السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 19 مايو 2020

قصة ذى الكفل

* ذو الكفل : اسمه عويدنا من سبط يهوذا بن يعقوب .. تفسير القرطبي
زعم قوم أنه  ابن أيوب (عليه السلام) ... البداية والنهاية لابن كثير
** وَصْفُه في القرآن الكريم :
 وُصِفَ ذا الكِفْل في القرآن الكريم بوَصفَيْن: 
الأول: أنه من الصَّابرين ، والصَّبر من شِيَم الأنبياء والمرسلين ومن تَبِعهم من الصالحين ، بعد  قصة أيوب في سورة الانبياء : " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ".
الثاني: أنه من الأخيار، أي: من المختارين المجتبين الأخيار ، بعد قصة أيوب أيضا في سورة ص: " وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ، إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ، وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ  ". 
(*) اختلف العلماء في ذي الكِفْل على قولين :
الأول : أن  ذا الكفل  عليه السلام كان نبيًّا،  ، لأن الظاهر من القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع الانبياء أنه نبى ، عليه السلام .
* قال ابن كثير رحمه الله :
" الظَّاهِر مِنْ ذِكرِه في القرآن العظيم بالثَّنَاء عليه ، مَقرونا مع هؤلاء السّادة الأنبياء: أنّه نبيّ ، عليه من ربِّه الصلاة والسلام ، وهذا هو المشهور 
* وقال أبو حيان الأندلسي رحمه الله في البحر المحيط :
 قال الأكثرُون: هو نبيّ
الثاني : وقال آخرون أنه لم يكن نبيا ، وإنما كان رجلا صالحا وحَكَمًا عادلا ، وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبيًّا وإنما كان رجلا  صالحا 
** قصة ذي الكِفل
* وروى ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق داود بن أبى هند، عن مجاهد أنه قال: لما كبر الْيَسَع قال: لو أنى استخلف رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى أنظر كيف يعمل ؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل منى   بثلاث أستخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب ، قال: فقام رجل تزدريه العين، فقال أنا ، فقال: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب ؟ ، قال : نعم ، قال: فرَدَّه ذلك اليوم، وقال مثلها  في  اليوم الآخر، فسكت الناس، وقام ذلك الرجل فقال أنا، فاستخلفه.
قال: فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك ، فقال دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لاينام الليل والنهار إلا تلك النومة، فدق الباب فقال: من هذا ؟ قال: شيخٌ كبيرٌ مظلوم ، قال: فقام ففتح الباب فجعل يقصُّ عليه، فقال إن بينى وبين قومي خصومة، وإنهم ظَلموني وفَعلوا بى وفَعلوا، وجعل يطول عليه حتى حضر الرَّواح وذهبت القائلة ، فقال: إذا رحتُ فإننى آخذ لك بحقك ، فانطلق وراح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره ، فقام يتبعه ، فلما كان الغد جعل يقضى بين الناس وينتظره فلا يراه، فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب، فقال: من هذا ؟ ، فقال: الشيخ الكبير المظلوم ، ففتح له فقال: ألمْ أقُل لك إذا قعدتُ فأتِني ؟ ، قال: إنهم أخبث قوم، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقَّك، وإذا قُمت جحدوني.
قال: فانطلق فإذا رُحت فأتني ، قال: ففاتته القائلة، فرَاح فجعل ينتظره فلا يراه، وشَقَّ عليه النعاس فقال لبعض أهله، لاتدعن أحدًا يقرب هذا الباب حتى أنام، فإنى قد شَقَّ عَلَىّ النوم.
فلما كان تلك الساعة جاء، فقال له الرجل: وراءك وراءك ، فقال: قد أتيته أمس وذكرت له أمرى ، فقال: لا والله، لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه ، فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسوَّر منها، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من داخل ، قال: فاستيقظ الرجل، فقال: يا فلان ألم آمُرك ؟ قال: أما من قبلى والله فلم تُؤت، فانظر من أين اتيت ؟ ، قال: فقام إلى الباب فإذا هو مُغلق كما أغلقه ، وإذا الرجل معه في البيت فعرفه ، فقال: أَعَدُوَّ اللهِ ؟ قال نعم، أعييتني في كل شئ ففعلت كل ما ترى لأغْضِبك ، فسماه الله ذا الكِفل، لأنه تكفل بأَمْرٍ فوَفَّى به !.. قصص الأنبياء لابن كثير
** الخلاف على سبب تسميته بذي الكفل
(*) فقد ورد في زاد المسير لابن الجوزي
* تسميته بذي الكفل على ثلاثة أقوال : 
أحدها : أن رجلا كان يصلي كل يوم مائة صلاة فتُوفي ، فكَفَل بصلاته ، فسُمِّي ذا الكفل ، قاله أبو موسى الأشعري . 
والثاني : أنه تكفَّل للنَّبي بقومِه أن يكفيه أمرهم ، ويقيمه ويقضي بينهم بالعدل ، ففعل ، فسمي ذا الكفل ، قاله مجاهد . 
والثالث : أن مَلِكًا قتل في يوم ثلاثمائة نبي ، وفر منه مائة نبي ، فكفلهم ذو الكفل يطعمهم ويسقيهم حتى أفلتوا ، فسمي ذا الكفل ، قاله ابن السائب .
(*) وأورد ابن كثير في البداية والنهاية
* قيل أن الشيطان قال له: حسدتك على عصمة الله إياك، فأردت أن أخرجك حتى لا تَفِي بما تَكَفَّلت به، فشكره الله تعالى على ذلك ونبأه، فسمي ذا الكفل 
كان قد تكفل لبَنِى قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضى بينهم بالعدل  ففعل  فسمى ذا الكفل.
* وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبى، حدثنا أبوالجماهر، أنبأنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الاخنس، قال: سمعت الاشعري( يعنى أبا موسى رضى الله عنه ) وهو على هذا المنبر يقول: ماكان ذوالكفل نبيا  ولكن كان رجل صالح يصلى كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذوالكفل من بعده  فكان  يصلى كل يوم مائة صلاة، فسمى ذا الكفل
(*) أما القرطبي فقد ورد عنده
* قيل إن اليسع لما كبر قال : لو استخلفت رجلا على الناس أنظر كيف يعمل. فقال : من يتكفل لي بثلاث : بصيام النهار وقيام الليل وإلا يغضب وهو يقضي ؟ فقال رجل من ذرية العيص : أنا ؛ فرده ثم قال مثلها من الغد ؛ فقال الرجل : أنا ؛ فاستخلفه فوَفَّي فأثنى الله عليه فسُمِّي ذا الكفل ؛ لأنه تكفل بأمر ؛ قال أبو موسى ومجاهد وقتادة. 
* وقال عمرو بن عبد الرحمن بن الحارث وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن ذا الكِفْل لم يكن نبيًّا ، ولكنه كان عبد ا صالحا فتَكفَّل بعمل رجل صالح عند موته ، وكان يصلِّي ، لله كل يوم مَائة صَلاة فأحسَن الله الثَّناء عليه 
* قال كعب : كان في بني إسرائيل ملك كافر فمر ببلاده رجل صالح فقال : والله إن خرجت من هذه البلاد حتى أعرض على هذا الملك الإسلام ، فعرض عليه فقال : ما جزائي ؟ ، قال : الجنة ( ووصفها له ) قال : من يتكفل لي بذلك ؟ ، قال : أنا ؛ فأسلم الملك وتَخَلَّى عن المملكة وأقبل على طاعة ربه حتى مات ، فدُفِن فأصبحوا فوجدوا يده خارجة من القبر وفيها رقعة خضراء مكتوب فيها بنور أبيض : إن الله قد غفر لي وأدخلني الجَنَّة ووفَّى عن كَفالة فلان ؛ فأسرَع الناس إلى ذلك الرَّجل بأن يأخذ عليهم الإيمان ، ويتكَفَّل لهم بما تكفل به للملك ، ففعل ذلك فأمنوا كلهم فسمي ذا الكفل. 
* وقيل : كان رجُلًا عَفِيفا يتكفَّل بشأن كل إنسان وقع في بلاء أو تهمة أو مطالبة فينجيه الله على يديه.
* وقيل : سُمِّي ذا الكفل لأن الله تعالى تَكَفَّل له في سعيه وعمله بضعف عمل غيره من الأنبياء الذين كانوا في زمانه . 
---------------------------------
* تنبيه
هناك روايات أخرى كثيرة ضعَّفها العلماء وأنكرها لأنها لا تليق بمن  ذَكَرَه الله تعالى وسط الأنبياء ووصفه في القرآن الكريم أنه من الصابرين  وكذلك من الأخيار ، وربما كانت لرجل آخر كان يحمل أيضا اسم الكِفل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة