* هو عامر بن فهيرة ، مولى أبي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو، وكان مولدًا من مولّدي الأزد ، أسود اللون .. أسد الغابة
* كان عامر بن فهيرة مملوكا للطفيل بن عبد الله الأزدي ( وكان الطفيل أخا عائشة لأمها أم رومان)
** مناقبه
* كان عامر بن فهيرة من السابقين إلى الإسلام ، أسلم قبل أن يدخل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام
* أسلم عامر بن فهيرة وهو مملوكا للطفيل بن عبد الله الأزدي ، فكان من المستضعفين يُعذَّب في الله ، فلم يرجع عن دينه ، فاشتراه أبو بكر وأعتقه، وكان يرعى غنمًا له
فعن عروة بن الزبير قال : أعتَق أبو بكرٍ سبعةً ممَّن كان يُعذَّبُ في اللهِ منهم بلالٌ وعامرُ بنُ فُهَيرة ... مجمع الزوائد للهيثمي
* كان عامر بن فهيرة رفيق رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة
فكان يأتي بالغنم التي يرعاها لتسير على آثار أقدام النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وصاحبه فتمحُها ، وكذلك تمحو آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر الذي كان يذهب إليهم بأخبار قريش ، فلا يستطيع أحَد من قريش اقتفاء أثرهم
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: فبيْنَا نحن يومًا جُلوس في بَيْتِنَا في نَحْر الظَّهيرة ، فقال قائلٌ لأبي بَكر: هذا رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلًا مُتَقنِّعا . في ساعة لَمْ يَكُنْ يَأتِينا فيها، قال أبو بكر: فِدًا لكَ أبِي وأُمِّي، واللَّهِ إنْ جاء به في هذه السّاعة إلَّا لِأمْر، فجاء النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاسْتأذَن، فأَذِن له فدخل، فقال حين دَخل لأبي بكر: " أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ "، قال: إنّما هُمْ أهلكَ بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ. قالَ: " فإنِّي قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوج "، قال: فالصُّحبة بأبي أنْت وأُمّي يا رسول اللَّه؟ قالَ:" نَعَمْ ". قال: فخُذْ - بأبي أنْتَ يا رسول اللَّه - إحْدَى راحِلتيَّ هاتيْن ، قال النّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " بالثَّمَنِ ". قالَتْ: فجَهَّزْنَاهما أحَثَّ الجِهَازِ؛ وضَعْنا لهما سُفْرة في جِراب، فَقَطَعَتْ أسْمَاءُ بنْتُ أبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِن نِطاقِها، فأوْكَأَتْ به الجِراب، ولِذلك كَانَتْ تُسَمَّى ذات النّطَاق. ثُمَّ لَحِق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبُو بَكر بغَارٍ في جبل يُقال له: ثَوْرٌ، فمَكُثَ فيه ثلَاث لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدهُما عبدُ اللَّهِ بن أبِي بكر، وهو غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ، فيَرْحَلُ مِن عِندِهِما سَحَرًا، فيُصْبِحُ مع قريش بمكَّة كَبَائِتٍ ، فلا يَسمع أمْرًا يُكَادان به إلَّا وَعَاهُ ، حتَّى يَأتِيَهُما بخَبر ذلكَ حِين يَخْتلِط الظّلَام ، ويَرْعَى عليهما عَامِر بن فُهَيْرة مَوْلَى أبي بَكر مِنْحة مِن غَنَم ، فيُرِيحُها عليهما حين تَذهَب ساعَة من العِشاء، فيَبِيتانِ في رِسْلِهِما حتّى يَنْعِق بها عامِر بن فُهَيْرة بغَلَسٍ، يَفْعَل ذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِن تِلك اللَّيالي الثَّلَاث ... رواه البخاري
* أمر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامِر بن فُهَيْرة أن يكتب لسراقة كتاب أمان عندما تعثرت راحلته مرارا عندما أراد أن يفوز بالمئة ناقة من قريش عند العثور عليهم
فعن سراقة بن مالك قال : جاءَنا رُسُل كفّار قريش يَجعلون في رسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بكر دِيَة كُلّ واحِد منهما ؛ مَن قَتَلَهُ أو أسَرَهُ ، فبيْنما أنا جالس في مجلس مِن مجالس قَوْمِي بني مُدْلِج، أقبَلَ رَجُل منهم حتَّى قام علينا ونحن جُلُوس، فقال: يا سُراقة، إنّي قدْ رأيْتُ آنِفا أسْوِدَة بالسّاحل، أُراها محمّدًا وأصحابه، قال سُراقة: فعرفْتُ أنّهم هُمْ، فقُلتُ له: إنَّهمْ لَيْسوا بهم، ولكِنَّك رأيْتَ فُلانًا وفُلانًا، انطلقُوا بأَعْيُننا، ثُمَّ لَبِثْتُ في المَجلس ساعة، ثُمّ قُمْتُ فدخَلْتُ فأمَرْتُ جارِيَتي أنْ تَخْرج بفَرَسي وهي مِن وراء أكَمَة، فتَحْبِسها عَلَيَّ، وأخَذْتُ رُمْحي، فخَرَجْتُ به مِن ظَهْرِ البيْتِ، فَحَطَطْتُ بزُجِّهِ الأرْض ، وخَفَضْتُ عالِيَهُ ، حتَّى أتَيْتُ فَرَسي فَرَكِبْتُها، فرَفَعْتُها تُقَرِّبُ بي، حتَّى دَنَوْتُ منهم، فعَثَرَتْ بي فَرَسي، فَخَرَرْتُ عَنْها، فَقُمْتُ فأهْوَيْتُ يَدِي إلى كنانَتي، فاستخرَجْتُ منها الأزلام فاستقسمْتُ بها: أضُرُّهُمْ أمْ لا ؟ فخرجَ الذي أكْرَهُ، فركِبتُ فَرَسي، وعَصَيْتُ الأزلام، تُقَرِّبُ بي حتَّى إذا سمِعْتُ قراءَة رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو لا يلتَفِتُ ، وأبو بكر يُكْثِرُ الِالتفات؛ ساختْ يَدا فَرَسي في الأرض حتّى بَلَغَتا الرُّكْبَتيْن، فخَرَرْتُ عنها، ثُمَّ زَجرتُها فنَهَضتْ، فَلم تَكَد تُخرج يدَيْها، فلمّا اسْتَوَت قائمة، إذا لِأثَر يَدَيْها عُثانٌ ساطع في السَّماء مِثْلُ الدُّخان، فاستقسَمْتُ بالأزلام، فخرج الذي أكرَهُ، فنادَيْتهُم بالأمان فوقَفُوا، فرَكِبْتُ فَرَسي حتَّى جئْتُهُم، ووَقع في نفسي حِين لَقيتُ ما لقيتُ مِن الحَبْسِ عنهم، أنْ سَيَظْهَرُ أمْر رَسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقُلتُ له: إنَّ قَوْمكَ قدْ جَعَلوا فيكَ الدِّيَة، وأخْبَرْتُهم أخبار ما يُرِيد النّاس بهِم، وعَرَضْتُ عليهم الزَّادَ والمَتاع، فلَمْ يَرْزَآني ولمْ يَسأَلاني، إلَّا أنْ قال: " أخْفِ عَنَّا ". فَسَأَلْتُهُ أنْ يَكْتُبَ لي كِتاب أمْنٍ، فأمَرَ عامِرَ بنَ فُهَيْرة ، فكَتَبَ في رُقْعَةٍ مِن أدِيمٍ ، ثُمَّ مَضَى رَسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ... رواه البخاري
* لما هاجر النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المدينة ابتُليَ عَدد مِن أصْحابه بما يَكرَهونَ مِنَ الأمراضِ فكان عامر بن فهيرة من هؤلاء الذين أصابهم المرض
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قدِمْنا المَدينةَ وهي أنْجالٌ وغَرقَدٌ، فاشْتَكى آلُ أبي بَكرٍ، فاسْتأذَنتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عيادةِ أبي، فأَذِنَ لي، فأتَيتُه فقُلتُ: يا أبَتِ، كيف تَجِدُكَ؟ قال: كلُّ امْرئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِه ... والمَوتُ أدْنى مِن شِراكِ نَعلِه، قالَتْ: قُلتُ: هَجَرَ - واللهِ - أبي ، ثم أتَيتُ عامِر بن فُهَيْرة فقُلتُ: أيْ عامِرُ، كيف تَجِدُكَ؟ قال : إنِّي وَجَدتُ المَوتَ قَبلَ ذَوْقِه ... إنَّ الجَبانَ حَتْفُه مِن فَوقِه، قالَتْ: فأتَيتُ بِلالًا فقُلتُ: يا بِلالُ، كيف تَجِدُكَ؟ فقال: ألَا لَيتَ شِعْري هل أبِيتَنَّ ليلةً ... بفَخٍّ وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ، فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرْتُه، قال: " اللَّهمَّ بارِكْ لنا في صاعِنا، وبارِكْ لنا في مُدِّنا، وحَبِّبْ إلينا المَدينةَ كما حبَّبتَ إلينا مكَّةَ، وانقُلْ عنَّا وَباءَها إلى خُمٍّ ومَهْيَعةَ " .... تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط
* شهد بدرًا ، وأُحُدًا
** وفاته
* استشهد يوم بئر معونة ، حيث كانت بئْرُ مَعُونة سنة أرْبع من الهجرة
* وكان عامر بن فهيرة في الأربعين من عمره ، عندما قتله عامر بن الطفيل.
* عن عروة بن الزبير قال : لمَّا قُتِل الَّذين ببِئْر مَعُونة، وأُسِر عمْرُو بن أُمَيّة الضَّمْريّ، قال له عامِر بن الطُّفيْل: مَن هذا؟ فأشار إلى قتيلٍ ، فقال له عَمرُو بن أُمَيّة: هذا عامِرُ بن فُهَيْرة، فقال: لقَدْ رأيْتُهُ بَعْد ما قُتِل رُفِعَ إلى السّماء ، حتّى إنِّي لَأَنْظُر إلى السّماء بيْنهُ وبيْن الأرض ، ثُمّ وُضِع ، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَبَرُهُمْ فَنَعاهُم ، فقال: " إنَّ أصْحابَكُمْ قدْ أُصِيبُوا، وإنَّهُمْ قدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فقالوا: رَبَّنا أخْبِرْ عَنَّا إخْوانَنا بما رَضِينا عَنْكَ ، ورَضِيتَ عَنَّا "، فأخْبَرَهُم عنْهم .... رواه البخاري
* ويروى عن عامر بن الطفيل أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها ... الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر
* وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قال: لما قدم عامر بن الطفيل على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال له: من الرجل الذي لمّا قُتل رأيته رُفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فقال له : هو عامر ابن فهيرة ... الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر
* وروى ابن المبارك وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قال: طُلِب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد ، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قَتَلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا ، حتى نزلت: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ"آل عمران ، وقيل: نزلت في غير هذا ... الكامل في التاريخ لابن الأثير
------------------------------------------------------------
** بئر معونة
كانت في السنة الرابعة من الهجرة في شهر صفر
قُتل جمع من المسلمين ببئر معونة . وكان سبب ذلك أن أبا براء بن عازب بن عامر بن مالك . سيد بني عامر بن صعصعة ( ولقبه مُلاعب الأسنة ) ، قدم المدينة وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم هدية ، فلم يقبلها وقال: يا أبا براء لا أقبل هدية مشرك ، ثم عرض عليه الإسلام فلم يبعد عنه ولم يسلم، وقال: إن أمرك هذا
حسنٌ، فلو بعثت رجلا من أصحابك إلى أهل نجد يدعوهم إلى أمرك لرجوت أن يستجيبوا لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أخشى عليهم أهل نجد ". فقال أبو براء: أنا لهم جارٌ.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا ، فيهم: المنذر بن عمرو الأنصاري ، والحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعامر بن فهيرة، وغيرهم ( وقيل: كانوا أربعين)
فساروا حتى نزلوا ببئر معونة بين أرض بني عامر وحرَّة بني سليم ، فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل ، فلما أتاه لم ينظر إلى الكتاب وعدا على حرام فقتله ، فلما طعنه قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة !
واستصرخ بني عامر، فلم يجيبوه وقالوا: لن نخفر أبا براء، فقد أجارهم، فاستصرخ بني سليم: عصية ورعلا وذكوان، فأجابوه وخرجوا حتى أحاطوا بالمسلمين فقاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد الأنصاري فإﻧﻬم تركوه وبه رمق، فعاش حتى قُتل يوم الخندق ... الكامل في التاريخ لابن الأثير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة