السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

زينب بنت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم ... نساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

هي زينب بنت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم

* أمها  خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

* قال أَبُو عُمَر: كانت زينب أكبر بناته صلّى الله عليه وسلم، لا خلاف أعلمه فِي ذلك إلا مَا لا يصح ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين  زينب والقاسم أيهما ولد له صلّى الله عليه وسلم أولًا... الإستيعاب في معرفة الأصحاب

قال مُحَمَّد بن إسْحَاق السراج: سمعت عَبْد  اللَّهِ بْن محَمَّد بن سُلَيْمَان الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ... الإستيعاب في معرفة الأصحاب

** مناقبها

* هي أول من تزوجت من بنات النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، وقد تزوجت من أَبي العاص بن الربيع بن عبد العزى في حياة أمها وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد

* كَانَ زوجها محبًا لها وقد أنشد فيها أبياتا :

قَالَ مُحَمَّد بن سعد: أنشدني هشام بن الكلبي، عَنْ معروف بْن خربوذ، قَالَ قَالَ: أَبُو العاص بْن الربيع فِي بعض أسفاره إِلَى الشام:

ذَكَرْتُ زينب لما وَرَّكَتْ إِرَمًا  ... فقُلتُ سقيًا لشخص يسكن الحَرَما

بنت الأمين جزاها اللَّه صالحة ... وكل بَعْلٍ سيُثني بالذي عَلما  

... الإستيعاب في معرفة الأصحاب 

* ولدت من أبي العاص غلامًا يقال له علي وقد مات صغيرا ، وجارية اسمها أُمامة  : وهي التي صلَّى بها النبي صلى الله عليه وسلم محمولة على عاتقه وهي صغيرة ، وعندما قدمت هدايا النجاشي أهداها منها خاتما من ذهب

وقد تزوجها فيما بعد :على بن أبي طالب بعد وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنهم أجمعين

* عن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال : أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي وهو حامِلٌ أُمَامة بنت زَيْنَب بنْت رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولِأَبي العَاصِ بنِ رَبِيعَة بن عبد شَمْس، فإذا سَجَدَ وضَعَها، وإذا قام حَمَلَها ... رواه البخاري

و عن أبي قتادةَ قال : بينا نحنُ في المسجدِ جلوسٌ خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحملُ أمامةَ بنتَ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ وأمُّها زينبُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهيَ صبيَّةٌ يحملُها على عاتقِهِ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهيَ على عاتقِهِ يضعُها إذا رَكعَ ويعيدُها إذا قامَ حتَّى قضى صلاتَهُ يفعلُ ذلِكَ بِها ... صحيح أبي داود للألباني

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قدِمتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، حِليةٌ من عند النَّجاشيِّ أهداها له ، فيها خاتمٌ من ذهبٍ ، فيه فصٌّ حبشيٌّ . قالت : فأخذه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، بعودٍ مُعرِضًا عنه ، أو ببعضِ أصابعِه ، ثمَّ دعا أُمامةَ بنةَ أبي العاصِ ابنةَ ابنتِه زينبَ ، فقال : " تحلِّي بهذا يا بُنيَّةُ " ... صحيح أبي داود للألباني

* ضربت أروع المثل في وفاء الزوجة  لزوجها في وقت الشدة ، فقد أخذت قلادتها والتي أهدتها لها  والدتها السيدة خديجة عند زواجها ، وأرسلتها لتفتدي أبا العاص من الأسْر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : لمَّا بعثَ أَهْلُ مَكَّةَ في فداءِ أسراهُم بعثَتْ زينبُ في فداءِ أبي العاصِ بمالٍ، وبعثَت فيهِ بقلادةٍ لَها كانت عندَ خديجةَ أدخلَتها بِها علَى أبي العاصِ قالَت: فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رقَّ لَها رقَّةً شديدةً، وقالَ:" إن رأيتُمْ أن تُطلقوا لَها أسيرَها، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها ". فقالوا: نعَم. وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخذَ علَيهِ أو وعدَهُ أن يخلِّيَ سبيلَ زينبَ إليهِ، وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا مِنَ الأنصارِ، فقالَ: " كونا ببطنِ يأجَجَ حتَّى تمرَّ بِكُما زينبُ فتَصحباها حتَّى تأتيا بِها " ... صحيح أبي داود للألباني

** هجرتها

*  هاجرت السيدة زينب بنت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم للمدينة بدون زوجها والذي كان معارضا للإسلام حينئذ

عن عامر الشعبي، أن زينب بنت رسول الله  صلى الله عليه وسلم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها وأَبَى أبو العاص أن يُسلم ... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن عائشة أم المؤمنين  رضي الله عنها قالت : أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المَدينةَ خَرَجتِ ابنَتُه زَينَبُ مِن مَكةَ مع كِنانةَ، فخَرَجوا في إثْرِها، فأدْرَكها هَبَّارُ بنُ الأسوَدِ، فلم يَزَلْ يَطعَنُ بَعيرَها بِرُمحِه حتى صَرَعَها وألقَتْ ما في بَطنِها، وهُرقَتْ دَمًا، فتَحَمَّلتْ واشتَجَرَ فيها بَنو هاشِمٍ وبَنو أُميَّةَ، فقالت بَنو أُميَّةَ: نحن أحَقُّ بها. وكانت تَحتَ ابنِهم أبي العاصِ، وكانت عِنْدَ هِندٍ بِنتِ عُتبةَ بن رَبيعة، وكانت تَقولُ لها هِندٌ: هذا في سَبَبِ أبيكِ ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِزَيدِ بنِ حارِثة :" ألَا تَنطَلِقُ فتَجيءُ بزَينَب؟" فقال: بلى يا رَسولَ اللهِ ، قال: " فخُذْ خاتَمي فأعطِها إيَّاه " . فانطَلَقَ زَيدٌ فلم يَزَلْ يَتلَطَّفُ، فلَقيَ راعيًا، فقال: لِمَن تَرعى؟ ، فقال: لِأبي العاصِ. فقال: لِمَن هذه الغَنَمُ؟  ، فقال: لِزَينَبَ بِنتِ مُحمدٍ ، فسارَ معه شَيئًا، ثم قال: هل لكَ أنْ أُعطيَكَ شَيئًا تُعطيها إيَّاه، ولا تَذكُرَه لِأحَدٍ؟ قال: نَعَمْ. فأعطاه الخاتَمَ، وانطَلَقَ الرَّاعي، فأدخَلَ غَنَمَه وأعطاها الخاتَمَ ، فقالت: مَن أعطاكَ هذا؟  ، قال: رَجُلٌ. قالت: فأينَ تَرَكتَه؟ قال: بمَكانِ كذا وكذا. فسكَتَتْ، حتى إذا كان اللَّيلُ خَرَجتْ إليه، فلَمَّا جاءَتْه قال لها: ارْكَبي بَينَ يَدَيَّ. على بَعيرِه، قالت: لا، ولكنْ اركَبْ أنتَ بَينَ يَدَيَّ. فرَكِبَ ورَكِبتْ وَراءَه ، حتى أتَتْ، فكانَ رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: " زَينَبُ خَيرُ بَناتي، أُصيبَتْ فِيَّ " .... السلسلة الصحيحة للألباني

** إسلام زوجها ورجوعه لزوجته 

* أسلم زوجها أبو العاص بعد أن عاد إلى مكة ليؤدي ماعنده من أمانات ورجع ليعود إلى المدينة فيردّ عليه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  السيدة زينب

*  عن محمد بن عمر قال : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشأم في عير لقريش ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلك العير قد أقبلت من الشأم فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة فأخذوها وما فيها من الأثقال وأسروا ناسا ممن كان في العير ، منهم أبو العاص بن الربيع  فلم يغد أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله بسَحَر وهي امرأته ، فاستجارها فأجارته ، فلما صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فقال رسول الله: "أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟" قالوا: نعم قال: " فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم ، المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت " فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله دخلت عليه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أُخذ منه  ، ففعل وأمَرَها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركا ، ورجع أبو العاص إلى مكة فأدَّى إلى كل ذي حقٍّ حقَّه ثم أسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما مهاجرا في المحرم سنة سبع من الهجرة فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بذلك النكاح الأول  ... الطبقات الكبرى لابن سعد

وعن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :أنَّ زينبَ بنتَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين خرج رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُهاجرًا استأذنتْ أبا العاصِ بنَ الربيعِ زوجَها أن تذهبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأَذِنَ لها ، فقدمتْ عليه ، ثم إنَّ أبا العاصِ لحق بالمدينةِ ، فأرسل إليها : أن خُذي لي أمانًا من أبيكِ ، فخرجتْ فأطلَّتْ برأسِها من بابِ حُجرتِها ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الصُّبحِ يُصلِّي بالناسِ ، فقالتْ : يا أيها الناسُ أنا زينبُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وإني قد أَجَرْتُ أبا العاصِ ، فلما فرغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الصلاةِ قال :" يا أيها الناسُ إني لم أعلمْ بهذا حتى سمعتُموه ، ألا وإنه يُجيرُ على المسلمينَ أدْناهم " .... السلسلة الصحيحة للألباني

* واختلفوا فيما بين ردّها على أبي العاص بنكاح جديد أو على النكاح الأول

فعن يزيد بن هارون، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته على  أبي العاص بن الربيع بنكاح جديد ، قال يزيد: ومهر جديد .... الطبقات الكبرى لابن سعد

وعن يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول ولم يحدث صداقا .... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن ﺑﻜير ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺞ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﺃبي ﻫﺮﻳﺮﺓ :ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺮﻳﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ:" ﺇﻥ ﻟﻘﻴﺘﻢ ﻫﺒﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻋﻤﺮﻭ ﻓﺄﺣﺮﻗﻮﳘﺎ "، ﻭﻛﺎﻧﺎ نخسا ﺑﺰﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺣين ﺧَﺮَﺟَﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺿﺒﻨﺔ ﺣتى ﻣﺎﺗﺖ.  ثم ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﳘﺎ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﳘﺎ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﷲ." ... سير أعلام النبلاء 

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :بَعَثَنَا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعْثٍ فقال:" إنْ وجَدْتُمْ فُلَانًا وفُلَانًا فأحْرِقُوهُما بالنَّارِ "، ثُمَّ قال رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ أرَدْنَا الخُرُوجَ:" إنِّي أمَرْتُكُمْ أنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وفُلَانًا، وإنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بهَا إلَّا اللَّهُ، فإنْ وجَدْتُمُوهُما فَاقْتُلُوهُمَا "... رواه  البخاري

** وفاتها

 * توفيت زينب بنت رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حياة رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إِلَى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عمد لَهَا هبار بْن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فِيمَا ذكروا، فسقطت عَلَى صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حَتَّى ماتت سنة ثمان من الهجرة ... الإستيعاب في معرفة الأصحاب

* عن معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: كانت أم أيمن ممن غسَّل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم  .... الطبقات الكبرى لابن سعد

* عن أم عطية نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت :  لمّا ماتَتْ زَيْنَب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ لَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:" اغْسِلْنَها وِتْرًا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، واجْعَلْنَ في الخَامِسَة كَافُورًا، أَوْ شيئًا مِن كَافُور، فَإذا غَسَلْتُنَّها، فأعْلِمْنَنِي " ، قالَتْ: فأعْلَمْناهُ ، فأعْطَانا حَقْوَهُ وقالَ أَشْعِرْنَها إيَّاه ... رواه مسلم 

وعن سفيان، عن خالد الحذاء، عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله عنها قالت: لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن نغسلها: "ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء منها "  ... رواه البخاري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة