السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

صَدَقَة السِّر

كل ماهو تطوع لله ، فلنحرص ألَّا يراه إلَّا الله ، فهو الذي يرجع إليه أمرك ، فيقْبَل منك لإخلاصك أو لا يَقْبَل فهو العليم بشأنك ومطلع على نواياك ، فما فائدة أن تقرأ القرآن تَطَوَّعًا لغير الله أو أن تُصلي النَّافلة مُتَطَوِّعًا أمام الناس ، فيقولوا عنك أنَّك تَقِي ووَرِع ، وما فائدة أن تُخرج الصَّدَقة جَهرًا  فيقولوا عنك صاحب البرِّ والإحسان ، فتظل تكتسب ألقاباً دنيوية ، فتحملها على ظهرك وأنت ذاهب إلى الله وقد زكَّيْت نفسك بها وصَدَّقْتها ، فتسقط جميعها أمامك يوم القيامة لتكتشف أنك فَقَدْتَ شيئاً واحداً في الدُّنيا فلَمْ تَأتي به مع كُل ألقابِك ، وهو النِّيَّة الخالصة لوجه الله  
* لم يقصد العلماء طبعا أن جميع مواقف التطوع مَعِيبة ، إنما المقصود منها مواقف الرِّياء والتي لا يُبتَغَي فيها وجه الله
* أما من يبتغون رضوان الله ، ففي الجهر خير ، ولكن في السِّرّ أكثر خيراً ، لأنه يبعدهم عن شُبُهات الرِّياء ، لذلك كان من الأفضل التعامل مع الله سِرًّا ، كما في قوله تعالى " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" وكما في الحديث الشريف عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صَدَقَة السِّر تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبِ" ... صحيح الجامع للألباني 
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الَّذِي يَجهَر بِالقُرآنِ كالَّذِي يَجهَر بالصَّدَقَة والَّذِي يُسِرُّ بِالقُرآنِ كالذي  يُسِرُّ بالصَّدَقَة "... صحيح النسائي للألباني
* قال ابن السائب: لما نزل قوله تعالى:" وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ " قالوا: يا رسول الله ، صدقة السر أفضل ، أم العلانية؟ فنزلت " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"... زاد المسير لابن الجوزي 
ذهب جمهور المفسرين إلى أن  قوله تعالى : " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" في صدقة التطوع ؛ لأن الإخفاء فيها أفضل من الإظهار ، وكذلك سائر العبادات الإخفاء أفضل في تطوعها لانتفاء الرياء عنها ، وليس كذلك الواجبات . قال الحسن : إظهار الزكاة أحسن ، وإخفاء التطوع أفضل ؛ لأنه أدل على أنه يراد الله عز وجل به وحده ... تفسير القرطبي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة