السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 25 نوفمبر 2019

أبو طلحة الأنصاري الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو  زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، الخزرجي النجاري
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بني أخواله، وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة
* رَبيبهُ هو أنس بن مالك حيث كان أنس ابن زوجته أم سليم فربَّاه في كنفه وقد روى أنس عن أبي طلحة الكثير من الأحاديث
 مناقبه  
* تَقَدّم للزواج من أم سليم  والتي كانت والدة أنس ابن مالك وكانت قد تُوفي عنها زوجها،وكانت امرأة مسلمة ولكن أبا طلحة كان لايزال على كفره فطلبت اسلامه لله مهراً لها فذهب أبو طلحة للنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بين يديه ثم تزوجها
 وحمَلَتْ أم سليم فولَدَتْ  له غلامًا أَحبَّهُ أبو طَلحةُ  حبًّا شديدًا ولكنه مرِض فحزِن عليه أبو طَلحةَ حُزنًا شديدًا ولكنه كان يغدو و يروح مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ،ومنعت أن يخبره أحد حتى تخبره بنفسها، فأتى أبو طَلحةَ فسألها : كيف أمسى بُنَيَّ ؟ قالت: بخيرٍ ما كان منذُ اشتكى أسكَنَ منه اللَّيلةَ  فحمِد اللهَ ولمَّا تعشَّى وأصاب مِن أهلِه قالت: يا أبا طَلحة رأَيت لو أنَّ جارًا لكَ أعارك عارية فاستمتَعتَ بها ثمّ أراد أَخْذَها منك أكُنتَ رادُّها عليه ؟ فقال: إي واللهِ ، فأخبرته أن الله استرد عاريته
فعن أنس بن مالك قال:كان ابنٌ لأبي طَلحَةَ يَشتَكي، فخرَج أبو طَلحَة، فقُبِضَ الصبيُّ، فلما رجَع أبو طَلحَةَ قال : ما فعَل ابني، قالَتْ أمُّ سُلَيمٍ : هو أسكنُ ما كان، فقَرَّبَت إليه العَشاء فتَعَشَّى، ثم أصاب منها، فلما فرَغ قالت : وارِ الصبيَّ . فلما أصبَح أبو طَلحَةَ أتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره، فقال :" أَعْرَسْتُمُ الليلةَ " . قال : نَعَم، قال :" اللهم بارِك لهما ". فوَلَدَت غُلامًا . قال لي أبو طَلحَةَ : احفَظْه حتى تأتِيَ به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأتَى به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَرسَلَتْ معَه بتمَراتٍ، فأخَذه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : " أمعَه شيءٌ " . قالوا : نَعَم، تمَراتٌ، فأخَذها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمضَغها، ثم أخَذ مِن فيهِ، فجعَلها فِي فِي الصبيِّ وحَنَّكَه به، وسمَّاه عبدَ اللهِ ...رواه  البخاري
وورد عند البخاري ايضا في رواية أخرى :قال سفيانٌ : فقال رجلٌ من الأنصارِ : فرأيتُ لهما تسعةَ أولادٍ ، كلُّهم قد قرأَ القرآنَ
* شهد أبو طلحةَ  بدراً ، فعن عبدالله بن عباس قال:أخبرني أبو طلحةَ رضي الله عنه، صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكان قد شهد بدرًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنه قال : " لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ " . يريد صورةَ التماثيلِ التي فيها الأرواحُ ... رواه البخاري
* سقط سيفه من يده عندما غشيهم نُعاس في بدر قبل الحرب
يقول الله تعالى: " إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ" الأنفال
عن علي بن أبي طالب قال:ان فينا فارسٌ يومَ بدرٍ غيرُ المقدادِ ، ولقد رأيتُنا وما فينا إلا نائمٌ ، إلا رسولُ اللهِ تحت شجرةٍ ، يصلِّي ويبكي ، حتى أصبحَ ... صححه الألباني في صحيح الترغيب
وروى شعيب الأرناؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء:عن  أبي طلحة قال: لقد سقط السيف مِنِّي يوم بدر ، لما غَشيَنا من النُّعاس 
* أبو طلحة هو الذي دفن أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 
 عن أنس بن مالك قال: شهدنا بنتَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ على القبرِ، فرأيت عيناه تدمعانِ، فقال : "هل فيكم من أحدٍ لم يُقارفِ الليلةَ" . فقال أبو طلحةَ: أنا، قال: فأنزِل في قبرِها .فنزلَ في قبْرِها فقبَرَها ... رواه  البخاري
* شهد أبو طلحة أُحُد  حيث كان   يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان رجلا راميا. وكان رسول الله إذا رمى أبو طلحة، رفع بصره ينظر أين يقع سهمه. وكان يدفع صدر رسول الله بيده، ويقول : يا رسول الله ، هكذا ، لا يصيبك سهم
وعن أنس بن مالك قال :لما كان يومُ أحدٍ إنهزمَ الناسُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحةَ بين يدَيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عليه بحَجَفَةٍ له، وكان أبو طلحةَ رجلاً راميًا شديدَ النزعِ، كسرَ يومئذٍ قوسيْن أو ثلاثًا، وكان الرجلُ يمرُّ معه بجَعْبَة ٍمن النَّبْلِ، فيقولُ: إنثُرْها لأبي طلحةَ قال: ويُشْرِفُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى القومِ، فيقول أبو طلحةَ: بأبي أنت وأمي، لا تُشرِفْ يصبُك سهمٌ من سهامٌ القومِ نَحْرِي دون نحرِك، ولقد رأيتُ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ وأمَّ سليمٍ وإنهما لمُشَمِّرتان، أرى خدَمَ سوقِهِما، تُنْقُزانِ القِرَبَ على متونِهِما، تُفْرِغانِه في أفواهِ القومِ، ثُم ترجعان فتملآنِها، ثُم تجيئان فتفرِغانِِه في أفواهِ القومِ ، ولقد وقعَ السيفُ من يدِ أبي طلحةَ إما مرتين وإما ثلاثًا... رواه البخاري
وعن أنس بن مالك قال:كان أبو طلحةَ يَتَتَرَّسُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بتُرْسٍ واحدٍ ، وكان أبو طلحةَ حسنَ الرَّمْيِ ، فكان إذا رمى تشرَّفَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فينظرُ إلى موضعِ نَبْلِهِ .... رواه البخاري 
* وهو ممن شملهم النعاس يوم أُحُد بعد الاجهاد الشديد الذي كانوا فيه والغم الذي أصابهم فأراد الله أن ينزل الأمن في قلوبهم كما في قوله تعالى :"ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ" آل عمران
عن  أنس بن مالك  قال:أن أبا طلحةَ قال:غَشِيَنا النُّعاسُ ونحن في مَصافِّنا يومَ أُحُدٍ،قال: فجَعَلَ سيفي يَسْقُطُ مِن يدي وآخُذُه،ويَسْقُطُ وآخُذُه...رواه  البخاري
عن أنس بن مالك قال:أنّ أبا طَلحة قال : غشِيَنا النُّعاس ونحن في مَصافِّنا يوم بَدر قال أبو طَلحة : فكُنتُ فيمَن غَشِيَه النُّعاس يومَئذٍ فجعل سيفي يسقط مِن يدي وآخُذه ويسقُط وآخُذه والطَّائفة الأخرى المُنافقون ليس لهم هَمّ إلَّا أنفسُهم أجبَنُ قوم وأذَلُّه للحقِّ يظنُّون بالله غيرَ الحقّ ظنَّ الجاهليَّةِ أهلُ شكّ وريبة في أمر الله ... رواه ابن حبان
* شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بقوته أمام العدو، فقد ذكر شعيب الأرناؤوط  في تخريج مسند الامام أحمد بن حنبل : عن أنس بن مالك  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صَوْتُ أبي طَلْحةَ في الجَيشِ خَيرٌ مِن فِئةٍ". قال: وكان يَجْثو بيْن يدَيهِ في الحربِ، ثمَّ يَنثُرُ كِنانَتَه، ويقولُ: وَجْهي لوَجْهِك الوِقاءُ، ونفْسي لنفْسِك الفِداءُ.
 وعن أنس بن مالك قال: قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صَوْتُ أبي طلحةَ في الجَيْشِ خيرٌ من أَلْفِ رجلٍ" ... صحيح الجامع
* عندما نزلت آيات تحريم الخمر فأمر أبو طلحة بإراقة كل ماعنده من خمر على الطرقات
فعن أنس بن مالك قال: كنتُ ساقيَ القومِ في منزلِ أبي طلحةَ ، وكان خمرهم يومئذٍ الفضيخُ ، فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مناديًا يُنادي : ألا إنَّ الخمرَ قد حُرِّمَتْ ، قال : فقال لي أبو طلحةَ : اخرج فأَهْرِقْهَا ، فخرجتُ فهرقتها ، فجرتْ في سككِ المدينةِ ، فقال بعضُ القومِ : قد قُتِلَ قومٌ وهيَ في بطونهم، فأنزَل اللهُ : " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا"... رواه البخاري
* تصدق أبو طلحة بأحب أمواله إليه وهي حديقته بيرحاء ليستظل لناس بها ويشربوا من مائها ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعلها للأقربين
عن أنس بن مالك قال :لمَّا نزلت : "لَنْ تَنَالُوْا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوْا مِمَّا تُحِبُّونَ" . جاء أبو طلحةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ، يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى في كتابِهِ : "لَنْ تَنَالُوْا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوْا مِمَّا تُحِبُّونَ" . وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرُحَاءَ(قال : وكانت حديقةً ، كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدخلها ويستظِلُّ بها ، ويشربُ من مائها) فهيَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وإلى رسولِهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ، أرجو بِرَّهُ وذُخْرَهُ ، فضعها أي رسولَ اللهِ حيثُ أراكَ اللهُ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم : " بَخ يا أبا طلحةَ ، ذلك مالٌ رابحٌ ، قَبِلْنَاهُ منكَ ، ورددناهُ عليكَ ، فاجعلْهُ في الأقربينَ " . فتصدقَ بهِ أبو طلحةَ على ذوي رحمِهِ ، قال : وكان منهم أُبَيٌّ وحسانُ ... رواه البخاري
* عن أنس بن مالك قال: قال أبو طلحةَ لأمِّ سُلَيمٍ لقد سمِعتُ صوتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضعيفًا، أعرِفُ فيه الجوعَ، فهل عِندَك من شيءٍ ؟ فقالتْ : نعمْ، فأخرَجتْ أقراصًا من شعيرٍ، ثم أخذَتْ خِمارًا لها، فلفَّتِ الخبزَ ببعضِه، ثم أرسلَتْني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذهَبتُ فوجَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ومعَه الناسُ، فقُمتُ عليهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" أأَرسَلك أبو طلحةَ " . فقلتُ : نعمْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَن مَعه : " قوموا " . فانطلَقوا وانطلَقتُ بين أيديهم، حتى جئتُ أبا طلحةَ فأخبَرتُه، فقال أبو طلحةَ : يا أمَّ سُلَيمٍ، قد جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والناسُ، وليس عِندَنا من الطعامِ ما نُطعِمُهم، فقالتْ : اللهُ ورسولُه أعلمُ، فانطلَق أبو طلحةَ حتى لقِي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو طلحةَ حتى دخَلا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " هلُمِّي يا أمَّ سُلَيمٍ ما عِندَك " . فأتَتْ بذلك الخبزِ، قال : فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك الخبزِ ففُتَّ، وعصَرَتْ أمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً لها فأَدَمَتْه، ثم قال فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء اللهُ أن يقولَ، ثم قال : " ائذَنْ لعشَرَةٍ " . فأذِن لهم فأكَلوا حتى شبِعوا، ثم خرَجوا، ثم قال : " ائذَنْ لعشَرَةٍ " . فأذِن لهم، فأكَل القومُ كلُّهم وشبِعوا، والقومُ سبعونَ أو ثمانونَ رجلًا ... رواه البخاري
* شهد أبو طلحة خيبر
عن أنس بن مالك قال:كنتُ رِدفَ أبي طلحةَ يومَ خيبرَ . وقدمي تمسُّ قدمَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قال : فأتيناهم حين بزغت الشمسُ . وقد أخرجوا مواشيَهم . وخرجوا بفؤسِهم ومكاتلِهم ومرورِهم . فقالوا : محمدٌ والخميسُ . قال : وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :" خرِبت خيبرُ . إنا إذا نزلْنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المُنذَرينَ" قال : فهزمهم اللهُ عزَّ وجلَّ ... رواه مسلم
* أمره النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر بأن ينادي في القوم  الذين كانوا يقومون بطهي لحوم الحمير بتحريمها 
عن أنس بن مالك قال: لما كان يومُ خيبرَ جاء جاءٍ . فقال : يا رسولَ الله ِ! أُكِلَت ِالحُمُرَ . ثم جاء آخرُ فقال: يا رسولَ اللهِ ! أُفنِيَتِ الحُمُرُ . فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا طلحةَ فنادى : إنَّ اللهَ ورسولَه ينهيانِكم عن لحومِ الحُمُرِ . فإنها رِجسٌ أو نَجِسٌ . قال : فأُكفِئَت القُدورُ بما فيها ... رواه مسلم
(الحُمُر أو الحمير كلاهما جمع والمفرد حمار)
* عن أنس بن مالك قال:أنه أقبَل هو وأبو طلحةَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةُ ، مُردِفُها على راحلتِه ، فلما كانوا ببعضِ الطريقِ عثَرَتِ الناقةُ ، فصُرِع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمرأةُ ، وإنَّ أبا طلحةَ - قال : أحسِب - اقتَحَم عن بعيرِه ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا نبيَّ اللهِ جعَلني اللهُ فِداك ، هل أصابك من شيءٍ ؟ قال : " لا ، ولكن عليك بالمرأةِ " . فألقى أبو طلحةَ ثَوبَه على وجهِه فقصَد قصدَها ، فألقى ثَوبَه عليها ، فقامَتِ المرأةُ ، فشَدَّ لهما على راحلتِهما فركِبا ، فساروا حتى إذا كانوا بظهرِ المدينةِ ، أو قال : أشرَفوا على المدينةِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" آيِبونَ تائِبونَ عابِدونَ ، لربِّنا حامِدونَ" . فلم يَزَلْ يقولُها حتى دخَل المدينةَ ... رواه البخاري
طلب النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أبي طلحة إحدى غلمانه ليخدمه في أسفاره فقدم أنس ابن مالك اليه فظل مرافقاً لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
 وقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: قال  رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :"التَمِس لنا غلامًا من غلمانِكم يخدُمُني" فخرجَ بي أبو طلحةَ يُردِفني وراءهُ فكنتُ أخدُمُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كلَّما نزلَ..الى آخر الحديث
* شهد أبو طلحة غزوة حنين وأبلى بلاءاً حسناً فقتل يومها عشرون رجلا
عن أنس بن مالك قال: قال  رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :"من قتلَ كافرًا فلَهُ سلبُهُ" . فقتلَ أبو طلحةَ يومئذٍ عشرينَ رجلًا وأخذَ أسلابَهم ولقِيَ أبو طلحةَ أمَّ سُليمٍ ومعَها خنجرٌ فقالَ يا أمَّ سليمٍ ما هذا معَكِ قالت أردتُ واللَّهِ إن دنا منِّي بعضُهم أبعجُ بِهِ بطنَهُ فأخبَرَ بذلِكَ أبو طلحةَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ... رواه  أبو داود وصححه الألباني
* حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وعندما قصَّ النبي صلى الله عليه وسلم شعره للتحلل من الاحرام كان ابو طلحة اول من أخذ منه
 عن أنس بن مالك قال :أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما حلَق رأسَه، كان أبو طلحةَ أولَ مَن أخَذ من شعرِه ... رواه البخاري
هو الذي حفر قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبعد وفاته صلى الله عليه وسلم،أرسل العباس إلى كل من أبي عبيدة الذي كان يلحد لأهل مكة و أبي طلحة الذي كان يلحد لأهل المدينة فلم يجدوا أبا عبيدة ووجدوا أبا طلحة فأتاهم فلحد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عباس قال: لمَّا أرادُوا أنْ يَحفِرُوا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان أبو عُبَيدة بن الجرَّاحِ يَضْرَحُ كحَفر أهلِ مكَّة، وكان أبو طلحةَ زيدُ بنُ سهلٍ يَحفِرُ لأهلِ المدينةِ فكان يَلحَدُ، فدعا العبَّاسُ رجُلينِ، فقال لأحدِهما: اذهَبْ إلى أبي عُبيدةَ، وللآخَرِ: اذهَبْ إلى أبي طلحةَ، اللهمَّ خِرْ لرسولِك. قال: فوجَدَ صاحبُ أبي طلحةَ أبا طلحةَ فجاءَ به، فلَحَدَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ... رواه شعيب الأرناؤوط  في  تخريج المسند
*  بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر أبو طلحة من صيامه فكان لا يُرَى مفطراً  إلا  مضطراً فيما وجب فيه الافطار
عن أنس بن مالك قال:كان أبو طلحةَ لا يصومُ على عهد النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من أجلِ الغَزْوِ ، فلمَّا قُبِضَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم أَرَهُ مفطرًا إلا يومَ فطرٍ أو أضحى ... رواه البخاري
* عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عتبةَ ، أنَّهُ دخلَ على أبي طلحةَ الأنصاريِّ يعودُهُ ، قالَ : فوجَدتُ عندَهُ سَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ ، قالَ : فدعا أبو طلحةَ إنسانًا ينزعُ نَمطًا تحتَهُ ، فقالَ لَهُ سَهْلٌ : لِمَ تنزعُهُ ؟ فقالَ : لأنَّ فيهِ تصاويرَ ، وقد قالَ فيهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ما قد علِمتَ ، قال سَهْل: أوَ لَم يقل "ما كانَ رَقمًا في ثوب"، فقالَ: بلَى،ولَكِنَّهُ أطيَبُ لنَفسي... رواه الترمذي   وصححه   الألباني
*وفاته
طلب من أبنائه أن يجهزوه للغزو معهم ولم يستطيعوا منعه فركب البحر وتُوفي على ظهر السفينة فانتظروا الى أن وجدوا جزيرة لدفنه
عن أنس بن مالك :  أنَّ أبا طَلحةَ قرَأ سورةَ "براءةَ" فأتى على هذه الآيةِ "انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا" التوبة ، فقال : ألا أرى ربِّي يستنفِرُني شابًّا وشيخًا جهِّزوني فقال له بنوه : قد غزَوْتَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى قُبِض وغزَوْتَ مع أبي بكرٍ حتَّى مات وغزَوْتَ مع عُمَرَ فنحنُ نغزو عنكَ فقال : جهِّزوني فجهَّزوه وركِب البحرَ فمات فلَمْ يجِدوا له جزيرةً يدفِنونَه فيها إلَّا بعدَ سبعة أيَّام فلَم يتغيَّر ... رواه ابن حبان 
* أورد الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء :مات سنة أربع وثلاثين هجريا 
وذكر ابن الأثير في الكامل أنه توفي سنة احدى وثلاثين هجريا 
وقيل مات سنة إحدى وخمسين بناءأ على رواية ابن الملقن:


عن  أنس بن مالك أنَّ أبا طلحةَ صامَ بعدَ رسولِ اللَّهِ أربعينَ سنةً ، لا يُفطرُ إلَّا يومَ فطرٍ أو أَضحى ... رواه ابن الملقن في تحفة المحتاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة