السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 18 أبريل 2022

حفصة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ أم المؤمنين رضي الله عنها ... نساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

 هي زوج النَّبِيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم

حفصة بنت عُمَر بن الخطَّابِ بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللَّه بن قُرْط بن رَزَّاح بنِ عدي بن كعب بن لؤي  

 وهي أخت عَبْد اللَّهِ  بن عُمَر لأبيه وأمه 
* ﺭُﻭﻱ ﺃﻥ ﻣﻮﻟﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍلمبعث بخمس ﺳنين ... سير أعلام النبلاء
* عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده ﻋﻦ ﻋﻤﺮ قال:  ﻭﻟﺪﺕ  ﺣﻔﺼﺔ و ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺒني ﺍﻟﺒﻴﺖ  ﻗﺒﻞ مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس ﺳنين ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* أمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
خالها هو الصحابي البدري قُدامَة بن مَظْعُون  رضي اللَّه عنه
** زواجها من رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
* عن أبي الحويرث قال: تزوج خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم حفصة بنت عمر بن الخطاب فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* كانت قبل رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بْن قيس بن عدي السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عَلَيْه فلم يرجع إليه  أَبُو بَكْر كلمة، فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها عَلَى عُثْمَان حين ماتت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ عُثْمَان:مَا أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عُثْمَان وأخبره بعرضه حفصة عَلَيْهِ، فقال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: " يتزوج حفصة من هُوَ خير من عُثْمَان، ويتزوج عُثْمَان من هي خير من حفصة ".... الإستيعاب في معرفة الأصحاب
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : أنَّ عُمَر بن الخطَّاب حين تَأَيَّمَت حَفْصَة بنت عُمَر مِن خُنَيْس بن حُذَافَة السَّهْميّ (وكان مِن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد شَهِد بَدْرًا، تُوُفِّي بالمَدينة) ، قالَ عُمَر: فلَقِيتُ عُثْمان بن عَفَّان، فعَرَضْتُ عليه حَفْصة، فقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصة بنْت عُمَر، قال: سَأَنْظُرُ في أمْرِي، فلَبِثْتُ ليالِي، فقال: قد بَدَا لي أنْ لا أتَزَوَّجَ يَومي هذا، قال عُمَر: فلَقِيتُ أبَا بَكْر، فقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصة بنت عُمَر، فصَمَت أبو بَكْرٍ فلَمْ يَرْجِع إلَيَّ شيئًا، فكُنْتُ عليه أوْجَدَ مِنِّي علَى عُثْمان، فلَبِثْتُ لَيالِي ثُمَّ خَطَبها رَسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأنْكَحْتُهَا إيَّاهُ، فلَقِيَني أبو بَكْر فقال: لَعَلَّكَ وجَدْتَ عَلَيَّ حين عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصة فلَمْ أرْجِع إلَيْكَ؟ ، قُلتُ: نَعَمْ ، قال: فإنَّه لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أرْجِع إلَيْكَ فيما عَرَضْتَ، إلَّا أنِّي قد عَلِمْتُ أنَّ رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ ذَكَرَها، فلَمْ أكُنْ لِأُفْشِي سِرَّ رَسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولو تَرَكَها لَقَبِلْتُها ... رواه  البخاري
** مناقبها
* كانت حفصة من المهاجرات
* تزوجها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فِي سنة ثلاث من الهجرة ، و ﺩﺧﻝ ﺍﻟﻨبي ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ بها ﻭﳍﺎ ﳓﻮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ تقريبا
* هي الصوَّامة التي لا تُرى إلا وهي صائمة
عن نافعٍ  مولى ابن عمر  رضي اللَّه عنه قال : ماتت حفصةُ حتَّى ما تُفطِرُ ... الإصابة لابن حجر العسقلاني
* شهد الله سبحانه وتعالى لها بأنها الصوَّمة القوَّامة ، فعندما طلقها النبي صلى الله عليه وسلم  ، جاءه جبريل عليه السلام  وطلب منه أن يراجعها لأنها صوَّامةٌ قوَّامة وستكون زوجته في الجنة
فعن عبدالله بن عمر رضي اللَّه عنه قال :أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، كانَ طلَّقَ حفصَةَ، ثمَّ راجعَها ... صحيح النسائي  للألباني
وعن أنس بن مالك وعمار بن ياسر رضي الله عنهما  عن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قال :" قال جِبريلُ : راجِع حفْصةَ ، فإنَّها صوَّامةٌ قوَّامة ، و إنَّها زوجَتُكَ في الجنة "... صحيح الجامع للألباني
* ذات يوم  احتبس النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عند السيدة حفصة رضي الله عنها بعد صلاة العصر اكثر من المعتاد ، فغارت السيدة عائشة رضي الله عنها ، فعلمت أنها سقت النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  عسلاً 
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كان رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ العَسَل والحَلْوَاء، وكان إذا انْصَرَف مِن العَصْر دَخَل علَى نِسَائه، فيَدْنُو مِن إحْداهُنَّ، فدَخَل على حَفْصة بنت عُمَر، فاحْتَبَس أكثَر ما كان يحْتَبِس ، فَغِرْتُ ، فسَألْتُ عن ذلك، فقِيل لي: أهْدَتْ لَها امرأة مِن قَوْمها عُكَّةً مِن عَسَل، فسَقَتِ النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه شَرْبَة، فقُلتُ: أما واللَّهِ لنَحْتَالَنَّ له، فقُلتُ لِسَوْدَة بنْت زَمْعة: إنَّه سَيَدْنُو مِنْك، فإذا دَنا مِنْك فقُولي: أكَلْتَ مغَافِير، فإنَّه سَيقول لكِ: لا، فقُولِي له: ما هذه الرِّيحُ الَّتي أجِدُ مِنْك، فإنَّه سَيقول لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَة شَرْبَة عَسَل، فقُولِي له: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُط ، وسأَقُولُ ذلِك، وقُولي أنْتِ يا صَفِيَّةُ ذاك، قالَتْ: تَقُول سَوْدَة: فوَاللَّه ما هو إلَّا أنْ قَام علَى الباب، فأرَدْتُ أنْ أُبَادِيَهُ بما أمَرْتِني به فَرَقًا مِنْك، فلَمَّا دَنا منها قالَت له سَوْدَة: يا رسول اللَّه، أكَلْتَ مَغَافير؟ ، قال:" لا" قالَت: فَما هذِه الرِّيح الَّتي أجِدُ مِنْك؟ ، قالَ:" سَقَتْنِي حَفْصة شَرْبَة عَسَل " فقالَت: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، فلَمَّا دَار إلَيَّ قُلتُ له نَحْو ذلك، فلَمَّا دَار إلى صَفِيّة قالَت له مِثْل ذلك، فلَمَّا دَارَ إلى حَفْصة قالَتْ: يا رسول اللَّهِ، ألَا أسْقِيكَ منه؟ ، قال: " لا حَاجَةَ لي فيه " قالَتْ: تَقول سَوْدَة: واللَّهِ لقَد حَرَمْنَاه، قُلتُ لَهَا: اسْكُتِي ... رواه البخاري
* اشتكت أم المؤمنين صفية للنبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم ذات يوم من أم المؤمنين حفصة بأنها عايرتها بأنها ابنة يهودي 
عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال : بلغَ صفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت بنتُ يهودِيٍّ فبكت فدخلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم وهيَ تبكي فقالَ :" ما يبكيكِ " قالتْ : قالتْ لي حفصةُ إنِّي بنتُ يهوديٍّ ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم :" وإنَّكِ لابنةُ نَبِيٍّ وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ وإنَّكِ لتحتَ نبيٍّ ففيمَ تفخرُ عليكِ "  ثمَّ قال :" اتَّقي اللَّهَ يا حفصةُ " ... صحيح الترمذي للألباني 
* اتفقت السيدة حفصة مع السيدة عائشة رضي الله عنهما على استبدال بعيريهما عندما خرجتا مع النبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم
فما الذي حدث ؟
عن عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها قالت : كان رسول الله صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إذَا خَرَج أَقْرَع بين نِسَائِه فطَارَت القُرْعَة على عائشة وحفْصَةَ فخَرَجتا معهُ جمِيعًا، وكان رَسول الله صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، إذا كان باللَّيْل، سارَ مع عائِشة يتحدَّث معها، فقالت حَفصة لِعائِشة: أَلَا تَرْكَبِين اللَّيلة بَعِيري وأَرْكَب بَعِيرَكِ، فَتَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ؟ قالَت: بَلَى، فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ علَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وركِبَت حَفْصة علَى بَعِير عَائِشة، فجَاء رسول الله صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى جَمَل عائِشة وعليه حَفْصة، فسَلَّم ثُمَّ سار معها، حتَّى نَزَلُوا، فافْتَقَدتْهُ عائِشة فغارَت، فلَمّا نَزَلُوا جعَلَتْ تَجعل رِجلها بين الإذْخِر وتَقُول يا رَبّ سَلِّط عَلَيَّ عَقْربًا، أوْ حَيَّة تَلْدَغُني رسولُكَ ولَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُول له شيئًا ... رواه مسلم
* السيدة حفصة  رضي اللَّه عنها كانت إحدى السيدتين من أمهات المؤمنين واللتين تظاهرتا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم 
فالسيدة حفصة  رضي اللَّه عنها هي التي أسرَّ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليها سرًّا وطلب منها ألا تخبر أحدًا ، فأخبرت به عائشة رضي الله عنها ، فأطلعه الله على ذلك ، وذهب لمعاتبتها ، وطلَّقها ،و قد وردت القصة في سورة التحريم :
" وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ، إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ، عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا "
 * وقد روى عمر القصة لعبد الله بن عباس عندما سأله ابن عباس عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أزْوَاجِه
عن عبدالله بن عباس  رضي اللَّه عنه قال : مَكَثْتُ سَنَة أُريد أن أسْأَل عُمَر بن الخطَّاب عن آيَة، فما أسْتَطِيعُ أنْ أسْأَلَهُ هَيْبَة له، حتَّى خَرَج حاجًّا فخرجتُ معهُ، فلمَّا رجعنا وكُنَّا ببَعض الطَّريق عَدَل إلى الأرَاك لحاجَة له، قال: فوَقَفْتُ له حتَّى فَرَغ، ثُمَّ سِرْت معه، فقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمنين، مَن اللَّتان تَظَاهَرَتا على النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أزْوَاجِه؟ فقال: تِلك حَفْصة وعائِشة، قال: فقُلتُ: واللَّهِ إنْ كُنْتُ لَأُرِيدُ أنْ أسْأَلك عن هذا مُنْذ سَنَة، فما أسْتَطِيع هَيْبَة لك، قال: فلا تَفْعَل، ما ظَنَنْتَ أنَّ عندي مِن عِلم فاسأَلْني، فإنْ كان لي عِلْم خَبَّرْتكَ به، قال: ثُمَّ قال عُمَرُ: واللَّه إنْ كُنَّا في الجاهلِيَّة ما نَعُدُّ لِلنّساء أمْرًا، حتَّى أنزل اللَّه فِيهنّ ما أنْزَل، وقَسَم لهنَّ ما قَسَم، قال: فبيْنَا أنا في أمْر أتأَمَّرُهُ، إذْ قالت امْرَأَتِي: لو صَنَعْتَ كذا وكذا، قال: فقُلتُ لها: ما لَكِ؟ ولما هاهُنا؟ وفِيم تَكَلُّفُك؟ في أمْر أُرِيدُه ، فقالَت لي: عَجَبًا لك يا ابن الخطَّاب! ما تُرِيد أنْ تُرَاجَع أنْت وإنَّ ابنَتَك لَتُراجِع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلَّ يَومهُ غَضْبان، فقَام عُمَر فأخَذ ردَاءهُ مَكَانَهُ حتَّى دَخل علَى حَفْصة، فقال لها: يا بُنَيَّة، إنَّك لَتُراجِعِين رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلّ يَومهُ غَضبان؟! فقالتْ حَفْصة: واللَّه إنَّا لَنُراجعُه، فقُلتُ: تَعْلمين أنّي أُحذِّرُك عُقوبة اللَّه، وغضَب رسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يا بُنَيَّةُ، لا يَغُرَّنَّكِ هذه الَّتي أعْجَبها حُسْنُها حُبُّ رَسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إيَّاهَا (يُرِيدُ عَائِشَةَ) قالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حتَّى دَخَلْتُ على أُمّ سَلَمة لِقرَابتي منها، فكلَّمتُها، فقالت أُمُّ سلمة: عَجَبًا لك يا ابن الخطَّاب! دَخَلْت في كُلّ شَيء حتَّى تَبْتغي أنْ تَدْخُل بيْن رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأزواجِه، فأخَذَتْني (واللَّهِ) أخْذًا كَسَرَتْني عن بَعْض ما كُنْتُ أجِدُ، فخرَجْتُ مِن عندها، وكان لي صَاحِب مِن الأنْصار إذا غِبْتُ أتاني بالخَبَر، وإذا غَاب كُنْتُ أنا آتِيه بالخبَر، ونحن نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِن مُلُوك غَسّان، ذُكِر لنا أنَّه يُريد أن يَسِير إليْنا، فقد امْتَلَأت صُدُورُنا منه، فإِذا صاحِبِي الأنْصارِيّ يَدُقُّ الباب، فقال: افْتَح افْتَح، فقُلتُ: جاء الغسَّانيّ؟ ، فقال: بَلْ أشَدُّ مِن ذلك، اعْتَزَل رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أزواجهُ، فقُلتُ: رَغَمَ أنْف حَفصة وعائشة، فأخَذْتُ ثَوْبي، فأخْرُجُ حتَّى جِئْتُ، فإِذا رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَشْرُبَة له يَرْقَى عَلَيْها بعَجَلَة، وغُلَام لِرسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسْوَدُ علَى رَأس الدَّرَجَة، فقُلتُ له: قُل: هذا عُمَر بن الخطَّاب، فأذِنَ لي، قال عُمَرُ: فقَصَصْتُ علَى رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا الحدِيث، فلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيث أُمِّ سَلَمَة تَبَسَّم رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّه لَعَلَى حَصِير ما بيْنَهُ وبيْنَهُ شَيء، وتَحْت رأسِه وِسَادة مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيف، وإنَّ عِنْد رِجْلَيْه قَرَظًا مَصْبوبًا، وعند رأسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقة، فرأيْتُ أثَر الحصِير في جَنْبه فبكَيْتُ، فقال: " ما يُبْكِيك؟ " فَقُلتُ: يا رسول اللَّه، إنَّ كِسْرَى وقيْصر فِيما هُما فِيهِ، وأَنْتَ رسول اللَّهِ! فقال:" أَمَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ لهمُ الدُّنْيَا ولَنَا الآخِرَةُ " ... رواه البخاري
 * ﺣﻔﺼﺔ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ هما ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺗﻈﺎﻫﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨبي ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﷲ ﻓﻴﻬﻤﺎ" إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ " سورة التحريم .... سير أعلام النبلاء
* في أحد المواقف بينها وبين النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم   دعا عليها النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخافت أن يصيبها الدعاء
عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَفَعَ إلَى حفْصَة بنتِ عمر رجلًا وقال لها :" احتَفِظِي بِه " فغَفَلَتْ حفْصَة ومضَى الرجلُ ، فدخلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال :" يا حفْصَةُ ما فَعَلَ الرجلُ" ، قالَتْ : غفَلْتُ عنه يا رسول اللهِ فخرَج ، فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" قطعَ اللهُ يدَكِ " ، فقالَتْ بيدِها هكَذَا، فدَخَل رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال :" ما شأْنُكِ يا حفْصَةُ " ، قالَتْ : يا رسولَ اللهِ قُلْتَ قَبْلُ كذا وكذا ، قال :" ضَعِي يَدَكِ فإِنِّي سألْتُ ربِّي تبارَكَ وتعالى أيُّما إنسانٍ من أمَّتِي دعوْتُ عليه أنْ يَجْعَلَها لَهُ مَغْفِرَةً " ... مجمع الزوائد للهيثمي
* عن حفصةَ أمِّ المؤمنينَ رضي اللهُ عنها أنَّها أمرَتْ بقتلِ جاريةٍ لها سحَرَتْها فقُتِلَتْ .... مجموع فتاوى ابن باز
** في عهد الخلفاء الراشدين
* بعد أن تم جمع القرأن في عهد الخليفة أبي بكر ظلت الصُّحُف عنده ثم عند عمر بن الخطاب من بعده ، ثم عند السيدة حفصة ، فظلت عندها حتى وفاتها
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : فتَتَبَّعْتُ القُرْآن أجْمَعُهُ مِن العُسُبِ واللِّخَافِ، وصُدُورِ الرِّجَالِ، حتَّى وجَدْتُ آخر سُورة التَّوْبة مع أبِي خُزَيْمَةَ الأنْصارِيّ لَمْ أجِدْها مع أحَد غيرِه، "لقَدْ جَاءَكُمْ رَسولٌ مِن أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ" حتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ، فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أبِي بَكْر حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَر حَياته، ثُمَّ عِند حَفْصة بنت عُمَر رضي اللَّه عنه ... رواه البخاري
* عندما علمت السيدة حفصة رضي الله عنها أن أبيها عُمَر بن الخطَّاب قد  طُعِنَ عَوَّلَتْ عليه فنهاها عمر أن تفعل ذلك
عن أنس بن مالك  رضي اللَّه عنه قال : أنَّ عُمَر بن الخطَّاب، لَمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ عليه حَفْصَةُ، فَقال: يا حَفْصَة أَما سَمِعْتِ رَسول الله صلَّى اللَّهُ عليه وَسلَّم يقول:" المُعَوَّلُ عليه يُعَذَّبُ؟ " ، وَعَوَّلَ عليه صُهَيْبٌ، فقال عُمَر: يا صُهَيْب أَما عَلِمْتَ أنَّ المُعَوَّل عليه يُعَذَّب؟... رواه مسلم
 * أرسلت إلى الخليفة عثمان رضي اللَّه عنه بنُسَخ القرآن ( التي كانت لديها منذ وفاة أبيها )  والتي طلبها منها لنسخِها في المصاحف على أن يردها عليها بعد الانتهاء منها 
عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال : أنَّ حُذَيفة بن اليمان قَدِم على عُثمان، وكان يُغَازِي أهل الشَّأم في فَتْح أرْمِينِية وأذْرَبيجان مع أهل العراق، فأفْزَع حُذَيفة اختلافُهم في القراءة، فقال حُذَيفة لعُثْمان: يا أمير المُؤْمنين، أدْرِك هذه الأُمَّة قبل أنْ يَختلفُوا في الكتاب اخْتلَاف اليهود والنَّصارى، فأرْسل عُثْمان إلى حَفْصة: أنْ أرْسِلِي إلَيْنا بالصُّحُف نَنْسخُها في المَصاحِف، ثُمَّ نَرُدُّها إلَيْك، فأرْسَلَتْ بها حَفْصة إلى عُثْمان، فأمَر زَيْد بن ثابت، وعبد اللَّه بن الزُّبَيْر، وسعيد بن العاص، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فنَسَخُوها في المَصَاحف، وقال عُثْمان للرَّهْط القُرشِيِّين الثَّلاثة: إذا اختَلَفتم أنتُم وزيد بن ثابِت في شَيء مِن القُرْآن، فاكْتُبُوه بلِسان قُرَيش؛ فإنَّما نَزَل بلسَانِهم. فَفَعَلُوا، حتَّى إذا نَسَخُوا الصُّحُف في المَصاحف، رَدَّ عُثْمان الصُّحُف إلى حَفْصة، وأرْسَل إلى كُلِّ أُفُق بمُصْحف ممّا نَسَخُوا، وأمَرَ بما سِوَاهُ مِن القُرْآن في كُلّ صَحِيفة أو مُصْحَف أنْ يُحْرَق ... رواه البخاري
* وكان مروان يرسل للسيدة حفصة  رضي اللَّه عنها    مطالبا بالصحف التي لديها فكانت ترفض ذلك إلى أن تُوفيت
فعن الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله : أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن ،فتَأْبَى حفْصَةُ أنْ تعطِيَهُ إيَّاهُ . قال سالم : فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف ، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت ، وقال مروان : إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف ، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول : إنه كان شيء منها لم يكتب ... مقدمة تفسير ابن كثير ( جمع القرآن )
** وفاتها 
اختفلوا في عام وفاتها رضي الله عنها فقيل عام 41 من الهجرة وقيل 45  وقيل غير ذلك
*  ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺣﻔﺼﺔ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺃﺭﺑﻌين ﻋﺎﻡ ﺍلجماﻋﺔ. ﻭﻗﻴﻞ :ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺳﻨﺔ خمس ﻭﺃﺭﺑﻌين ﺑﺍلمدﻳﻨﺔ ﻭﺻﻠَّﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍلي ﺍلمدﻳﻨﺔ ﻣﺮﻭﺍﻥ .ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ... سير أعلام النبلاء
(ﻋﺎﻡ ﺍلجماﻋﺔ هو الذي تنازل فيه الحسن بن على عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ، وسموه عام الجماعة لأن اجمع الناس فيه على خلافة معاوية)
قال محمد بن عمر: توفيت حفصة في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهي يومئذ ابنة ستين سنة ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* توفيت في حين بايع الحسين  بن علي رضي الله عنهما  لمعاوية، وذلك فِي جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وكذلك قَالَ أَبُو معشر
 وقال غيره: توفيت حفصة سنة خمس وأربعين. .... الإستيعاب في معرفة الأصحاب
* ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ :ﺣﺪﺛني ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ :ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﲪﻞ ﺳﺮﻳﺮ ﺣﻔﺼﺔ ﻭﲪﻠﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻐيرﺓ ﺇﱃ ﻗبرﻫﺎ ... سير أعلام النبلاء
* عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: توفيت حفصة فصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* عن موسى بن إبراهيم عن أبيه عن مولاة لآل عمر قالت: رأيت نعشا على سرير حفصة وصلى عليها مروان في موضع الجنائز. وتبعها مروان إلى البقيع وجلس حتى فرغ من دفنها ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* عن علي بن مسلم عن المقبري عن أبيه قال: رأيت مروان بين أبي هريرة وبين أبي سعيد أمام جنازة حفصة ، قال: رأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار بني حزم إلى دار المغيرة بن شعبة وحمله أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها ... الطبقات الكبرى لابن سعد
* عن عبد الله بن نافع عن أبيه قال: نزل في قبر حفصة عبد الله وعاصم ابنا عمر وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر ... الطبقات الكبرى لابن سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة