** سورة الأحزاب هي:
(*) الثالثة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف
(*) مدنية في قول جميعهم
(*) عدد آياتها 73 آية
* وأورد الأئمة أن سورة الأحزاب كانت بعدد آيات سورة البقرة تقريبا وإنما رفع الله منها ما زاد عما في المصحف الشريف كوجه من وجوه النسخ
يقول القرطبي : [ كانت هذه السورة تعدل سورة البقرة وكانت فيها آية الرجم : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) ذكره أبو بكر الأنباري عن أُبي بن كعب
وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا]
* عن زر بن حبيش عن أُبيِّ بنِ كعب قال كم تَعُدُّون سورة الأحزابِ آية قُلْنا ثلاثة وسبعينَ آية قال إن كنا لنُوازي بها سورةَ البقرةِ إنْ في آخرِها آيةُ الرجمِ الشيخُ والشيخةُ فارجموهما ... مسند عمر لابن جرير الطبري
(*) نزلت سورة الأحزاب بعد سورة آل عمران
(*) سميت السورة : سورة الأحزاب لاشتمالها على قصة حرب الأحزاب فى قوله: " يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا "
وحرب الأحزاب معروفة بغزوة الخندق
والسورة لم تشتهر بأي اسم آخر
(*) نزلت في المنافقين وإيذائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنهم فيه ، وفي مناكحته وغيرها .. تفسير القرطبي
** فضل سورة الأحزاب
(*) بدأ زيد بن ثابت في كتابة وتدوين القرآن الكريم ، على أن يشهد شاهديْن على كل آية ، فلما وصل إلى سورة الأحزاب افتقد آية منها فوجدها عند خُزَيْمة الأنصاري ولم يجدها عند غيره ولكن الصحابة تذكروا قول رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خُزَيْمة وأن شهادته بشهادتيْن وتلك الآية هي " مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه "
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ في المَصَاحف فقَدْتُ آيَةً مِن سورة الأحزَاب، كُنْتُ كَثِيرًا أسْمَع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقْرَؤُها لَمْ أجِدْهَا مع أحَد، إلَّا مع خُزَيْمَة الأنصَاريّ الذي جَعَل رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلّم شَهَادَتهُ شَهَادة رَجُلَيْن: " مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه " ... رواه البخاري
* أما عن سبب نزول الآية :
فعن أنس بن مالك قال : عَمِّيَ الذي سُمِّيتُ به لمْ يَشهَدْ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلّم بَدْرًا، قال: فشَقَّ عليه، قال: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم غُيِّبْتُ عنْه، وإنْ أرَانِيَ اللَّهُ مَشْهَدًا فيما بَعْدُ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليَرَانِي اللَّه ما أصنَعُ، قال: فهَابَ أنْ يقول غيْرها، قال: فشَهدَ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يوم أُحُد، قال: فاسْتَقبل سعد بن مُعاذ، فقال له أَنَس: يا أبا عَمْرو، أيْن؟ فقال: واهًا لِريح الجنّة أَجِدُهُ دُون أُحُد، قال: فقَاتَلَهُم حتَّى قُتِل، قال: فوُجِد في جَسَدِه بضْعٌ وثمَانُون من بَيْنِ ضَرْبَة وطَعْنَة ورَمْيَة، قال: فقالَتْ أُخْتُه، عَمَّتي الرُّبَيّع بنت النَّضر، فما عَرَفْتُ أَخِي إلَّا ببَنَانه، ونزلَتْ هذه الآية: " رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه فَمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَن يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "الأحزاب ، قال: فكانوا يرَوْنَ أنّها نَزَلتْ فيه وفي أصحابه ... رواه مسلم
(*) وفي قوله تعالى " تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ "
* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كُنْتُ أغَار علَى اللَّاتي وَهَبْنَ أنفسَهُنّ لرسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلّم، وأَقُولُ: وَتَهَبُ المرأَة نفسها، فلَمَّا أنزَل اللَّه عزّ وجَلّ: " تُرْجِي مَن تَشَاءُ منهنَّ وَتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ "الأحزاب ، قالَتْ: قُلتُ: وَاللَّهِ، ما أَرَى رَبَّك إلَّا يُسَارِعُ لكَ في هَوَاكَ ... رواه مسلم
* وعن معاذة العدوية عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم للمرأة منا، بعد ما نزلت " تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ " ، فقالت لها معاذة: فما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنك ؟ ، قالت: كنت أقول: إن كان ذلك إليَّ لم أؤثر أَحَدا على نفسي .. رواه مسلم
(*) وفي قوله تعالى " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " ، والتي نزلت في آل البيت :
عن عَليّ بن زيْد عن أَنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: إِنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَمُرّ بباب فاطمة رضي الله عنها سِتَّة أشْهُر إِذا خرج إلى صلاة الفجر يَقول: "الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ"، " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " رواه التِّرْمِذِيُّ
* عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها : أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان في بيتِها، فأتَتْه فاطمةُ ببُرْمة ، فيها خَزيرةٌ، فدَخلَتْ بها عليه ، فقال لها: ادعِي زوجَكِ وابنَيْكِ ، قالَت: فجاء علِيٌّ، والحُسَين، والحسَن ، فدَخَلوا عليه، فجَلَسوا يأكُلون مِن تلك الخَزِيرة ، وهو على مَنامة له على دُكَّان تحتَه كِساء خَيْبريّ ، قالَت: وأنا أُصلِّي في الحُجْرة ، فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الآيةَ: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"الأحزاب ، قالَت: فأخَذ فضْلَ الكِساءِ، فغشَّاهُم به، ثمَّ أَخرَج يدَه، فألْوَى بها إلى السَّماءِ، ثمَّ قالَ:" اللَّهُمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطَهِّرْهم تطهيرًا، اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطهِّرْهم تطهيرًا " ، قالَت: فأَدخلْتُ رأْسي البيتَ، فقلْتُ: وأنا معَكُم يا رسولَ اللهِ، قالَ:" إنَّكِ إلى خيْرٍ، إنَّكِ إلى خيْرٍ" .. تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط
* لمَّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " في بيتِ أمِّ سلمةَ فدعا فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ ثمَّ قالَ:" اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا " قالت أمُّ سلمةَ : وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ ، قالَ :"أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ" .. رواه الترمذي وصححه الألباني
(*) عن شداد أبو عمار قال: سمعت واثلة بن الأسقع يحدث، قال: سألت عن عَلِيّ بن أبي طالب في منزله، فقالت فاطمة: قد ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه، فلفع عليهم بثوبه وقال: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ، " اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي، اللَّهُمَّ أَهْلِي أَحَقُّ ". قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: "وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي". قال واثلة: إنها لمن أرْجَى ما أرتَجِي ... تفسير الطبري
* عن صفيّة بنت شَيْبة قالت: قالت عَائِشة رضي الله عنها: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غَدَاة وعليه مِرْطٌ مُرَحّلٌ مِنْ شَعْر أسْوَد، فجاء الحَسَن رضي الله عنه فأدْخَلَه ، ثُمَّ جاء الحُسَيْن فدخَلَ معه ثُمَّ جاءَتْ فاطمة فأَدْخَلَها مَعَه ثُمَّ جاء علي رضي الله عنه فأدخله معه، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " ... رواه مسلِم
(*) في هذه السورة الكريمة : أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له وبدأ بنفسه عز وجل وثنى بملائكته، فقال :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فقد آثَره صلى الله عليه وسلم ﺑﻬا من بين سائر الرُّسُل
(*) وفي كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لَقِيَنِي كعْب بن عجْرة ، فقال: أَلَا أُهْدِي لكَ هَديَّة سمعتُها من النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقُلتُ: بَلَى، فأهْدِها لِي، فقال: سأَلْنَا رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم فقُلْنا: يا رسول اللَّه ، كيف الصّلاة علَيْكم أَهل البَيْت، فإنَّ اللَّه قدْ عَلَّمنا كيف نُسَلِّم عليْكم؟ قال: قُولوا:" اللّهُمّ صَلِّ علَى مُحَمَّد وعلَى آلِ مُحَمَّد، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيم، إنَّكَ حَمِيد مَجِيد ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّد وعلَى آلِ مُحَمَّد، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيم، وعلَى آلِ إبْرَاهِيم إنَّكَ حَمِيد مَجِيد "... رواه البخاري
(*) وفي فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
* قال سهل بن عبد الله : الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات ، لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين ... تفسير القرطبي
* عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من صلَّى عَلَيّ واحدة صلى الله عليه عَشرا "... رواه مسلم
* عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر يُرى في وجهه فقلت : إنا لنرى البُشرى في وجهك فقال : " إنه أتاني المَلَك فقال يا محمد إن ربَّك يقول أما يُرْضِيك إنه لا يُصلِّي عَليك أَحَد إلّا صلَّيْت عليه عَشْراً ولا يسلِّم عليك أَحَد إلا سلَّمت عليه عَشْراً " ... رواه النسائي وصححه الألباني
* عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله مَلَائكة سيَّاحِين في الأرض يبلِّغُوني من أُمَّتي السَّلام " ... رواه النسائي وصححه الألباني
* عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ".. رواه أبو داود وصححه الألباني
** أسباب نزول آيات سورة الأحزاب
(*) الثالثة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف
(*) مدنية في قول جميعهم
(*) عدد آياتها 73 آية
* وأورد الأئمة أن سورة الأحزاب كانت بعدد آيات سورة البقرة تقريبا وإنما رفع الله منها ما زاد عما في المصحف الشريف كوجه من وجوه النسخ
يقول القرطبي : [ كانت هذه السورة تعدل سورة البقرة وكانت فيها آية الرجم : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) ذكره أبو بكر الأنباري عن أُبي بن كعب
وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا]
* عن زر بن حبيش عن أُبيِّ بنِ كعب قال كم تَعُدُّون سورة الأحزابِ آية قُلْنا ثلاثة وسبعينَ آية قال إن كنا لنُوازي بها سورةَ البقرةِ إنْ في آخرِها آيةُ الرجمِ الشيخُ والشيخةُ فارجموهما ... مسند عمر لابن جرير الطبري
(*) نزلت سورة الأحزاب بعد سورة آل عمران
(*) سميت السورة : سورة الأحزاب لاشتمالها على قصة حرب الأحزاب فى قوله: " يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا "
وحرب الأحزاب معروفة بغزوة الخندق
والسورة لم تشتهر بأي اسم آخر
(*) نزلت في المنافقين وإيذائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنهم فيه ، وفي مناكحته وغيرها .. تفسير القرطبي
** فضل سورة الأحزاب
(*) بدأ زيد بن ثابت في كتابة وتدوين القرآن الكريم ، على أن يشهد شاهديْن على كل آية ، فلما وصل إلى سورة الأحزاب افتقد آية منها فوجدها عند خُزَيْمة الأنصاري ولم يجدها عند غيره ولكن الصحابة تذكروا قول رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خُزَيْمة وأن شهادته بشهادتيْن وتلك الآية هي " مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه "
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ في المَصَاحف فقَدْتُ آيَةً مِن سورة الأحزَاب، كُنْتُ كَثِيرًا أسْمَع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقْرَؤُها لَمْ أجِدْهَا مع أحَد، إلَّا مع خُزَيْمَة الأنصَاريّ الذي جَعَل رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلّم شَهَادَتهُ شَهَادة رَجُلَيْن: " مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه " ... رواه البخاري
* أما عن سبب نزول الآية :
فعن أنس بن مالك قال : عَمِّيَ الذي سُمِّيتُ به لمْ يَشهَدْ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلّم بَدْرًا، قال: فشَقَّ عليه، قال: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم غُيِّبْتُ عنْه، وإنْ أرَانِيَ اللَّهُ مَشْهَدًا فيما بَعْدُ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليَرَانِي اللَّه ما أصنَعُ، قال: فهَابَ أنْ يقول غيْرها، قال: فشَهدَ مع رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يوم أُحُد، قال: فاسْتَقبل سعد بن مُعاذ، فقال له أَنَس: يا أبا عَمْرو، أيْن؟ فقال: واهًا لِريح الجنّة أَجِدُهُ دُون أُحُد، قال: فقَاتَلَهُم حتَّى قُتِل، قال: فوُجِد في جَسَدِه بضْعٌ وثمَانُون من بَيْنِ ضَرْبَة وطَعْنَة ورَمْيَة، قال: فقالَتْ أُخْتُه، عَمَّتي الرُّبَيّع بنت النَّضر، فما عَرَفْتُ أَخِي إلَّا ببَنَانه، ونزلَتْ هذه الآية: " رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه فَمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَن يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "الأحزاب ، قال: فكانوا يرَوْنَ أنّها نَزَلتْ فيه وفي أصحابه ... رواه مسلم
(*) وفي قوله تعالى " تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ "
* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كُنْتُ أغَار علَى اللَّاتي وَهَبْنَ أنفسَهُنّ لرسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلّم، وأَقُولُ: وَتَهَبُ المرأَة نفسها، فلَمَّا أنزَل اللَّه عزّ وجَلّ: " تُرْجِي مَن تَشَاءُ منهنَّ وَتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ "الأحزاب ، قالَتْ: قُلتُ: وَاللَّهِ، ما أَرَى رَبَّك إلَّا يُسَارِعُ لكَ في هَوَاكَ ... رواه مسلم
* وعن معاذة العدوية عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم للمرأة منا، بعد ما نزلت " تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ " ، فقالت لها معاذة: فما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنك ؟ ، قالت: كنت أقول: إن كان ذلك إليَّ لم أؤثر أَحَدا على نفسي .. رواه مسلم
(*) وفي قوله تعالى " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " ، والتي نزلت في آل البيت :
عن عَليّ بن زيْد عن أَنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: إِنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَمُرّ بباب فاطمة رضي الله عنها سِتَّة أشْهُر إِذا خرج إلى صلاة الفجر يَقول: "الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ"، " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " رواه التِّرْمِذِيُّ
* عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها : أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان في بيتِها، فأتَتْه فاطمةُ ببُرْمة ، فيها خَزيرةٌ، فدَخلَتْ بها عليه ، فقال لها: ادعِي زوجَكِ وابنَيْكِ ، قالَت: فجاء علِيٌّ، والحُسَين، والحسَن ، فدَخَلوا عليه، فجَلَسوا يأكُلون مِن تلك الخَزِيرة ، وهو على مَنامة له على دُكَّان تحتَه كِساء خَيْبريّ ، قالَت: وأنا أُصلِّي في الحُجْرة ، فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الآيةَ: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"الأحزاب ، قالَت: فأخَذ فضْلَ الكِساءِ، فغشَّاهُم به، ثمَّ أَخرَج يدَه، فألْوَى بها إلى السَّماءِ، ثمَّ قالَ:" اللَّهُمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطَهِّرْهم تطهيرًا، اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطهِّرْهم تطهيرًا " ، قالَت: فأَدخلْتُ رأْسي البيتَ، فقلْتُ: وأنا معَكُم يا رسولَ اللهِ، قالَ:" إنَّكِ إلى خيْرٍ، إنَّكِ إلى خيْرٍ" .. تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط
* لمَّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " في بيتِ أمِّ سلمةَ فدعا فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ ثمَّ قالَ:" اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا " قالت أمُّ سلمةَ : وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ ، قالَ :"أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ" .. رواه الترمذي وصححه الألباني
(*) عن شداد أبو عمار قال: سمعت واثلة بن الأسقع يحدث، قال: سألت عن عَلِيّ بن أبي طالب في منزله، فقالت فاطمة: قد ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه، فلفع عليهم بثوبه وقال: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ، " اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي، اللَّهُمَّ أَهْلِي أَحَقُّ ". قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: "وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي". قال واثلة: إنها لمن أرْجَى ما أرتَجِي ... تفسير الطبري
* عن صفيّة بنت شَيْبة قالت: قالت عَائِشة رضي الله عنها: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غَدَاة وعليه مِرْطٌ مُرَحّلٌ مِنْ شَعْر أسْوَد، فجاء الحَسَن رضي الله عنه فأدْخَلَه ، ثُمَّ جاء الحُسَيْن فدخَلَ معه ثُمَّ جاءَتْ فاطمة فأَدْخَلَها مَعَه ثُمَّ جاء علي رضي الله عنه فأدخله معه، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " ... رواه مسلِم
(*) في هذه السورة الكريمة : أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له وبدأ بنفسه عز وجل وثنى بملائكته، فقال :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فقد آثَره صلى الله عليه وسلم ﺑﻬا من بين سائر الرُّسُل
(*) وفي كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لَقِيَنِي كعْب بن عجْرة ، فقال: أَلَا أُهْدِي لكَ هَديَّة سمعتُها من النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقُلتُ: بَلَى، فأهْدِها لِي، فقال: سأَلْنَا رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم فقُلْنا: يا رسول اللَّه ، كيف الصّلاة علَيْكم أَهل البَيْت، فإنَّ اللَّه قدْ عَلَّمنا كيف نُسَلِّم عليْكم؟ قال: قُولوا:" اللّهُمّ صَلِّ علَى مُحَمَّد وعلَى آلِ مُحَمَّد، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيم، إنَّكَ حَمِيد مَجِيد ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّد وعلَى آلِ مُحَمَّد، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيم، وعلَى آلِ إبْرَاهِيم إنَّكَ حَمِيد مَجِيد "... رواه البخاري
(*) وفي فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
* قال سهل بن عبد الله : الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات ، لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين ... تفسير القرطبي
* عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من صلَّى عَلَيّ واحدة صلى الله عليه عَشرا "... رواه مسلم
* عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر يُرى في وجهه فقلت : إنا لنرى البُشرى في وجهك فقال : " إنه أتاني المَلَك فقال يا محمد إن ربَّك يقول أما يُرْضِيك إنه لا يُصلِّي عَليك أَحَد إلّا صلَّيْت عليه عَشْراً ولا يسلِّم عليك أَحَد إلا سلَّمت عليه عَشْراً " ... رواه النسائي وصححه الألباني
* عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله مَلَائكة سيَّاحِين في الأرض يبلِّغُوني من أُمَّتي السَّلام " ... رواه النسائي وصححه الألباني
* عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ".. رواه أبو داود وصححه الألباني
** أسباب نزول آيات سورة الأحزاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة