السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 26 أبريل 2022

مارية رضي الله عنها أم إِبْرَاهِيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... نساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

مارية القبطية مولاة رَسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأُم ولده إِبْرَاهِيم 
* وكلمة قِبط : مقصود بها أهل مصر 

* هي مارية بنت شمعون ، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين ، وخَصيًّا يقال له مأبور، فوهب رَسُول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سيرين لحسان بن ثابت، وهي أم عبد الرّحمن بن حسان... الإستيعاب في معرفة الأصحاب

* كانت للسيدة مارية رضي الله عنها مكانة عظيمة في مصر كما ذكرها المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم  في رسالته التي أرسلها ردًّا علي الرسالة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه  إلى المقوقس عظيم مصر ليدعوه للإسلام ، وقد جاء فيها :

[[  أما بعد : فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القِبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها ]] ... زاد المعاد لابن القيم

وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم هديته

** مناقبها

* أسلمت السيدة مارية رضي الله عنها بعد خروجها من مصر وقبل وصولها المدينة المنورة

[[ عرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله. وكان رسول الله معجبا بأم إبراهيم. وكانت بيضاء جميلة. فأنزلها رسول الله في العالية في المال الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم . وكان رسول الله يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب. وكان يطأها بملك اليمين . فلما حملت وضعت هناك ، وقبلتها سلمى مولاة رسول الله فجاء أبو رافع زوج سلمى فبشر رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم بإبراهيم فوهب له عبدا ، وذلك في ذي الحجة سنة ثمان ]] ... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن سعيد بن المسيب، قال: استسر رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته القبطية قدم بها المدينة، وهي أم إبراهيم ... معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني

* مرت السيدة مارية رضي الله عنها بابتلاء شديد حيث تجرأ البعض عليها  واتهموها  في رجل كان رأوه قد دخل في بيتها قد أتاها بالحطب والماء ، فسمع  النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  تلك الاتهامات ، وأمر على ابن أبي طالب رضي الله عنه بقتله ولكن عندما ذهب عليّ إليه علم مالم يكن في الحسبان

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أنَّ رَجُلًا كان يُتَّهَمُ بأُمّ وَلَد رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِعَلِيٍّ: " اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ " ، فأتَاهُ عَلِيٌّ فإذَا هو في رَكِيٍّ يتَبَرَّدُ فيها، فقال له عَلِيّ: اخرُجْ ، فناوَلَهُ يَدَهُ فأخرَجَهُ ، فإذَا هو مَجْبُوب ليس له ذَكَرٌ، فكَفَّ عَلِيّ عنه ، ثُمَّ أتَى النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقال: يا رسول الله ، إنَّه لمَجْبُوبٌ ما له ذَكَرٌ ... رواه  مسلم

* قال أبو عمَر: هذا الرَّجُل المُتَّهم كان ابن عَمِّ مارِيَّة القِبطِيَّة، أهداه معها المُقَوْقس ، وذلك مَوْجُود فِي حديث سليمان بنِ أرقم، عنِ الزُّهريِّ عن عُروة عن عائشة. وأَظُنُّهُ الخَصِيَّ المَأبُور المذْكور، مِن حِينَئِذٍ عُرِفَ أنَّهُ خَصِيٌّ ... الإستيعاب في معرفة الأصحاب

*  قد ورد  ذِكر السيدة مارية أم إبراهيم في أحد أسباب نزول الآية الكريمة  " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .."إلى آخرِ الآيةِ

قال السيوطي : بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلتُ لعمرَ بن الخطاب مَنِ المرأتانِ اللتان تظاهرتا ؟ ، قال : عائشةُ وحفصةُ وكان بدو الحديثِ في شأنِ ماريةَ القبطية أمِّ إبراهيم أصابها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في بيتِ حفصة في يومها ، فوجدت حفصةُ ، فقالت : يا رسولَ اللهِ لقد جئتَ إليَّ بشيٍء ما جئتَه إلى أحدٍ من أزواجك في يومي وفي دوري على فراشي ، قال :" ألا ترضيْنَ أن أُحَرِّمَها فلا أقربها أبدًا " ، قالت : بلى ، فحرَّمها وقال:" لا تذكري ذلك لأحدٍ" ،  فذكرتْهُ لعائشةَ فأظهرَه اللهُ عليهِ ، فأنزل اللهُ " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ .." الآياتُ ، كلها فبلغنا أنَّ رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم كفَّر عن يمينِه وأصاب ماريةَ ... فتح القدير للشوكاني

* و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أنَّ رسولَ اللهِ كانت له أمَةٌ يطؤُها ، فلم تزَلْ به عائشةُ وحفصةُ ، حتَّى حرَّمها على نفسِه ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .."إلى آخرِ الآيةِ ... صحيح النسائي للألباني

حيث كانت هذه الأَمَة هي السيدة مارية رضي الله عنها

* و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ " قال: نزلت هذِه في سُرِّيَّتِهِ ... صحيح أسباب النزول  للوادعي

** ابنها ابراهيم عليه السلام

* كانت قابلتها في ولادة إبراهيم عليه السلام هي سلمى زوجة أبي رافع رضي الله عنهما

[[ كانت سلمى امرأة أبى رافع مولى رسول الله وأم أولاده وهى التى كانت تقبل خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها إذا ولدت من رسول الله وتعد قبل ذلك ما تحتاج إليه، وهى قبلت مارية أم إبراهيم بإبراهيم ابن رسول الله وخرجت إلى زوجها أبى رافع فأعلمته أن مارية ولدت غلاما، فجاء أبو رافع فبشر رسول الله به فوهب له رسول الله غلاما ]]  ... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : لمَّا ولدتْ مارِيَةُ أمُّ إبراهيم قال رسول اللّهِ صلى اللَّه عليه وسلم : " أعتقَها ولدُها " ... خلاصة البدر المنير لابن الملقن

*  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دَخَلنا مع رسول اللّهِ صلى اللَّه عليه وسلم علَى أبِي سَيْفٍ القَيْن، وكان ظِئْرًا لِإِبراهيم عليه السَّلَام ، فأخَذَ رسول اللّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إبراهيم، فقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلك وإبراهيم يَجُودُ بنَفْسِه، فجَعَلَت عَيْنَا رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم تَذْرِفان، فقال له عبد الرَّحْمن بن عَوْف رضي اللَّه عنه : وأَنْتَ يا رسول اللَّه؟ ، فقال: " يا ابن عَوْفٍ إنَّها رَحْمَة "، ثُمَّ أَتْبَعَها بأُخرى، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: " إنَّ العَيْنَ تَدْمَع، والقَلْبَ يَحْزَن ، ولَا نَقُول إلَّا ما يرْضَى رَبّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْراهيم لمحزُونُون " ... رواه البخاري 

معنى ظئرا : زوج حاضنته أو زوج مُرضعته أي يعتبرأبوه من الرَّضاعة

* قيل أن  إِبراهيم عليه السَّلَام تُوفِّيَ في السَّنة التاسعة مِن الهِجرة وهو في مَرحلةِ الرَّضاعِ

* عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : انْكَسَفَت الشَّمْس يَوم ماتَ إبراهيم ، فقال النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْت إبراهيم، فقال رسول اللّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: " إنَّ الشَّمْس والقَمَر آيَتَان مِن آيَات اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَان لِمَوْت أحَدٍ ولَا لِحَيَاته، فإِذا رَأَيْتُمُوهُما، فادْعُوا اللَّه وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِي " ... رواه  البخاري

* عن سيرين أخت مارية قالت : رأيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم لما حضر إبراهيم وأنا أصيح وأختي ما ينهانا. فلما مات نهانا عن الصِّياح وغسَّله الفضل بن عباس ورسول الله صلى اللَّه عليه وسلم جالس. ثم رأيته على شفير القبر ومعه العباس إلى جنبه ، ونزل في حفرته الفضل وأسامة بن زيد ... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قُلتُ لِابنِ أبِي أوْفَى: رَأَيْتَ إبراهيم ابن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ ، قال: ماتَ صَغِيرًا، ولو قُضِيَ أنْ يَكون بَعْد مُحَمَّد صلى اللَّه عليه وسلم نَبِيٌّ عَاش ابنُهُ، ولَكِن لا نَبِيَّ بَعْدَهُ ... رواه البخاري

عن  إسماعيل بن عبد الرحمن السدي قال : سَمِعْتُ أنسَ بن مالكٍ يقولُ: لَو عاش إبراهيمُ ابن النَّبيّ صلى اللَّه عليه  وعلَى آله وسلم  لكانَ صدِّيقًا نبيًّا ... الصحيح المسند للوادعي

** في عهد الخلافة

* عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن عطاء قال : أن مارية لما أن توفي النبي صلى اللَّه عليه وسلم اعتدت ثلاث حيض ... الطبقات الكبرى لابن سعد

* اعتُبرت السيدة مارية في منزلة أمهات المؤمنين لكونها كانت أم لإبراهيم ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلم وإن كانت من سراريه  

* عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي . ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفيت في خلافته ... الطبقات الكبرى لابن سعد

** وفاتها 

توفيت مارية فِي خلافة عُمَر بن الخَطَّاب، وذلك فِي المحرم من سنة ست عشرة، وَكَانَ عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع ... الإستيعاب في معرفة الأصحاب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة