"فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ"القصص
عندما أكمل موسى عليه السلام الأجل اشتاق إلى الوصول إلى أهله ووالدته وعشيرته، ووطنه، وظن من طول المدة، أنهم قد تناسوا ما صدر منه. "وَسَارَ بِأَهْلِهِ" فخرج قاصداً زيارة مصر
وكان خروجهما في ليلة مظلمة باردة ، فلم يهتدوا إلى الدرب المألوف ، واشتد الظلام والبرد ، فبينما هو كذلك أحسَّ بشيء من الأُنْس إذ أبصرعن بعد ناراً تتأجج في جانب جبل الطور فقال لأهله : "امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا " وكأنه رآها دونهم; لأن هذه النار هي نور في الحقيقة ، ولا تصلح رؤيتها لكل أحد فعندما قال لزوجته:"امْكُثُوا"فهذا يعني أنها لم تَرَها كما رآها هو.مما يدل على أنها ليست ناراً مادية يُوقِدها بشر، وإلا لاستوى أهله معه في رؤيتها، فأراد الذهاب الى تلك النار"لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ" أملاً و رجاءاً في أنْ يجد مَنْ يخبره عن الطريق، ويهدينا إلى أين نتوجه أو يأتي بقطعة متوهجة لتستدفئ زوجته بها
فكان موسى في واد اسمه طُوًى ، وأمره ربه بخلع نعليه; تعظيما وتكريما لتلك البقعة المباركة ، وعند أهل الكتاب أنه وضع يده على وجهه من شدة ذلك النور; مهابة له وخوفا على بصره.
ثم خاطبه الله تعالى كما يشاء قائلا له :"إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي*إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ*فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ" سورة طه.
فأخبره ربه بألوهيته وربوبيته، وما يلزم لعبادته وكذلك أخبره عن يوم القيامة ، والتي فيها تُجزَى كل نفس بما تسعى من خير وشر وحثَّه على مجانبة العُصاه الذين يتبعون أَهْوَاءَهُمْ
ثم يسأله ربه ليُؤنسه وَيُبيِّن لَهُ أَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءِ:"وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ "سورة طه
ثم يسأله ربه ليُؤنسه وَيُبيِّن لَهُ أَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءِ:"وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ "سورة طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة