بعد أن أسلم سَحَرَةُ فرعون بدأ الأمراء وبطانة فرعون في تحريض مليكهم على أذية نبي الله موسى عليه السلام "وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ"سورة الْأَعْرَافِ
*ووصل الكِبْر والعناد بالفرعون أن صدَّق مزاعمه بأنه إله وصاحب دِيانة فأراد قتل موسى خوفاً على قومه من أن يُضِلَّهُمْ موسى فقال:"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"سورة غَافِرٍ
*ولم يقف قراره عند حد قتل موسى عيه السلام بل قرَّر ايضاً الانتقام من بني اسرائيل كلهم فقال "سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" سورة الْأَعْرَافِ
وهذه هى المرة الثانية التى يأخذ فيها نفس القرار وهوقتل الغلمان ولكن هذه المرة على وجه الإهانة والإذلال ، والتقليل من بني إسرائيل لئلا تكون لهم شوكة يمتنعون بها
*فقال موسى لقومه لتقويتهم مُوصِيَاً ايَّاهم بالصَّبْر"قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" سورة الْأَعْرَافِ
فكان رد بني اسرائيل "قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا " أي كانت الأبناء تُقتَل قبل مَجِيئِك (مولدك)، والآن بعد عودتك إلينا
فقال موسي "قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "سورة الْأَعْرَافِ
*ولما هَمَّ فرعون بقتلِ موسى ، عليه السلام ، ظهر مُؤْمِن آلِ فرعون والذى كان يُخفي إيمانه وقيل أن هذا الرجل هو ابن عم فرعون
هذا المُؤْمِن خاف علي موسي فتلطف في الرد على فرعون ، فقال كلمة الحق على وجه المشورة والنصيحة :
* اللهُ تعالى لم يُهْلِك فرعونَ وقومَه إلا بعد إقامة الحجج عليهم ، فبدأت البلاءات وآيات الله تنزل على فرعون وأتباعه بحيث لا يصل البلاء لأي أحد من بني إسرائيل فهم مُبَارَكون لاتِّبَاعِهم موسي عليه السلام
قال تعالى :" وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" سورة الأعراف
*فقد ابتلى الله تعالى فرعون وقومه بالسِّنين ، وهي أعوام الجَدْب التي لا يصلح فيها زرع ولا يُنْتَفع بضَرْع
*فأرسل الله "الْجَرَادَ " ليأكل خضراءهم ، فلم يترك لهم زروعا ولا ثمارا ولم يترك لهم شئ حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب فتقع دورهم ومساكنهم فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به . فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل "الْقُمَّلَ"، قيل أنه هو السوس الذي يخرج من الحنطة وقيل هي البراغيث وقيل الحمنان ,المهم أن تلك الحشرة دمرت مخزون الحبوب وانتقلت فدخلت معهم البيوت والفرش ، فلم يمكنهم العيش فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به . فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل الله عليهم "الضَّفَادِعَ" ،و لبستهم حتى كانت تسقط في أطعِمَتِهم وأوانِيهم ، حتى إن أحدهم إذا فتح فمه لطعام أو شراب ، سقطت في فِيِه ضفدعة من تلك الضفادع فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به ،فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل "الدَّمَ" فكان قد مزج ماؤهم كله به ، فلا يستقون من النهر شيئا إلا وجدوه دماً ، ولا من بئر إلا كان دماً فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به ، فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*وهكذا بَلَغَت آل فرعون الآيات وفي كل مرة يَعِدُون موسى بأن يُؤْمِنوا ويُرسِلوا معه بني اسرائيل "قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ"سورة الاعراف
وهذا دليل على انهم في قرارة أنفسهم قد آمنوا بأن موسى هو نبي مُرْسَل من رب العالمين ، وتأكَّدوا أن الرجز الذي عاشوا فيه لن يرتفع إلا من رب موسى ،ولكن عند كل آية تنقضي يعودوا فينقضون وعودهم، ويعودوا إلى أَشَرِّ مما كانوا عليه"فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ"سورة الأعراف
*فدعا موسى عليه السلام عليهم بالهلاك" وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "سورة يونس
فكان انتقام الله العزيز القدير من فرعون وقومه بإغراقهم في الْيَمِّ "فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ"سورة الأعراف
اغراق فرعون وجنوده
أوحي الله إلى موسى أن يخرج ببنى اسرائيل ليلا "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ"سورة الشعراء
ولكن لحقهم فرعون بالجنود ، فأدركهم عند شروق الشمس "فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ"سورة الشعراء
فوجئ أصحاب موسي أن البحر أمامهم وليس عندهم وسيلة لركوبه، وفرعون في مواجهتهم حيث شاهدوا جنوده وجيوشه وعدته وعتاده ، فعندها قالوا لموسى، وهم خائفون: "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" سورة الشعراء
ولأن موسى عليه السلام كان ممتلئاً باليقين والثقة لذلك قال:"كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"سورة الشعراء
*ووصل الكِبْر والعناد بالفرعون أن صدَّق مزاعمه بأنه إله وصاحب دِيانة فأراد قتل موسى خوفاً على قومه من أن يُضِلَّهُمْ موسى فقال:"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"سورة غَافِرٍ
*ولم يقف قراره عند حد قتل موسى عيه السلام بل قرَّر ايضاً الانتقام من بني اسرائيل كلهم فقال "سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" سورة الْأَعْرَافِ
وهذه هى المرة الثانية التى يأخذ فيها نفس القرار وهوقتل الغلمان ولكن هذه المرة على وجه الإهانة والإذلال ، والتقليل من بني إسرائيل لئلا تكون لهم شوكة يمتنعون بها
*فقال موسى لقومه لتقويتهم مُوصِيَاً ايَّاهم بالصَّبْر"قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" سورة الْأَعْرَافِ
فكان رد بني اسرائيل "قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا " أي كانت الأبناء تُقتَل قبل مَجِيئِك (مولدك)، والآن بعد عودتك إلينا
فقال موسي "قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "سورة الْأَعْرَافِ
*ولما هَمَّ فرعون بقتلِ موسى ، عليه السلام ، ظهر مُؤْمِن آلِ فرعون والذى كان يُخفي إيمانه وقيل أن هذا الرجل هو ابن عم فرعون
هذا المُؤْمِن خاف علي موسي فتلطف في الرد على فرعون ، فقال كلمة الحق على وجه المشورة والنصيحة :
"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا"
فرد فرعون مدافعاً عن رأيه وكُفْرِه بأن طريقه هو طريق الرشاد رغم علمه بأنه على سَفَهٍ وضَلال"قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" سورة غافر
*وزاد الكُفر بزيادة الكِبر فقد أراد فرعون أن يؤكد لقومه أنه لم يهتز لمعجزة موسى فيطلب فرعون من وزيره هامان مُتَهكِّماً بناء صرحاً عالياً ليطَّلع الى إله موسى"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى "وقبل أنْ يصل إلى حُكم فيرى إله موسى أو لا يراه، يسارع بالحكم على موسى "وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"سورة القصص
وقال ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة : هو أوَّل من صنع الْآجُرَّ(الطوب المحروق في النار) وبنى به
وقد ذكر القرطبي أن هامان بدأ في بناء الصَّرح وقد جمع العمال و قيل خمسين ألف بنَّاء من الأتباع والأُجَرَاء
ويقول الشيخ شعراوي :ما حاجتهم لحرق الطين ليصير هذه القوالب الحمراء التي نراها ونبني بها الآن وعندهم الحجارة والجرانيت التي بنَوْا بها الأهرامات وصنعوا منها التماثيل؟ وعملية حَرْق الطين تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد، إذن: المسألة كسب الوقت من الخَصْم، وتخدير الملأ من قومه
تتابُع الآيات على آل فرعونفرد فرعون مدافعاً عن رأيه وكُفْرِه بأن طريقه هو طريق الرشاد رغم علمه بأنه على سَفَهٍ وضَلال"قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" سورة غافر
*وزاد الكُفر بزيادة الكِبر فقد أراد فرعون أن يؤكد لقومه أنه لم يهتز لمعجزة موسى فيطلب فرعون من وزيره هامان مُتَهكِّماً بناء صرحاً عالياً ليطَّلع الى إله موسى"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى "وقبل أنْ يصل إلى حُكم فيرى إله موسى أو لا يراه، يسارع بالحكم على موسى "وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"سورة القصص
وقال ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة : هو أوَّل من صنع الْآجُرَّ(الطوب المحروق في النار) وبنى به
وقد ذكر القرطبي أن هامان بدأ في بناء الصَّرح وقد جمع العمال و قيل خمسين ألف بنَّاء من الأتباع والأُجَرَاء
ويقول الشيخ شعراوي :ما حاجتهم لحرق الطين ليصير هذه القوالب الحمراء التي نراها ونبني بها الآن وعندهم الحجارة والجرانيت التي بنَوْا بها الأهرامات وصنعوا منها التماثيل؟ وعملية حَرْق الطين تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد، إذن: المسألة كسب الوقت من الخَصْم، وتخدير الملأ من قومه
* اللهُ تعالى لم يُهْلِك فرعونَ وقومَه إلا بعد إقامة الحجج عليهم ، فبدأت البلاءات وآيات الله تنزل على فرعون وأتباعه بحيث لا يصل البلاء لأي أحد من بني إسرائيل فهم مُبَارَكون لاتِّبَاعِهم موسي عليه السلام
قال تعالى :" وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" سورة الأعراف
*فقد ابتلى الله تعالى فرعون وقومه بالسِّنين ، وهي أعوام الجَدْب التي لا يصلح فيها زرع ولا يُنْتَفع بضَرْع
*أما "نَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ" وهي قلة الثمار من الأشجار ولكنهم رغم ذلك تمرَّدُوا واستمروا على كفرهم فإذا جاءهم خِصْب قالوا : هذا الذي نستحقه و يليق بنا وإذا جاء قَحْط أسندوه إلى موسى فيتشاءمون
*وتحدوه فقالوا له:مهما جئتنا به من الآيات الخارقة للعادات فلسنا نؤمن بك ولا نتبعك ولا نطيعك "وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ " سورة الأعراف
*فأرسل عليهم "الطُّوفَانَ":هو طغيان ماء، فيكون الماء سبب الحياة،قد جعله الله سبباً للدمار
قال ابن عباس : هو كثرة الأمطار المُتْلِفة للزروع والثمار فلا يقدرون على أن يحرثوا ولا أن يعملوا شيئا ، حتى جهدوا جوعاً فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به ، فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا *فأرسل الله "الْجَرَادَ " ليأكل خضراءهم ، فلم يترك لهم زروعا ولا ثمارا ولم يترك لهم شئ حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب فتقع دورهم ومساكنهم فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به . فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل "الْقُمَّلَ"، قيل أنه هو السوس الذي يخرج من الحنطة وقيل هي البراغيث وقيل الحمنان ,المهم أن تلك الحشرة دمرت مخزون الحبوب وانتقلت فدخلت معهم البيوت والفرش ، فلم يمكنهم العيش فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به . فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل الله عليهم "الضَّفَادِعَ" ،و لبستهم حتى كانت تسقط في أطعِمَتِهم وأوانِيهم ، حتى إن أحدهم إذا فتح فمه لطعام أو شراب ، سقطت في فِيِه ضفدعة من تلك الضفادع فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به ،فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*فأرسل "الدَّمَ" فكان قد مزج ماؤهم كله به ، فلا يستقون من النهر شيئا إلا وجدوه دماً ، ولا من بئر إلا كان دماً فطلبوا من موسي ان يدعو ربه ليكشف عنهم ليؤمنوا به ، فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولم يؤمنوا
*وهكذا بَلَغَت آل فرعون الآيات وفي كل مرة يَعِدُون موسى بأن يُؤْمِنوا ويُرسِلوا معه بني اسرائيل "قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ"سورة الاعراف
وهذا دليل على انهم في قرارة أنفسهم قد آمنوا بأن موسى هو نبي مُرْسَل من رب العالمين ، وتأكَّدوا أن الرجز الذي عاشوا فيه لن يرتفع إلا من رب موسى ،ولكن عند كل آية تنقضي يعودوا فينقضون وعودهم، ويعودوا إلى أَشَرِّ مما كانوا عليه"فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ"سورة الأعراف
*فدعا موسى عليه السلام عليهم بالهلاك" وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "سورة يونس
فكان انتقام الله العزيز القدير من فرعون وقومه بإغراقهم في الْيَمِّ "فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ"سورة الأعراف
اغراق فرعون وجنوده
أوحي الله إلى موسى أن يخرج ببنى اسرائيل ليلا "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ"سورة الشعراء
ولكن لحقهم فرعون بالجنود ، فأدركهم عند شروق الشمس "فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ"سورة الشعراء
فوجئ أصحاب موسي أن البحر أمامهم وليس عندهم وسيلة لركوبه، وفرعون في مواجهتهم حيث شاهدوا جنوده وجيوشه وعدته وعتاده ، فعندها قالوا لموسى، وهم خائفون: "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" سورة الشعراء
ولأن موسى عليه السلام كان ممتلئاً باليقين والثقة لذلك قال:"كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"سورة الشعراء
وعند ذلك أوحى الله إلى موسى عليه السلام:"اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ" سورة الشعراء.
وحين ضرب موسى بعصاه البحر ، فقد الماء قانون السيولة ، وبقدرة الله انفرج الطريق اليابس لموسى وسط الماء عندما انقسم الْيَمِّ الى قسمين، كل قسم منه كالجبل الواقف "فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"سورة الشعراء.
وحين سار موسى وقومه في اليابس، وقطع الجميع الطريق الموجود في البحر وسار خلفهم فرعون وجنوده وعندما أراد موسى أن يضرب البحر بعصاه ليعود إلى السيولة وإلى الاستطراق حتى لا يتبعه فرعون وجنوده، أتاه أمر من الله: "وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ"سورة الدخان
أي اترك البحر ساكناً على هيئته التي هو عليها ليدخله فرعون وقومه، فالله سبحانه لا يريد للماء أن يعود إلى السيولة حتى يُغرِيَ الطريق اليابس فرعون وقومه فيأتوا وراءكم ليلحقوا بهم، فإذا ما دخلوا واستوعبهم اليابس؛ أعاد الله سبحانه سيولة الماء
وبالفعل عندما دخل فرعون وجميع جنوده أوحى الله إلي موسى ، أن يضرب البحر بعصاه ، فضربه ، فعادت سيولة الماء فارتطم عليهم الطودين المرتفعين فأصبحوا جميعاً مُّغْرَقِينَ"وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ"سورة الشعراء
وأراد فرعون عند غَرَقِه استدراك أمره وأن يسارع في اعلان ايمانه"حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"سورة يونس
ولم يقبل المولى سبحانه وتعالى ايمانه الذي لم ينبع من قلبه وهو اعلم بعباده فقال "آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"سورة يونس
وأراد فرعون عند غَرَقِه استدراك أمره وأن يسارع في اعلان ايمانه"حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"سورة يونس
ولم يقبل المولى سبحانه وتعالى ايمانه الذي لم ينبع من قلبه وهو اعلم بعباده فقال "آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"سورة يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة