السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 23 يوليو 2020

يوم الحجِّ الأكبر

يقول عزَّ وجلَّ: " وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ  وَرَسُولُهُ  فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ  وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ " فما هو يوم الحجِّ الأكبر؟
واختلف الأئمة في يوم الحَجّ الأَكبَر:
** قيل هو  :يوم النَّحر
 عن محمَّد ، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بَكْرة ، عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال: " الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ  خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ  مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحجَّةِ  ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنا: اللَّه ورسوله أعْلَم. فسَكَتَ حتّى ظَنَنّا أنّه سَيُسَمِّيه بِغيْر اسْمه ، قال: "أَلَيْسَ ذَا الْحجَّةِ؟ " قُلنا: بَلَى ، قال: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّه ورسوله أعْلَم ، فسَكَتَ حتّى ظَنَنّا أنّه سَيُسَمّيه بغَيْر اسْمِه ، قال: " أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟ " قُلنا: بَلَى. قال: " فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " ، قُلْنا: اللَّه ورسوله أعْلَم ، فسَكَتَ حتّى ظَنَنّا أنّه سَيُسَمّيه بِغيْر اسمِه ، قال: " أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " ، قُلنا: بَلَى ، قال: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ (قالَ مُحَمَّدٌ: وأَحْسِبُه قال: وأَعْرَاضَكُمْ) عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ ، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ  الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى  لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ " ، ( وكان  محمّد إذا ذَكَرَه ، قال: صَدَقَ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم) ، ثُمَّ قال: " أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ  ؟ " ... رواه البخاري 
* وعن حمَيد بن عبد الرحمن بن عوف: أنّ أبا هريرة قال: بَعَثَني أبو بَكر في تِلك الحَجَّة، في مُؤَذِّنِين يوم النَّحر، نُؤَذّن بِمِنًى: ألا لا يَحجُّ  بَعْد العام مُشْرِك، ولا يَطُوف بِالبَيْت عُريانٌ ، قال حُمَيد بن عبد الرحمن: ثُمَّ أرْدَفَ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم عَلِيًّا، فأمَرَهُ أَن يُؤَذِّن بِـ " بَرَاءةٌ " ، قال أبو هريرة: فأذَّنَ مَعَنا عَلِيٌّ في أَهْل مِنًى يوم النَّحر: لا يَحُجُّ بَعْد العام مُشْرِكٌ ، ولا يَطُوف بالبَيْت عريانٌ 
* وعن أبي هريرة، قال: بَعَثَنِي أبُو بَكر الصِّدِّيق في الحَجَّة الّتي أمَّرَهُ عَلَيها رسول الله صلَّى اللّه عليه وسلّم ، قَبْل حَجَّة الوداع ، في رَهْط ، يُؤَذِّنُون في النَّاس يوم النَّحر: لا يَحُجُّ بَعْد العام مُشْرِك، ولا يَطُوف بالبَيْت عريانٌ ، قال ابن شِهاب: فكان حُمَيد بن عبد الرحمن يقول يوم النَّحر: يَوْم الحَجّ الأكْبَر من أجْل حديث أبي هريرة ... رواه مسلم  
* و رُوِي عن ابن عمر: وقف  رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم النَّحر عند الجمرات في حجَّة الوداع فقال:" هذا يوم الحجِّ الأكبر" ... شرح السُّنة للبغوي 
وعن ابن عمر : رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  وقف يوم النَّحر في الحجة التي حج فيها ، فقال :" أي يوم هذا؟" ، فقالوا يوم النَّحر ، فقال :"هذا يوم الحجِّ الأكبر" ... رواه أبو داوود وصححه الألباني
* و قال بذلك كثيرون ؛ لأنَّ أعمال المناسك تتمُّ فيه كالوقوف بعرفة والمبيت بالمزدلفة و  النّحر  ورمي الجمرات و الطّواف والحلق وكل أعمال الحج
* وعن إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعبي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: يوم الحجِّ الأكبر يوم النَّحر ..
* وقال هشام بن الغازِ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: وقف النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ النَّحر بين الجمَرات في الحَجَّة الَّتي حجَّ فيها، وقال: "أيُّ يومٍ هذا؟". نحوُ ما في حديث محمَّد بن زيدٍ، وقال: "هذا يومُ الحجِّ الأكبر". فطفِقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: اللهمَّ اشهد. ثمَّ ودَّع النَّاسَ، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداع"... رواه البخاري
** وقيل هو  :يوم عرفة
قال عبد الرَّزَّاق عن مَعمر عن أبي إسحاق: سألتُ أبا جحيفة عن يوم الحجِّ الأكبر قال: يومُ عرفة 
وروى عبد الرَّزَّاق أيضًا عن ابن جريج عن عطاء قال: يوم الحجِّ الأكبر يومُ عرفة
وهكذا رُوي عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما وعبد الله بن الزُّبير ومجاهد وعكرمة وطاوس أنَّهم قالوا: يوم عرفة هو يوم الحجِّ الأكبر ، ورُوِي مرسلًا عن مخرمة: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطب يوم عرفة فقال: "هذا يوم الحجِّ الأكبر" 
** أقوال أخرى
قيل: أنَّ الحجَّ الأصغر العمرة ، 
وقيل: الأصغر: يوم عرفة، والأكبر: يوم النَّحر، 
وقيل: حجَّة الوداع هي الأكبر؛ لِمَا وقع فيها من إعزاز الإسلام وإذلال الكفر "أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة