  المدنيُّ ، أحد السابقين للإسلام من نجباء أصحاب محمد   صلى  الله عليه وسلم . 
مناقبه
* رُوي أنه خامس خمسة في الإسلام . ثم  رُدّ  إلى قومه ، فأقام معهم  بأَمْر مِن النبي صلى الله عليه وسلم ليبلّغهم عن الإسلام 
عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر :خَرَجنا مِن قَوْمِنا غِفَار، وكَانُوا يُحِلُّون الشَّهر الحَرَام، فخَرَجْتُ أَنا وأَخِي أُنَيْس وأُمُّنا، فنَزَلنا علَى خَالٍ لَنا، فأكرَمَنا خَالُنا وأحسَنَ إلَيْنا، فحَسَدَنا قَومُه فقالوا: إنَّك إذا خَرَجت عن أهلكَ خَالَف إليهم أُنَيْس، فجاء خَالُنَا فنَثَا عَلَيْنا الذي قيل له، فقلتُ: أمّا ما مَضى من معروفك فقَد كَدَّرْتَهُ، ولا جِمَاع لك فيما بعْد، فقَرَّبنا صِرْمَتَنا، فاحتَمَلْنَا عَلَيها، وتَغَطَّى خالنا ثَوْبه فجَعل يَبكِي، فانطَلَقْنَا حتَّى نَزَلنا بحَضْرة مكَّة، فنَافَر أُنَيْس عن صِرْمَتِنَا وعن مثلها، فأتَيَا الكاهن، فخَيّر أُنَيْسًا، فأتَانا أُنَيْس بصِرْمَتنا ومثْلها معها. 
قال: وقد صَلَّيْتُ، يا ابن أخي قَبْل أَن ألْقَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم بثَلاث سنين، قُلتُ: لِمَنْ؟ 
قال: لِلَّهِ، قُلتُ: فأيْن تَوَجَّهُ؟ قال: أتَوَجَّه حَيْث يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حتَّى إذَا كان مِن آخِر اللَّيْل أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاء، حتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمس. 
فقال أُنَيْس: إنَّ لي حاجة بمكّة فاكْفِنِي، فانْطَلَق أُنَيْس حتَّى أَتَى مكّة، فَرَاثَ عَلَيّ، ثُمّ جاء فَقُلتُ: ما صنعت؟ قال: لَقِيتُ رَجُلًا بمكّة علَى دِينِك، يَزعُم أنّ اللَّه أَرسله، قُلتُ: فَما يقول النَّاس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أُنَيْس أَحَد الشُّعَراء. 
قال أُنَيْس: لقد سَمِعتُ قَول الكَهَنة، فما هو بقَولهم، ولقد وضَعْتُ قَولَه علَى أَقْرَاء الشّعر، فما يَلْتَئِم علَى لِسان أَحَد بَعْدِي، أنَّه شِعْر، واللَّه إنَّه لصَادِق، وإنَّهُم لكَاذِبون. 
قال: قُلتُ: فاكْفِنِي حتَّى أَذْهَب فأنْظُر، قال فأتَيْتُ مكَّة فتَضَعَّفْتُ رَجُلًا منهم، فقلتُ: أيْن هذا الذي تَدْعُونَه الصَّابِئ؟ فأشَار إلَيَّ، فقال: الصَّابِئ، فمَال عَلَيَّ أَهْل الوادي بكُلٍّ مَدَرَة وعَظْمٍ، حتَّى خَرَرْتُ مَغشِيًّا عَلَيّ، قال: فارتَفَعْتُ حين ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُب أَحْمَر، قال: فأتَيْتُ زَمزَم فغسلتُ عَنّي الدِّماء: وشَرِبتُ مِن مائها، ولقَد لبِثتُ، يا ابن أَخي ثَلَاثِين، بين لَيْلَة ويوم، ما كان لي طَعَام إلَّا مَاء زَمْزَم، فسَمِنْتُ حتّى تَكَسَّرَت عُكَن بَطْنِي، وما وجَدْت علَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوع. 
قال : فبيْنَا أهْل مكَّة في لَيْلَة قَمْرَاء إضْحِيَان، إذ ضُرِبَ علَى أسْمِخَتِهِم، فما يطُوف بالبيت أَحَد. وامرَأَتان منهم تَدْعُوَان إسَافًا، ونَائِلَة، قال: فأتَتَا عَلَيَّ في طَوَافِهِما فقُلتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُما الأُخْرَى، قال: فَما تَنَاهَتَا عن قوْلِهِما ، قال: فأتَتَا عَلَيَّ فَقُلتُ: هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَة، غير أَنِّي لا أَكْنِي، فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لو كان هَاهُنَا أَحَد مِن أَنفارِنا، قال: فَاسْتَقْبَلَهُما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكر، وهُما هَابِطَان، قال: "ما لَكُمَا؟" ،قالَتَا: الصَّابِئ بيْن الكعبَة وَأَسْتَارِهَا، قال: "ما قال لَكُمَا؟" ،قالَتَا: إنَّه قال لنا كلِمة تَمْلأُ الفم، وجاء رَسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى اسْتَلَمَ الحَجَر، وطَافَ بالبَيْت هو وصاحِبه، ثُمّ صَلَّى فلَمَّا قضَى صلاتَهُ، قال أبو ذَرٍّ، فكُنتُ أنا أَوَّل مَن حَيَّاهُ بتَحِيَّة الإسلام، قال: فَقُلتُ: السَّلَام عَلَيْكَ يا رسول الله، فقال: وعَلَيْكَ ورَحْمَة الله، ثُمَّ قال: "مَن أَنْتَ؟" ،قال قُلتُ: مِن غِفَارٍ، قالَ: فأهْوَى بيَدِهِ فوَضَع أصَابِعَهُ علَى جَبْهَتِه، فقُلتُ في نَفْسي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إلى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بيَدِهِ، فقَدَعَنِي صَاحبهُ، وكانَ أعْلَم به مِنِّي، ثُمَّ رَفَع رَأسَهُ، ثُمَّ قال: "مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟" ،قال قُلتُ: قد كُنْتُ هاهُنَا مُنذ ثَلَاثين بيْن لَيْلَة ويوم، قال: "فمَن كانَ يُطْعِمُكَ؟" ،قال قُلتُ: ما كان لي طعام إلَّا ماء زمزم، فسَمِنْتُ حتَّى تَكَسَّرَت عُكَنُ بَطْنِي، وما أجِد علَى كَبِدِي سُخْفَة جُوع، قال: "إنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ"
فقال أبو بكر: يا رسول الله، ائْذَنْ لي في طَعَامِه اللَّيْلَة، فانْطَلَق رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكر، وانْطَلَقْتُ معهُمَا، ففَتَح أَبُو بَكْر بابًا، فجَعَل يَقْبِض لنا مِن زَبِيب الطَّائِف، وكان ذلك أَوَّل طَعَام أَكَلْتُهُ بهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ ما غَبَرْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "إنَّه قدْ وُجِّهَتْ لي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، لا أُرَاهَا إلَّا يَثْرِبَ، فَهلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بكَ وَيَأْجُرَكَ فيهم"، فأتَيْتُ أُنَيْسًا فقال: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قد أسلَمتُ وصدَّقتُ، قال: ما بي رَغْبة عن دينك، فإنّي قد أَسلَمتُ وصَدَّقتُ، فأتَيْنَا أُمَّنا، فقالت: ما بي رَغْبَة عن دِينِكُما، فإنّي قد أسلَمتُ وصَدَّقتُ، فاحْتَملْنا حتَّى أَتَيْنا قَوْمَنا غِفَارًا، فأسلَم نِصفهم وكان يَؤُمُّهُم أَيْمَاء بن رَحَضَة الغِفَارِيّ، وكان سَيِّدَهم. وقال نِصفُهُم: إذا قَدِم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَة أسلَمنَا، فقَدِمَ رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المدِينة، فأسلَم نصفُهم الباقي، وجَاءَت أَسْلَمُ، فَقالوا: يا رَسولَ اللهِ، إخوَتُنَا، نُسْلِمُ علَى الذي أَسْلَمُوا عليه، فأسْلَمُوا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ"غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ". رواه مسلم
* هو من أعلام الصحابة الذين عُرِفوا بالزُّهد والتواضع وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصّدق 
عن عبد الله بن عمرو قال : قال  النبي صلى الله عليه وسلم : "ما أقلَّتِ الغبراءُ ولا أظلَّتِ الخضراءُ من رجلٍ أصدقَ لَهجةً من أبي ذرٍّ " رواه ابن ماجه وصححه الألباني
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سرَّه أن ينظر إلى تواضعِ عيسى ، فلْينظرْ إلى أبي ذرٍّ" ... صححه الألباني في صحيح الجامع
* لما  هاجر النبي صلى الله عليه وسلم  ، هاجر إليه  أبو ذرٍ  فكان مجاهدا معه وملازماً له   فكان يُعلّمه تارة ويوصيه تارة أخرى 
* ومما علَّمه النَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم:
عن إِبراهِيم التَّيْمِيّ، عن أبيه:عن أبِي ذرٍّ رضي اللهُ عنه قال: كُنْتُ مع النَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم في المَسْجِد عِند غُروب الشَّمس، فقال: "يا أبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟". قُلْتُ: اللَّهُ ورسُولُهُ أعْلَم، قال: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فذَلِك قَوْلُهُ تعالى: " وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" " .. رواه البخاري
وعن زَيْد بن وَهْب:عن أبِي ذرٍّ  قال: خَرَجتُ لَيْلة مِن اللَّيالي، فإِذا رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم يَمْشي وَحْده، ولَيْس مَعَه إنسَان، قال: فظَنَنْتُ أنَّه يَكْره أَنْ يمشِي مَعَه أَحَد، قال: فجَعَلْتُ أمشِي في ظِلّ القمر، فالتَفَت فرَآنِي، فقال: "مَنْ هَذَا؟" ،قُلْتُ : أبو ذرٍّ، جعَلَنِي اللَّه فِدَاءَك. قال: "يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ ". قال: فمشَيْتُ مَعَه سَاعة، فقال: "إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا". قالَ: فَمَشَيْتُ مَعَه سَاعَة، فقال لِي: "اجْلِسْ هَاهُنَا". قال: فأَجْلَسَنِي في قَاع حَوْلَهُ حِجَارة، فقال لي: "اجْلِسْ هَاهُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ". قال: فانْطَلَق في الْحَرَّةِ حتَّى لا أَرَاه، فلَبِثَ عَنِّي فَأَطَال اللَّبْثَ ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعته وهو مُقْبِل وهو يَقول: "وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى". قال: فلَمَّا جَاء لَم أَصبِر حتَّى قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّه جَعَلَنِي اللَّه فِدَاءَك، مَنْ تُكَلِّمُ  في جانِب الحَرَّة، ما سَمِعتُ أَحَدًا يَرجِع إِلَيْك شَيئًا؟ قال: "ذَلِكَ  جِبْرِيلُ ، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، قال: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قُلْتُ : يا جِبْرِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قال: نَعَمْ. قال: قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قال: نَعَمْ، وإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ "... رواه البخاري
وعن عبد الله بن الصَّامت عن أبي ذرٍّ قال :قال لي النَّبي صلَّى الله عليه وسلمَ"كيف أنتَ إذا كانتْ عليك أمراءُ يؤخِّرون الصلاةَ عن وقتها؟ ،أو يُميتون الصلاةَ عن وقتها؟" ، قال :قلت: فما تأمرُني؟ ،قال:" صَلِّ الصلاةَ لوقتها، فإن أدركْتَها معهم فَصَلِّ؛ فإنَّها لك نافلةٌ"... رواه مسلم
* عن  إبراهيم التيمي عن أبيه قال: سمعت أبا ذر قال: قلت: يا رسول الله؛ أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام". فقلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى". قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل، فإن الفضل فيه"... رواه البخاري
* ومما أوصاه النَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم:
عن أبي ذرٍّ، قال: إنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أنْ أَسْمع وأُطِيع، وإنْ كانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأطْرَافِ، وأَن أصلِّي الصَّلَاة لوَقتِهَا، فإن أَدْرَكتَ القَوْم وقد صَلَّوْا كُنْتَ قد أَحْرَزْتَ صلَاتَكَ، وإلَّا كَانَت لكَ نَافِلَة. رواه مسلم 
وعن عمر مولى غفرة عن ابن كعب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوصاني حِبّي بخمس: أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول بالحق وإن كان مُرًّا وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله ... صححه  شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند 
وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا أبا ذَرٍّ إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكْثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَكَ" رواه مسلم
* طلب أبو ذر من النَّبي صلَّى الله عليه وسلمَ ذات مرّة الإمارة فخشي عليه من المسئولية وثقل أمانتها
عن عبد الرَّحمن بنِ حُجَيْرَة الأكبر عن أبي ذرٍّ قال: قلت: يارسول الله؛ ألَا تستعمِلُني؟ قال: فضرَب بيده على مَنْكِبي ثمَّ قال: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي فِيهَا"... رواه مسلم
* رُوي أن النَّبي صلَّى الله عليه وسلمَ استعمل أبا ذرٍّ الغفاريَّ على المدينة في غزوَتَيّ  ذَاتِ الرِّقَاعِ وبني المصطلق:
فقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة ذات الرقاع ، وهي غزوة نجد ، فخرج في جمادى الأولى من السنة الرابعة ، (وقيل : في المحرم) يريد محارب وبني ثعلبة بن سعد بن غطفان ، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري ، وقيل : عثمان بن عفان ... زاد المعاد لابن القيم الجوزية 
وايضا استعمله النَّبي صلَّى الله عليه وسلمَ على المدينة في غزوة بني المصطلق وقيل استعمل نُمَيلة بن عبد الله اللَّيثي ... البداية والنهاية لابن كثير
*  في يوم حُنين كان أبو ذرٍّ حامل راية غفار
* بعد وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلمَ شهد أبو ذرّ الكثير من الفتوحات الإسلامية ،فقد شهد  فتح مصر مع عمرو بن العاص
قال ابن يونس : شهد فتح مصر ، واختط بِهَا ... تارخ دمشق لابن عساكر
ولكنه ترك مصر بعد خلاف ابنَيّ شُرَحبيلَ بنِ حسنةَ
فعن عبد الرَّحمن بنِ شِمَاسةَ عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلمَ:"إنكم ستفتَحون مصرَ، وهي أرضٌ يسمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحْتُمُوها فأحسنِوا إلى أهلِها، فإنَّ لهم ذمَّةً ورَحِماً ( أو قال ذِمّة وصِهراً)، فإذا رأيتَ رجلينِ يختصِمان فيها في موضِع لَبِنةٍ فاخرُجْ منها" ، فرأيت عبدِ الرَّحمن بنِ شُرَحبيلَ بنِ حسنةَ  وأخاه ربيعةَ يختصمانِ في موضع لَبِنة فخرَجت منها... رواه مسلم
* كان يفتي في خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان 
وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر 
* سكن أبو ذر الشام  ثم حدث بينه وبين معاوية خلافاً ،فشكاه معاوية إلى عثمان بعده تنحى أبو ذر وترك الشام وسكن الرَّبَذَة
فعن زيد بن وهب الجهَنِيّ قال : مَرَرْتُ بالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقُلتُ له: ما أَنْزَلَكَ مَنْزِلكَ هذا؟ قالَ: كُنْتُ بالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفْتُ أَنَا ومُعَاوِيَةُ فِي: "الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ ولَا يُنْفِقُونَهَا في سَبيلِ اللَّهِ" ، قالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ في أَهْلِ الكِتَابِ، فَقُلتُ: نَزَلَتْ فِينَا وفيهم، فَكانَ بَيْنِي وبيْنَهُ في ذَاكَ، وكَتَبَ إلى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إلَيَّ عُثْمَانُ: أَنِ اقْدَمِ المَدِينَةَ فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حتَّى كَأنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذلكَ، فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ فَقالَ لِي: إنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ الذي أَنْزَلَنِي هذا المَنْزِلَ، ولو أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وأَطَعْتُ... رواه البخاري
وعن عبد الله بن الصامت ، قالت أم ذر : والله ما سير عثمان أبا ذر ( تعني إلى الربذة ) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا بلغ البناء سلعا ، فاخرج منها... سير أعلام النبلاء
* عن واصِلٍ الأَحْدَب : عن المعْرُور قال :
لَقِيتُ أَبا ذَرّ بِالرَّبَذَة، وعليه حُلَّة، وعلى غُلامِه حُلَّة، فَسَأَلْتُه عن ذلك، فقال: إنّي سابَبْت رَجُلًا فَعَيَّرْتُه بِأُمِّه، فقال لي النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم"يا أَبا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟! إِنَّكَ امْرُؤٌ فيك جاهِلِيَّةٌ، إِخْوانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كان أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ"رواه البخاري
* عن أَبِي العَلاءِ، عن الأَحْنَفِ بن قَيْس قال: جَلَسْتُ إلى مَلإٍ مِنْ قُريش، فجاء رَجُل، خشن الشَّعَر والثّياب والهَيْئة، حتَّى قام عَلَيهم، فسَلَّمَ ثُمّ قال: بَشِّر الكانِزِين بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْه في نار جهَنَّم، ثُمَّ يُوضَعُ على حَلَمَة ثَدْي أحَدِهم حتَّى يَخْرج مِن نُغْض كَتِفه، ويُوضَع على نُغْضِ كَتِفه حتَّى يَخرج مِن حَلَمَة ثَدْيِه، يَتَزَلزَل. ثُمَّ وَلَّى فجلَس إلى سارِية، وتَبِعْتُه وجَلَسْتُ إِلَيْه، وأنا لا أَدْرِي مَن هو، فقُلْتُ : لا أُرَى القَوْم إلَّا قَد كَرِهُوا الَّذِي قُلْت. قال: إِنَّهم لا يَعْقِلُون شيئًا، قال لِي خَلِيلِي ، قال: قُلْتُ: مَن خَلِيلُكَ  ؟ قال النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم"يا أَبا ذَرٍّ ، أَتُبْصِرُ أُحُدًا؟" قال: فنَظَرتُ إلى الشَّمْس ما بَقِي مِن النَّهار، وأَنا أُرَى أَنَّ رسول اللَّه صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم يُرسِلُنِي في حاجَة لَهُ، قُلْتُ: نَعَم. قال: "ما أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، أُنْفِقُهُ كُلَّهُ، إلَّا ثَلاثَةَ دَنانِيرَ". وَإِنَّ هَؤُلاءِ لا يَعْقِلُونَ، إِنَّما يَجْمَعُونَ الدُّنْيا، لا  واللَّهِ، لا أَسْأَلُهُمْ دُنْيا، ولا أَسْتَفْتِيهِمْ عن دِين، حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ... رواه البخاري
*وفاته
* عندما  حضر  الموتُ لأبي ذرٍّ، وهو بالرَّبَذةِ فبكت امرأتُه ، فقال لها : ما يُبكيك ؟ فقالت : أبكي فإنَّه لا يدَ لي بنفسِك ، وليس عندي ثوبٌ يسَعُ لك كفنًا فطمأنها بأن  رسول الله صلى الله عليه وسلم  تنبأ في أحد المجالس بأنه سيموت فى وسط جماعة من المؤمنين:
فعن أبي ذر الغفاري قال : قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لَيَمُوتَنَّ رجلٌ مِنكمْ بِفلاةٍ مِنَ الأرضِ ، يَشْهَدُهُ عِصابَةٌ مِنَ المؤمنينَ" . قال : فكلُّ مَن كان مَعِي في ذلك المجلس ماتَ في جماعة وفُرْقَة ، فلم يَبْق مِنهم غَيري ، وقد أَصْبَحتُ بِالفلاة أَمُوت ، فرَاقِبي الطَّرِيق ؛ فإنَّكِ سَوْف تَرَيْنَ ما أَقُول ، فإني والله ما كَذَبْتُ ، ولا كُذِبْتُ ، قالت : وأنَّى ذلك وقد انْقَطَع الحاجّ ؟ قال : رَاقِبي الطَّرِيق . قال : فبَينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخبُّ بِهمْ رَوَاحِلهُمْ كأنَّهُم الرَّخَمُ ، فأَقْبَل القوم حتى وقَفُوا عليْها ، فقَالوا : مالَكِ ؟ فقالت : امْرُؤٌ مِن المسلمين تُكَفِّنُونَه وتُؤْجَرُون فيه . قالوا : ومَنْ هو ؟ قالت : أبو ذرٍّ ، ففَدَوْهُ بِآبائِهِم وأُمَّهاتهم ، ووضعُوا سِياطَهُمْ في نُحُورها يبْتَدِرُونه ، فقال : أَبْشِرُوا ، فإِنَّكُم النَّفَر الذين قال رسول الله فيكُم ما قال ، ثُمَّ ( قد ) أَصْبَحْتُ اليوم حيث ترون ، ولَو أنَّ لي ثَوْبًا من ثِيابي يسعُ كفنِي لمْ أُكَفَّن إلَّا فيه ، فأنْشُدُكُم بالله لا يُكَفِّنَنِي رَجل مِنكم كان عريفًا أوْ أميرًا أوْ بريدًا ، فَكلُّ القومِ قد نالَ من ذلكَ شيئًا إلَّا فَتًى مِنَ الأنْصارِ ، وكان مع القوم ، قال : أنا صاحبُكَ ، ثوبان في عَيْبَتِي من غَزْل أمِّي ، وأجد ثوبي هذينَ اللَّذَيْن عليَّ . قال : أنتَ صاحبي ( فَكَفِّنِّي ) .  صحيح الترغيب
* مات في خلافة عثمان بن عفان بالرَّبذة وصلى عليه ابن مسعود وهو مقبل من الكوفة إلى المدينة، قاله البخاريُّ.
وقال الذُّهليُّ: قال يحيى: مات أبو ذرٍّ بالرَّبذة سَنَة اثنتين وثلاثين.
وقال خليفة: مات قبل عبد الله بن مسعود، وصلى عليه ابن مسعود رحمهما الله، وماتا جميعًا سنة اثنتين وثلاثين رحمهما الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة