السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

استغنوا عن النَّاس ولو بشَوْصِ السِّواك


متى تحِلّ المسألة؟
* المؤمن  الحقيقي هو  من وهبه الله نعمة القناعة بما في يده فلا تكون الدنيا همّه ، فهو متوكِّل على ربِّه في رزقه ، يسعى ويجتهد وكل ثقته في الله أن يبارك له فيما أعطاه ، ويكون أكبر همِّه دِينه وآخرته
* ورغم جواز المسألة للمُسلم فقد جعل النبي لها شروطا لتحل له ، فلا يليق بالمسلم أن تمتد يده لأقل الأسباب :
فعن قبيصة بن المخارق الهلالي رضي الله عنه قال: تحمَّلْتُ حَمَالة فأتيت رسول الله صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم، الحديث وفيه: "يا قبيصة إنَّ المسألة لا تحل إلَّا لأَحَد ثلاثة، رجل تحمَّل حَمَالة فحلت له المسألة حتَّى يصيبها ثمَّ يمسك، ورجل أصابته جائحه اجتاحت ماله فحلَّت له المسألة حتَّى يصيبَ قواماً من عيش، أو قال: سداداً من عيش، ورجلٌ أصابته فاقة حتَّى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه: لقد أصاب فلاناً فاقة فحلَّت له المسألة حتَّى يصيب قواماً من عيش، أو قال: سداداً، فما سواهنَّ من المسألة يا قبيصة، سحتٌ يأكلُها صاحبها سحتاً" رواه مسلم 
* فالحمالة التي تحملها الصحابي وذهب للنبي صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم فحلّت له المسألة هي دَيْن عليه ، وقد استدانه للصلح بين الناس أي استدانه لإصلاح ذات البيْن وهذا السبب الأول لقبول المسألة حتى يسد دَيْنه ويتوقف ، أما الثاني فهو  أن يهلك مال المرء تماما فله المسألة حتى يسد حاجته الضرورية فقط ، والثالث هو أن يشهد ثلاثة من ذوي العقل الراجح أن فلان أصابته فاقة فلهم أن يجمعوا له مالا ليقيموا به عيشه فيسألوا الناس له 
وغير ذلك يجب على المسلم حفظ ماء وجهه فلا يُهين نفسه بذُلّ السُّؤال
* قال أحد السَّلَف لبشاعة المسألة وقسوتها على النفس:
لا تحسبن الموت موت البلى ... فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا أشد ...  من ذاك لذُل السؤال
* وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم: "استغنوا عن النَّاس ولو بشَوْصِ السِّواك" .. السلسلة الصحيحة
شَوْصِ السِّواك :ما يتفتت من السِّواك  عند التسَوُّك
* أما غير المحتاج عندما يسأل الناس ليزيد ماعنده فهو كما ذكره النبي صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم فيظهر في وجهه يوم القيامة
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم : "مسألة الغَنِيّ شَيْن في وجهه يوم القيامة" .. صحيح الجامع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة