السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

والكَلِمَة الطَّيِّبَة صَدَقَة، وكُلّ خَطْوَة يَخْطُوها إلى الصَّلَاة صَدَقَة، ويُمِيط الأَذَى عن الطَّرِيق صَدَقَة


من أَجمل أبواب البِّر والتقرُّب إلى الله :الصَّدَقة فهي تريح قلب المُنْفِق في تَقرُّبه إلى الله ، ورَفع المُعَاناة عن المُنفَق عليه ، أيًّا كان سواء من أهلك أو من غيرهم
فنحن مُطالبون برفع المُعاناة عن الناس بكل طريقة حتى ولو بإدخال السُّرور عليه بكلمات طيبة والإبتسام في وجهه
وقد وضّح رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم  ضرورة   الصَّدَقة عن كل مَفْصِل في جسم الإنسان يوميًّا، ووضَّح عددهم  في الحديث ، حتى نتصور مدَى الأعمال الصالحة  التي علينا القيام بها 
فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم:" في ابنِ آدمَ سِتونَ وثلاثُمِائَةِ سُلامَى أوْ عَظْمٍ أوْ مَفْصِل ، على كلِّ واحِدٍ في كلِّ يَوْمٍ صدقةٌ ، كلُّ كَلِمَةٍ طيبةٍ صدقةٌ ، وعَوْنُ الرجُلِ أخاهُ صدقةٌ ، والشَّرْبَةُ مِنَ الماءِ يَسْقِيها صدقةٌ ، وإِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ "... السلسلة الصحيحة للألباني
حيث أن السُّلامي هو المَفْصِل ، وقد خُلِقَ الإنسان على ستين وثلاثمائة مَفْصِل كما ذكر  رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم  
ولو حَسَبنا عن كل يوم 360 صَدَقة في عدد سنين عُمرنا لوجدت أن علينا دَيْنًا ثقيلا لن نستطيع حَصْره
والأهم في تلك الحسابات أن نقارن بين عدد الصَّدقات التي نعملها في اليوم الواحد مع عدد الذّنُوب التلقائي منها والمقصود ،سنجد عَشَرات ورُبَّما مِئات الذّنُوب (من كذب أو معاملة سيئة للأهل أو ربما لانعلم شيئًا عنهم من الأساس ، بالإضافة إلى أذى الجار أو إهماله ، والغَيْبة ،وغير ذلك ) مقابل القليل من أعمال الصَّدَقة التي شرحها رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم في حديثه، ولماذا ؟ ، لأنه لايوجد لدينا الوقت الكافي فنحن في شُغل دائم فنُؤجل الخير ليوم آخر ، رغم أننا على مواقع التَوَاصل طوال اليوم !! ، ولكن الوقت غير كافٍ للبحث عن أوجه الصَّدَقة 
وعلى هذا  فلقد أظهرت المقارنة مدى فَقرِنا للعمل الصالح ، وفقرنا للحَسَنة  ،فأين الحَسَنة التي ستُذهب السَّيئة وتمحوها؟؟ كم قال المولى عز وجل "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"،وللأسف نحن قَصَّرنا  في محو تلك السَّيِّئَات فتركناها تتزايد  وتتراكم ،فلا تجد عملاً  يمحوها .
فإذا كان هناك فُقَراء المال وفُقَراء الجمال فهناك أيضا نحن  :فُقَراء الحَسَنات
نعم نحن فقراء الحَسَنات فقراء الطَّاعات وأغنياء السَّيِّئَات أغنياء المَعَاصي والذّنُوب،وليس أمامنا إلّا  أن نعمل ما يُذْهِبنَ السَّيِّئَات .
فعلينا إعادة النَّظر في ترتيب الأولويات ، لما علينا من واجبات  تِجاه أنفسنا وواجبات تِجاه  الناس  ، وخاصة لو كانوا  من أهلنا وفي أشد الحاجة إلينا ، فربما هم يخجلون من السؤال ، فلا نخجل نحن من الاهتمام بهم وبمشاكلهم 
* ابحث عمن يحتاج إليك ، عذرا !!.. فأنت الذي تحتاج إليه لإرضاء الله وطمعا في النجاة من عذاب الله
والطريق سهل ورسمه لك الحبيب الهادي صلَّى الله عَلَيه وسلَّم في هذا الحديث :
عن هَمَّام:عن أَبي هُرَيرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم: "كُلُّ سُلَامَى مِن النَّاس عَلَيْه صَدَقَة، كُلّ  يَوْم تَطْلُع فِيه الشَّمس، يَعْدِل بَيْن الاِثْنَيْن  صَدَقَة، ويُعِين الرَّجُل على دَابَّتِه فَيَحْمِل عَلَيْها أو يَرْفَع عَلَيْها مَتَاعَهُ صَدَقَة، والكَلِمَة الطَّيِّبَة صَدَقَة، وكُلّ خَطْوَة  يَخْطُوها إلى الصَّلَاة صَدَقَة، ويُمِيط الأَذَى عن الطَّرِيق صَدَقَة"... رواه البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة