السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 13 أبريل 2015

موقف قريش من الإسراء والمعراج

 شهدت الأيّام السابقة لرحلة الإسراء والمعراج العديد من الابتلاءات لسيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم  كان منها موت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و موت عمّه أبي طالب ثم مبالغة قريشٌ في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم ، و زادت المحنة بنتيجة رحلة الطائف وقيام أهلها بسبّه وطرده ورميه بالحجارة ، مماأثقل عليه الحزن في عودته إلى مكّة
ومع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان ، كان النبي صلى الله عليه وسلم  في أمسّ الحاجة إلى ما يقوّي  عزيمته ، فكانت رحلة الإسراء والمعراج ، حيث أُسري به  صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى ، ثم عاد في نفس اليوم 

وكانت رحلة الإسراء اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم  وتشريف النبي صلى الله عليه وسلم  بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ فكانت سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه ، وتجديد عزيمته
وبعد انتهاء رحلة الاسراء والمعراج أصبح  النبي صلى الله عليه وسلم  على قريش ولما رأي  أبوجهل فأخبره النبي  صلى الله عليه وسلم  برحلته في تلك الليلة ، ورأى أبو جهل في قصّته فرصةً للسخرية والاستهزاء ، فقال له : " أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني ؟ " ، فقال له النبي  صلى الله عليه وسلم   "نعم "، فانطلق أبو جهل ينادي بالناس ليسمعوا هذه الأعجوبة ، فصاحوا متعجّبين ، ووقفوا ما بين مكذّب ومشكّك ، وارتدّ كثير ممن آمنوا به ولم يتمكّن الإيمان في قلوبهم 
(وفي ردّة ضعفاء الإيمان تنقية لصفّ المسلمين من عيوبه وعلله حتى يقوم الإسلام على أكتاف الرّجال الذين لا تهزّهم المحن أو تزلزلهم الفتن )
 وقام إليه أفرادٌ من أهل مكّة يسألونه عن وصف بيت المقدس، فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الوقت الذي بقي فيه هناك لم يكن كافياً لإدراك الوصف ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فرفع لي حتى نظرت إليه"   فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه بدقّة ، حتى عجب الناس وقالوا :   أما الوصف فقد أصاب 
 وذهب الناس إلى أبي بكر  فقالوا له : هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس . وصلى فيه ورجع إلى مكة  فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه
فيومئذ سماه النبي صلي الله عليه وسلم بالصدّيق 
وعن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها ، واسمها هند ، في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنها كانت تقول : ما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في بيتي ، نام عندي تلك الليلة في بيتي ، فصلى العشاء الآخرة ، ثم نام ونمنا ، فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما صلى الصبح وصلينا معه ، قال : يا أم هانئ ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين
ثم قام ليخرج ، فأخذت بطرف ردائه ، فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية
 فقلت له : يا نبي الله ، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك 
قال : والله لأحدثنهموه
قالت : فقلت لجارية لي حبشية : ويحك اتبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تسمعي ما يقول للناس ، وما يقولون له  
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس أخبرهم ، فعجبوا 
وقالوا : ما آية ذلك يا محمد ؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط 
قال : آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا . فأنفرهم حس الدابة ، فند لهم بعير ، فدللتهم عليه ، وأنا موجه إلى الشام . ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان ، فوجدت القوم نياما ، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء ، فكشفت غطاءه وشربت ما فيه ، ثم غطيت عليه كما كان ؟ وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء ثنية التنعيم يقدمها جمل أورق ، عليه غرارتان ، إحداهما سوداء ، والأخرى برقاء
قالت : فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل كما وصف لهم ، وسألوهم عن الإناء ، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه ، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه ، ولم يجدوا فيه ماء
وسألوا الآخرين وهم بمكة ، فقالوا : صدق والله ، لقد أنفرنا في الوادي الذي ذكر ، وند لنا بعير ، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه حتى أخذناه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة