سُبْحَانَهُ مِن مَلِيكٍ نافِذ القَدَر، سُبْحان مَن هو أُنْسِي إِنْ خَلَوْتُ بِه في جَوْف لَيْلِي وفي الظَّلْمَاء والسَّحَر ... دعاء لأحد التابعين الزاهدين
عن بِشر بن الحارث ، قال " رأيْتُ علَى جِبَال عَرَفة رَجُلا قد بَلَغ به الوَلَهُ ، وهو يقول : " سُبْحان مَنْ لَوْ سَجدْنا بالعُيُون لهُ عَلَى شَبا الشَّوْك والمَحْمِيِّ مِن الإِبَرِ لَمْ نَبْلُغ العُشُر مِن مِعْشَار نِعَمِهِ ولا العُشَيْر ولا عُشُرًا مِن العُشُر هُوَ الرَّفِيع فلا الأبْصار تُدْرِكُه ، سُبْحَانَهُ مِن مَلِيكٍ نافِذ القَدَر، سُبْحان مَن هو أُنْسِي إِنْ خَلَوْتُ بِه في جَوْف لَيْلِي وفي الظَّلْمَاء والسَّحَر ، أَنْتَ الحَبِيب وأنْت الحِبُّ يا أَمَلِي مَنْ لِي سِوَاكَ ومَن أَرْجُوهُ يا ذُخْرِي " ثُمَّ أَنْشَدَ أَيْضًا :" كَمْ قَدْ زَلَلْتُ فلَمْ أَذْكُرْكَ في زَلَلِي وأنْتَ يا سَيِّدي في الغَيْبِ تَذْكُرُنِي ،لَأَبْكِيَنّ بِدَمْعِ العَيْنِ مِن أَسَفٍ لَأَبْكِيَنَّ بُكَاء الوَالِهِ الحَزِن " قال : ثُمَّ غَاصَ فِي خِلال النَّاس فلَمْ أرَهْ ، فسألتُ عنه ، فقيل لي : هذا أبو عُبيدة ، مُنْذ سبعين سَنَة لم يرفَع رَأسَه إلى السّماء حيَاءً مِن اللَّه عزَّ وجلَّ " .... من كتاب مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن لابن الجوزي
اذهب لأعلى الصفحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة