السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 21 مايو 2020

جماعة من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام

هم جماعة من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام ممن لا يُعلم وقت زمانهم  إلا أنهم بعد داود عليهما السلام وقبل زكريا ويحيى عليهما السلام ، دون الإشارة إليهم في الكتاب أو السُّنَّة
فقد ورد  في كتب التفسير  ذكر بعض الأنبياء دون أي دليل عليهم في الكتاب أو السُّنَّة ، ولكن تلك القصص  مأخوذة عن بني إسرائيل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"  بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أخرجه البخاري ، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم :" إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ "... السلسلة الصحيحة
و هذا معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم  أذن بالتحديث عن بني إسرائيل ، دون تصديق أو تكذيب 
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": ولكنّ هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذْكَر للاستِشهاد لَا للاعتقاد ؛ فإِنَّها عَلَى ثَلَاثة أقسَام:
 أحدها : ما عَلِمْنَا صِحَّتَه ممّا بأَيْدِينا ممَّا يَشهَد لَهُ بِالصِّدق : فذَاك صَحيح.
 والثَّاني : مَا عَلِمْنَا كَذِبَهُ ، بما عِنْدَنا ممّا يُخالِفُه.
 والثَّالِث : ما هُو مَسْكُوت عَنْه ، لا مِن هذا القَبِيل ولا من هذا القَبِيل ؛ فلَا نُؤْمِن به ولَا نُكَذِّبُه ، وتَجُوز حكَايَته لِما تَقَدَّم
 ** إشعيا  بن أمصيا
وقيل أشعيا  بن آموص وقيل أشعياء
قال ابن كثير : قال محمد بن إسحاق: وكان قبل زكريا ويحيى وهو ممن بشَّر بعيسى ومحمد عليهما السلام.
وكان في زمانه ملك  على بني إسرائيل ببلاد بيت المقدس اسمه حزقيا ، وكان سامعا مطيعا لشِعيا فيما يأمره به وينهاه عنه من المصالح، وكانت الاحداث قد عظمت في بني إسرائيل، فمرض الملك وخرجت في رجله قرحة، وقصد بيت المقدس ملك بابل في ذلك الزمان وهو سنحاريب.
قال ابن إسحاق: في ستمائة ألف راية.
وفزع الناس فزعا عظيما شديدا.
وقال الملك للنبي شعيا: ماذا أوحى الله إليك في أمر سنحاريب وجنوده ؟ ، فقال: لم يوح إلىَّ فيهم شئ بعد ثم نزل عليه الوحى بالأمر للملك حزقيا بأن يوصى ويستخلف على ملكه من يشاء، فإنه قد اقترب أجله.
فلما أخبره بذلك أقبل الملك على القِبلة فصلَّى وسبَّح ودعا وبكى فقال وهو يبكى ويتضرع إلى الله عزوجل بقلب مخلص وتوكل وصبر: اللهم رب الارباب وإله الآلهة يا رحمن يا رحيم، يا من لا تأخذه سنة ولا نوم اذكرني بعلمي وفعلى وحسن قضائي على بني إسرائيل وذلك كله كان منك فأنت أعلم به من نفسي سرى وإعلاني لك.
قال: فاستجاب الله له ورحمه وأوحى الله إلى شعيا أن يبشره بأنه قد رحم بكاءه وقد أخر في أجله خمس عشر سنة وأنجاه من عدوه سنحاريب فلما قال له ذلك ذهب منه الوجع وانقطع عنه الشر والحزن وخر ساجدا وقال في سجوده: اللهم أنت الذي تعطى الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، عالم الغيب والشهادة، فأنت الاول والآخر والظاهر والباطن وأنت ترحم وتستجيب دعوة المضطرين.
فلما رفع رأسه أوحى الله إلى شعيا   أن يأمره   أن يأخذ ماء التين فيجعله على قرحته فيشفى ويصبح قد برئ ، ففعل ذلك فشفى.
 وأرسل الله على جيش سنحاريب الموت فأصبحوا وقد هلكوا كلهم سوى سنحاريب وخمسة من أصحابه منهم بختنصر فأرسل ملك بني إسرائيل فجاء بهم فجعلهم في الاغلال وطاف بهم في البلاد على وجه التنكيل بهم والاهانة لهم سبعين يوما، ويطعم كل واحد منهم كل يوم رغيفين من شعير، ثم أودعهم السجن وأوحى الله تعالى إلى شعيا أن يأمر الملك بإرسالهم إلى بلادهم لينذروا قومهم ما قد حل بهم، فلما رجعوا جمع سنحاريب قومه وأخبرهم بما قد كان من أمرهم فقال له السحرة والكهنة: إنا أخبرناك عن شأن ربهم وأنبيائهم فلم تطعنا، وهي أمة لا يستطيعها أحد من ربهم فكان أمر سنحاريب مما خوفهم الله به.
ثم مات سنحاريب بعد سبع سنين.
* قال ابن إسحاق: ثم لما مات حزقيا ملك بني إسرائيل مرج أمرهم واختلطت أحداثهم، وكثر شرهم، فأوحى الله تعالى إلى شعيا فقام فيهم فوعظهم وذكرهم وأخبرهم عن الله بما هو أهله وأنذرهم بأسه وعقابه إن خالفوه وكذبوه.
فلما فرغ من مقالته عدوا عليه وطلبوه ليقتلوه، فهرب منهم فمر بشجرة فانفلقت له فدخل فيها وأدركه الشيطان فأخذ بهدبة ثوبه فأبرزها فلما رأوا ذلك جاءوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها ونشروه معها، فإنا لله وإنا إليه راجعون ... قصص الأنبياء لمحمد متولي الشعراوي
---------------
* ويقول ابن كثير : وهذا من الاسرائيليات التي لا سند لها من الروايات الاسلامية، فلا تصدق ولا تكذب إلا إن خالفت الحق... قصص الأنبياء لابن كثير
** أرميا بن حلقيا
هو أرميا بن حلقيا من سبط لاوى بن يعقوب 
* قال ابن كثير : وقد قيل إنه الخضر..رواه الضحاك عن ابن عباس ، وهو غريب وليس بصحيح.
* قال ابن عساكر: جاء في بعض الآثار أنه وقف على دم يحيى بن زكريا وهو يفور بدمشق فقال: أيها الدم فتنت الناس فاسكن ، فسكن ورسب حتى غاب.
* وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني علي بن أبي مريم، عن أحمد ابن حباب، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال أرميا: أي رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال: أكثرهم لي ذكرا، الذين يشتغلون بذكرى عن ذكر الخلائق، الذين لا تعرض لهم وساوس الفناء ولا يحدثون أنفسهم بالبقاء، الذين إذا عرض لهم عيش الدنيا قلوه وإذا زوى عنهم سروا بذلك، أولئك أنحلهم محبتى وأعطيهم فوق غاياتهم 
... قصص الأنبياء لمحمد متولي الشعراوي
* قال إسحاق بن بشر: أنبأنا إدريس، عن وهب بن منبه، قال إن الله تعالى لما بعث أرميا إلى بني إسرائيل وذلك حين عظمت الاحداث فيهم فعملوا بالمعاصي وقتلوا الانبياء ، طمع بُختُنُصُّر فيهم وقذف الله في قلبه وحدث نفسه بالمسير إليهم لما أراد الله أن ينتقم به منهم ... قصص الأنبياء لابن كثير
* بعث الله عليهم بُختُنُصُّر فأقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم ثم حاصرهم فكان كما قال تعالى: " فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ " قال: فلما طال بهم الحصر نزلوا على حكمه ففتحوا الابواب وتخللوا الازقة وذلك قوله: " فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ " وحكم فيهم حكم الجاهلية وبطش الجبارين، فقتل منهم الثلث وسبي الثلث وترك الزمنى والشيوخ والعجائز، ثم وطئهم بالخيل وهدم بيت المقدس وساق الصبيان وأوقف النساء في الاسواق حاسرات، وقتل المقاتلة وخرب الحصون وهدم المساجد وحرق التوراة ... قصص الأنبياء لابن كثير
* ودخل بُختُنُصُّر بجنوده بيت المقدس ووطئ الشام كلها وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم، فلما فرغ منها انصرف راجعا وحمل الاموال التي كانت بها وساق السبايا فبلغ معه عدة صبيانهم من أبناء الاحبار والملوك تسعين ألف غلام، وقذف الكناسات في بيت المقدس وذبح فيه الخنازير وكان الغلمان سبعة آلاف غلام من بيت داود، وأحد عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب وأخيه بنيامين، وثمانية آلاف من سبط ايشى بن يعقوب، وأربعة عشر ألفا من سبط زبالون ونفتالى ابني يعقوب، وأربعة عشر ألفا من سبط دان بن يعقوب، وثمانية آلاف من سبط يستاخر بن يعقوب، وألفين من سبط زيكون بن يعقوب، وأربعة آلاف من سبط روبيل ولاوى، واثنى عشر ألفا من سائر بني إسرائيل ، وانطلق حتى قدم أرض بابل  ... قصص الأنبياء لابن كثير
* انصرف بُختُنُصُّر بسبي كثير من أرض المغرب ومصر وأهل بيت المقدس وأرض فلسطين والاردن وفي السبي دانيال.
قلت: والظاهر أنه دانيال بن حزقيل الاصغر لا الاكبر.على ما ذكره وهب بن منبه... قصص الأنبياء لابن كثير
**  دانيال عليه السلام 
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن عبد الاعلى الشيباني قال: إن لم أكن سمعته من شعيب بن صفوان فحدثني بعض أصحابنا عنه، عن الاجلح الكندى عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال ضرا بختنصر أسدين فألقاهما في جب، وجاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يهيجاه، فمكث ما شاء الله ثم اشتهى ما يشتهى الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرميا وهو بالشام ، أن يعد طعاما وشرابا لدانيال ، وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب ، فقال دانيال من هذا ؟ قال: أنا أرميا ، فقال: ما جاء بك ؟ فقال: أرسلني إليك ربك ، قال: وقد ذكرني ربي ؟ قال نعم ، فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من رجاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزى بالاحسان إحسانا.... قصص الأنبياء لابن كثير
* أما بُختُنُصُّر فإن الله أرسل عليه بعوضة فدخلت في منخره وصعدت الى رأسه، فكان لا يقرّ ولا يسكن حتى يدقّ رأسه، فلما حصره الموت قال لأهله: شقّوا رأسي فانظروا ما هذا الذي قتلني، فلما مات شقّوا رأسه فوجدوا البعوضة بزمّ رأسه، ليُرى الله العباد قدرته وسلطانه وضعف بُختُنُصُّر.
وأما دانيال فإنه أقام بأرض بابل وانتقل عنها ومات ودفن بالسوس من أعمال خوزستان.. الكامل لابن الأثير
* أورد ابن القيم في الداء والدواء
وقال بخت نصر لدانيال : ما الذي سلطني على قومك؟ قال : عظم خطيئتك ، وظلم قومي أنفسهم
* وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحق عن أبي خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية قال: لما افتتحنا تستر وجدنا في مال بيت الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب   قرأه، قرأته مثل ما أقرأ القرآن هذا ، فقلت لابي العالية: ما كان فيه ؟ قال: سيركم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد.
قلت: فما صنعتم بالرجل ؟ قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس فلا ينبشونه قلت: فما يرجون منه، قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون قلت من   كنتم تظنون الرجل ؟ قال: رجل يقال له دانيال.
قلت: منذ كم وجدتموه قد مات ؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة.
قلت: ما تغير منه شئ قال: إلا شعرات  من قفاه، إن لحوم الانبياء لا تبليها الارض ولا تأكلها السباع.
وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية، ولكن إن كان تاريخ وفاته محفوظا من ثلاثمائة سنة فليس بنبي بل هو رجل صالح، لان عيسى بن مريم ليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي بنص الحديث الذي في البخاري، والفترة التي كانت بينهما أربعمائة سنة، وقيل ستمائة وقيل ستمائة وعشرون سنة، وقد يكون تاريخ وفاته من ثمانمائة سنة وهو قريب من وقت دانيال، إن كان كونه دانيال هو المطابق لما في نفس الامر، فإنه قد يكون رجلا آخر إما من الانبياء أو الصالحين، ولكن قربت الظنون أنه دانيال لان دانيال كان قد أخذه ملك الفرس فأقام عنده مسجونا كما تقدم... قصص الأنبياء لابن كثير
* وقد روى بإسناد صحيح إلى أبي العالية أن طول أنفه شبر، وعن أنس بن مالك بإسناد جيد أن طول أنفه ذراع، فيحتمل على هذا أن يكون رجلا من الانبياء الاقدمين قبل هذه المدد.
والله تعالى أعلم.
* قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو بلال، حدثنا قاسم بن عبد الله عن عنبسة بن سعيد، وكان عالما، قال: وجد أبو موسى مع دانيال مصحفا وجرة فيها ودك ودراهم وخاتمه، فكتب أبو موسى بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر: أما المصحف فابعث به إلينا، وأما الودك فابعث إلينا منه ومر من قبلك من المسلمين يستشفون به واقسم الدراهم بينهم، وأما الخاتم فقد نفلناكه ... قصص الأنبياء لابن كثير
* وقال ابن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن عبد الله، حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: رأيت في يد ابن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري خاتما نقش فصه أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل، قال أبو بردة: وهذا خاتم ذلك الرجل الميت الذي زعم أهل هذه البلدة أنه دانيال أخذه أبو موسى يوم دفنه.
قال أبو بردة: فسال أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا: إن الملك الذي كان دانيال في سلطانه جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له: إنه يولد كذا وكذا غلام يعور مُلكك ويفسده، فقال الملك: والله لا يبقى تلك الليلة غلام إلا قتلته.
إلا أنهم أخذوا دانيال فألقوه في أجمة الاسد فبات الاسد ولبؤته يلحسانه ولم يضراه.
فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ قال أبو بردة: قال أبو موسى: قال علماء تلك القرية: فنقش دانيال صورته وصورة الاسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك.إسناد حسن... قصص الأنبياء لابن كثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة