السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 14 مايو 2020

عبدالله بن سعد بن أبي سرح الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو عبد الله بْن سعد بْن أبي سرح بْن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري
*  من فرسان بني عامر بن لؤي المعدودين 
* هُوَ أخو  وهب بْن سعد بْن أبي سرح ، والذي شهد أحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا ... الاستيعاب لابن عبد البر
* أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه من الرضاعة ، أرضعت أُمُّه عثمان 
كان عبدالله بن سعد بن أبي سرح أحَد كُتَّاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم   
* ارتد عبدالله بن سعد بن أبي سرح ، وكان سبب ارتداده فيما ذكر المفسرون : أنه لما نزلت الآية التي في "المؤمنون" : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ"  دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه ؛ فلما انتهى إلى قوله " ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ" عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال : " تبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وهكذا أُنزلت علىَّ" فشَكَّ عبدالله حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد أُوحي إليَّ كما  أُوحي إليه ، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال ، فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ، فنزل فيه قوله تعالى : "و َمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ" ... تفسير القرطبي
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :كان عبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي سَرح ، يكتبُ لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فأزلَّه الشَّيطانُ ، فلحِق بالكفَّارِ ، فأمر به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، أن يُقتَلَ  يومَ الفتحِ  فاستجار له عثمانُ ابنُ عفَّانَ ، فأجاره رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ... صحيح أبي داود للألباني
* ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، أمر بقتله 
عن سعيد بن يربوع المخزوميأنَّ رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال يومَ فتحِ مكةَ :" أربعةٌ لا  أُؤَمِّنُهم في حِلٍّ ولا حرمٍ الحُوَيرِثُ بنُ نُفَيلٍ ومَقِيسُ ابنُ صَبابةَ وهلالُ بنُ خَطلٍ وعبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي سَرحٍ " ، فأما الحُويرِثُ فقتلَه عليُّ بن أبي طالب ، وأما مَقِيسُ بنُ صَبابة فقتلَه ابنُ عمٍّ له لِحاءً ، وأما هلالُ بنُ خَطَلٍ فقتله الزبيرُ ، وأما عبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي سَرْحٍ فأستأْمَنَ له عثمانُ بنُ عفان رضي اللهُ عنه وكان أخاه من الرضاعةِ ، وقَيْنَتَينِ كانتا لمَقِيسٍ تُغَنِّيانِ بهِجاءِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قُتِلَتْ إحداهما ، وأقبَلَتِ الأخرى فأسلمَتْ ... مجمع الزوائد للهيثمي
* عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : لمَّا كان يومُ فتح مكةَ اختبأَ عبدُالله بن سعدِ بن أبي السرح عِند عثمان بن عفانَ فجاءَ به حتى أوقفَهُ على النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال يا رسول اللهِ بايعْ عبدَاللهِ فرفعَ رأسَهُ فنظرَ إليه ثلاثًا  كلُّ ذلك يَأْبَى ، فبايعَهُ بعدَ ثلاثٍ ، ثم أقبلَ على أصحابِهِ فقال :" أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ ، يقومُ إلى هذا حيث رآني كففْتُ يَدي عن بيعتِهِ فيقتلُهُ ؟ " ، فقالوا : ما نَدري يا رسولَ الله ما في نفسِكَ ألَّا أومأتَ إلينا بعينِكَ ! قال :" إنَّهُ لا يَنبغي لنبيٍّ أن تكونَ له خائنةُ الأعينِ " ... صحيح أبي داود للألباني
(*) أسلم عبدالله بن سعد بن أبي سرح للمرة الثانية بعد فتح مكة فحسن إسلامه ، ولم يظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك
** مناقبه
* في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كان عبدالله بن سعد بن أبي سرح  على ميمنة جيش عمرو بن العاص في فتح مصر، وفي حروبه هناك كلها 
* سيّر عمرو بن العاص عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أطراف إفريقية غازيًا بأمر عثمان، فلما سار إليها أمده عمرو بالجنود فغَنِم هو وجنده
* ولَّاه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على مصر ، فغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين ، فصالح أهلها على هدية عدة رؤوس في كل سنة يؤدوﻧﻬم إلى المسلمين، ويهدي إليهم المسلمون كل سنة طعامًا مسمى وكسوة، وأمضى ذلك الصلح عثمان ومن بعده من ولاة الأمور ، وأمره بغزو إفريقية 
* سار عبدالله بن سعد بن أبي سرح نحو  إفريقية وبث السرايا في كل ناحية، وكان ملكهم اسمه جرجير، ومُلكه من طرابلس إلى طنجة، وكان هرقل ملك الروم قد ولاه إفريقية فهو يحمل إليه الخراج كل سنة ، فلما بلغه خبر المسلمين تجهز وجمع العساكر وأهل البلاد فبلغ عسكره مائة ألف وعشرين ألف فارس، والتقى هو والمسلمون بمكان بينه وبين مدينة سبيطلة يوم وليلة، وهذه   المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم، وراسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أو الجزية ، فامتنع منهما وتكبَّر عن قبول أحدهما.
وانقطع خبر المسلمين عن عثمان ، فسيَّر عبد الله بن الزبير في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم ، فسار مُجِدًّا ووصل إليهم
وأقام معهم، ولما وصل كثر الصياح والتكبير في المسلمين، فسأل جرجير عن الخبر فقيل قد أتاهم عسكر، ففتَّ ذلك في عَضده ، ورأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر فإذا أذن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه، وشهد القتال من الغد ، فلم يَرَ ابن أبي سرح معهم ، فسأل عنه، فقيل إنه سمع منادي جرجير يقول: من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوجه ابنتي، وهو يخاف، فحضر عنده وقال له: تأمر مناديًا ينادي: من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف وزوجته ابنته واستعملته على بلاده. ففعل ذلك، فصار جرجير يخاف أشد من عبد الله .
قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن سعد: إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن نترك غدًا جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باقي العسكر إلى أن يضجروا ويملُّوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان
في الخيام من المسلمين ولم يهشدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهم على غرة فلعل الله ينصرنا عليهم، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهم فوافقوه على ذلك.
فلما كان الغد فعَل عبد الله بن سعد ما اتفقوا عليه وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة ، ومضى  الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالًا شديدًا. فلما أذن بالظهر ، همَّ الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير ، وألَحَّ عليهم بالقتال حتى أتعبهم ثم عاد عنهم هو والمسلمون، فكل من الطائفتين ألقى سلاحه ووقع تعبًا، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحًا من شجعان المسلمين وقصد الروم فلم يشعروا ﺑﻬم حتى خالطوهم
وحملوا حملة رجل واحد وكبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون وقُتل جرجير، قتله ابن الزبير، واﻧﻬزم الروم وقُتل منهم مقتلة عظيمة وأخذت ابنة الملك جرجير سبية. ونازل عبد الله بن سعد المدينة ، فحصرها حتى فتحها ورأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار وسهم  الراجل ألف دينار ... الكامل لابن الأثير
* فتح عبد الله بن سعد مدينة سُبيطلة : بث جيوشه في البلاد فبلغت قفصة، فسبوا وغنموا، وسير عسكرًا إلى حصن الأجم،
وقد احتمى به أهل تلك البلاد، فحصره وفتحه بالأمان فصالحهم على ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار .. الكامل لابن الأثير
* عاد عبد الله بن سعد عاد من إفريقية إلى مصر، وكان مقامه بها سنة وثلاثة أشهر، ولم يفقد من المسلمين إلا ثلاثة نفر
* غزا عبدالله بن سعد بن أبي سرح الصواري من أرض الروم مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين
و سبب هذه الغزوة فإن المسلمين لما أصابوا من أهل إفريقية وقتلوهم وسبوهم، خرج قسطنطين بن هرقل في جمع له لم تجمع الروم مثله مذ كان الإسلام، فخرجوا في خمسمائة مركب أو ستمائة، وخرج المسلمون وعلى أهل الشام معاوية بن أبي سفيان، وعلى البحر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكانت الريح على المسلمين لما شاهدوا الروم ، فأرسى المسلمون والروم وسكنت الريح ، فقال المسلمون: الأمان بيننا وبينكم؛ فباتوا ليلتهم والمسلمون يقرأون
القرآن ويصلون ويدعون ، والروم يضربون بالنواقيس، وقرّبوا من الغد سفنهم وقرّب المسلمون سفنهم فربطوا بعضها مع بعض واقتتلوا بالسيوف والخناجر، وقتل من المسلمين بشرٌ كثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وصبروا يومئذٍ صبرًا لم يصبروا في موطن قط مثله، ثم أنزل الله نصره على المسلمين، فاﻧﻬزم قسطنطين جريحًا ولم ينج من الروم إلا الشريد ( قيل ذات الصواري سنة احدى وثلاثين وقيل أربع وثلاثين)
* لما اختلف الناس على عثمان رضي الله عنه، سار عبد الله من مصر يريد عثمان،
واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري، فظهر عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن أمية الأموي، فأزال عنها السائب، وتأمر على مصر، فرجع عبد الله بن سعد فمنعه محمد بن أبي حذيفة من دخول الفسطاط ... أسد الغابة
* اعتزل الفتنة و لم يبايع لعلي ولا لمعاوية رضي الله عنهما فلم يشهد صفين 
** وفاته
* اختلفوا في مكان إقامته الذي اعتزل فيه الفتنة إلى يوم وفاته فمنهم من قال الرملة ومنهم من عسقلان
* فرَّ عبدالله بن سعد بن أبي سرح من الفتنة ، ودعا ربه فقال : " اللهم أجعل خاتمة عملي الصلاة " ؛ فتوضأ ثم صلى الصبح فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات ، وفي الثانية بأم القرآن وسورة ، ثم سلَّم عن يمينه ، ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه ، ذكر ذلك كله يزيد بن أبي حبيب وغيره ... تفسير القرطبي
* توفي سنة سبع وثلاثين . وقيل : سنة ست وثلاثين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة