السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 11 مارس 2018

ثابتُ بنُ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو ثابت بن قيس ابن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج
خطيب الأنصار، لم يشهد بدرا ، و شهد أُحُداً ، وبيعة الرضوان
 *إخوته لأُمِّه هم عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة
وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أُبي ابن سلول ،و قد ولدت له محمداً 
مناقبه
*وقف خطيباً للمسلمين عند مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة 
 فقال : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا ، فما لنا ؟قال صلى الله عليه وسلم: الجنة . قالوا : رضينا 
*وعن الزهري : أن وفد تميم قدموا ، وافتخر خطيبهم بأمور ، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : قم فأجب خطيبهم . فقام ، فحمد الله وأبلغ ، وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم  والمسلمون بمقامه
بعضاً مما قال ثابت في هذه الخطبة
 "الحمد لله، الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله. ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة، واصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمهم نسبا، وأصدقهم حديث وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين. ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق إجابة. فنحن أنصار الله، ووزراء رسوله"
* أثنَى عليه النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ 
فعن أبي هريرة قال : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"نِعمَ الرَّجلُ أبو بَكْرٍ ، نِعمَ الرَّجلُ عمرُ ، نِعمَ الرَّجلُ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ ، نِعمَ الرَّجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ ، نِعمَ الرَّجلُ ثابتُ بنُ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ ، نِعمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ جبلٍ ، نِعمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ عمرِو بنِ الجموحِ"رواه  الترمذي  وصححه الألباني
*هو صاحب أول حادثة خلع في الاسلام 
فعنعبدالله بن عباس رضي الله عنه : " أنَّ امرأةَ ثابتِ بنِ قيسٍ أتتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ ، ثابتُ بنُ قيسٍ ، مَا أعْتِبُ عليهِ فِي خُلُقٍ ولا دينٍ ، ولكنِّي أكرَهُ الكفْرَ في الإسلامِ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :" أَتَرُدِّينَ عليهِ حَدِيقَتَهُ" . قالتْ : نعمْ ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :" اقْبَلِ الحديقةَ وطلِّقْهَا تَطْلِيَقةً "   ...   رواه البخاري
* أسند إليه النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الرد على مسيلمة حين قَدِم المدينة
فعن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال :بلغنا أن مسيلمة الكذَّاب قدم المدينة، فنزل في دار بنت الحارث، وكان تحته بنت الحارث بن كريز، وهي أم عبد الله بن عامر، فأتاه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له : خطيب رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي يد رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قضيب، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة : إن شئت خلَّيْنا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عني".فانصرف النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم..رواه البخاري 
* لما نزلت "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ "   قال ثابت بن قيس : أنا كنت أرفع صوتي فوق صوته ، فأنا من أهل النار . فقعد في بيته ، فتفقده رسول الله  صلى الله عليه وسلم 
فعن أنس بن مالك فال :أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ افْتَقَدَ ثابتَ بنَ قيسٍ ، فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ، أنا أعْلَمُ لكَ علْمَهُ ، فأتَاه فوجَدَهُ جالسًا في بيْتِهِ ، مُنَكِّسًا رأسَهُ ، فقالَ لهُ : ما شأنُكَ ؟ فقالَ : شَرٌّ ، كانَ يرفعُ صوتَهُ فوقَ صوتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقدْ حَبِطَ عمَلهُ ، وهوَ منْ أهلِ النَّارِ . فأتى الرجلُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأَخْبرهُ أنَّهُ قالَ كذَا وكذَا ، فقالَ موسى : فَرَجَعَ إليهِ المرةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عظيمةٍ ، فقالَ : "اذهَبْ إليهِ فقلْ لهُ : إنَّكَ لسْتَ من أهلِ النارِ ، ولكنَّكَ منْ أهلِ الجنةِ " رواه البخاري
حيث نزلت الآية الكريمة"إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ"
*بعد وفاة النبي محمد، شارك ثابت في الحروب ضد المرتدين ، وكان قائد الأنصار في معركة اليمامة، 
وقد رأى ثابت وقع الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة
 فقال ثابت أُفٍ لهؤلاء ولما يعبدون ! وأُفٍ لهؤلاء ولما يصنعون !
فصاح بصوته: "والله، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله "
 ثم ذهب غير بعيد، وعاد وقد تحنط ، ولبس أكفانه  استعدادا ًللموت في سبيل الله
وصاح مرة أخرى:"اللهم إني أبرأ اليك مما جاء به هؤلاء - يعني جيش مسيلمة - وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني تراخي المسلمين في القتال-"
وانضم اليه سالم مولى أبي حذيفة وكان يحمل راية المهاجرين، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما ووقفا  شامخين، نصفهما  في الرمال و نصفهما الأعلى يستقبلان جيوش الوثنية والكذب، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما
وصية ثابت بعد موته
بعد استشهاد ثابت مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه. وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه
فقال له:" إني لما قتلت ، انتزع درعي رجل من المسلمين وخبأه ، فأكب عليه برمة ، وجعل عليها رحلا ، فائت الأمير فأخبره ، وإياك أن تقول : هذا حلم ، فتضيعه ، وإذا أتيت المدينة فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم  : إن علي من الدَّيْن كذا وكذا ، وغلامي فلان عتيق ، وإياك أن تقول : هذا حلم ، فتضيعه"
فلما استيقظ الرجل من نومه، أتى خالد بن الوليد، فقص عليه رؤياه، فأرسل خالد من يأتي بالدرع، فوجدها كما وصف ثابت، ولما رجع المسلمون إلى المدينة، قص المسلم على الخليفة الرؤيا، فأنجز وصية ثابت ولا أحداً بعد ما مات أنفذت وصيته غير ثابت بن قيس رضي الله عنه . 

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وال سيدنا ورضي الله عن الصحابه والتابعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين

    ردحذف
    الردود
    1. جزاكم الله وايانا صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الاعلى

      حذف

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة