كثيرا ما نُخطئ في حق الناس دون أن نشعر ، وربما أدركنا خطأنا واستطعنا تداركه فنطلب السماح منهم ، ولكن للأسف نحن كثيرا لا ندرك تلك الأخطاء ، أو ندركها ونكابر فلا نعطي لها وزنا ، ونعيش ولا نعرف إن كان هؤلاء الناس سامحونا أم مازالوا غاضبين منا ، إلى أن يجيئ الميعاد ونتخاصم جميعا أمام الله فيأخذ كل ذي حقٍّ حقَّه ، ومَن استكبرنا عليهم في الدنيا ولم نطلب منهم العفو والسماح ، يطلبون حقوقهم ، فكيف لنا سدادها في الآخرة إلا بما لدينا من حسنات فيأخذ منها ، وربما ما لديه من سيئات فنأخذها ، المهم أننا سنظل منتظرين كل فرد أخطأنا في حقِّه أن يأتينا ليأخذ مقابل لحقِّه الذي استصغرناه في الدنيا
* شغلتنا راحة الدُّنيا وزينتها والجري ورائها عن راحتنا يوم القيامة ، فهل ظنَنَّا أنَّنَا مُخلَّدُون فيها ؟ ألا نخشى الإفلاس يوم القيامة ؟
* عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِسُ ؟"
قَالُوا : المُفلِسُ فِينَا مَن لاَ درْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ،
فَقَالَ " إِنَّ المُفْلِسَ منْ أُمَّتِى يَأتِى يَوْمَ القِيَامَة بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاة وَيَأتى قَد شَتَمَ هَذَا وَقَذَف هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دمَ هًذَا وضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذا مِنْ حَسَنَاتهِ وَهَذا مِنْ حَسَنَاتهِ فَإِنْ فَنيَت حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحًتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّاَرِ" رواه مسلم
* علينا الإسراع في طلب العفو من البشر والدعاء دائما لهم بأن يغفروا لنا ويسامحونا وأن يعوضهم الله خيرا عما ظلمناهم فيه ، وليكن الرسول الكريم قدوتنا ، فهو سيد البشر ويعلم محبة الله له ، ويعلم أن الله غفر له ماتقدم من الذنب وماتأخر ، ورغم هذا لم يسمح له خُلُقُه العظيم أن يخطئ في حق بشر ومع ذلك كان منه هذا الدعاء الكريم :
من حديث سالمٍ مولى النَّصريِّين عن أبي هريرة عن النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: " اللَّهمَّ إنَّما محمَّدٌ بشرٌ، يغضبُ كما يغضبُ البشر، وإنِّي قد اتَّخذتُ عندَك عهداً لن تخلِفَنيه، فأيُّما مؤمنٍ آذيتُه أو سبَبْتُه أو جلدْتُه، فاجعلْها له كفَّارةً وقُرْبةً تُقرِّبه بها إليك يومَ القيامة ".. رواه مسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة