السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

السبت، 17 أغسطس 2019

من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيراً منها فليأتِها وليكفِّر عن يمينه

ليس من الصواب الإكثار من الأَيْمَان في كل قول وفعل ، حتى ولو أنه يجوز شرعاً ، إلا أن  عيوبه كثيرة فمنها: 
*أن نحن في اليَمِين كأننا عقدنا اتفاق بلساننا مع الناس وعلى مشهد من الله على ما أقسمنا عليه  فلا يليق بنا أن نحيد عنه بعد القَسَم بالله ، وقد كنا من غير اليَمِين أحرار في التصرف في أكثر من خيار 
والأصل عدم الحنث بالقَسَم طالما أننا أقسمنا فلابد لنا من الإلتزام ،ولكن تخفيفا من الله عز وجل عننا  ورحمة بنا ، أن جعل لنا كفارة اليَمِين لمن رأى استحالة التنفيذ أو وجد خيرا مما أقْسَم عليه
فعن  أبي حازم سلمان مولى عزة عن أبي هريرةَ قال: أعتم رجلٌ عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ رجع إلى أهله، فوجد الصِّبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامٍ، فحلف لا يأكل من أجل صِبيته، ثمَّ بدا له فأكل، فأتى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيراً منها فليأتِها وليكفِّر عن يمينه".رواه مسلم
* عَنْ تميمِ بن طَرَفَةَ، قالَ: جاءَ سائلٌ إلى عَدِيِّ بنِ حاتمٍ  فسألهُ نفقةً، وفي  ثمنِ خادمٍ أوْ في بعضِ ثمنِ خادمٍ، فقالَ: ليسَ عَنْدي مَا أُعطيكَ إلَّا دِرعي ومِغفري، فأكتبُ إلى أهلي أنْ يعطوكها، قالَ : فلمْ يرضَ، فغضبَ عَدِيٌّ، وقال : أما  والله لا أعطيكَ شيئًا، ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ رضيَ، فقالَ: أما والله لولا أنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: "من حلفَ على يمينٍ، ثُمَّ رأى أتْقَى لله منها؛ فليأتِ التَّقوى" مَا حنَّثْتُ يميني.
وفي لفظٍ آخر: قالَ: سمعت عديَّ بنَ حاتمٍ  وأتاهُ رجلٌ يسألُهُ مئةَ درهمٍ، فقالَ: تسألُني مئةَ درهمٍ وأنا ابنُ حاتمٍ، والله لا أعطيكَ، ثُمَّ قالَ: لولا   أنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: "من حلف على يمينٍ، ثُمَّ رأى  خيرًا منها، فليأتِ الذي هوَ خيرٌ".
وفي لفظٍ آخر: "من حلفَ على يمينٍ فرأى غيرَها خيرًا منها؛ فليأتِ الذي هوَ خيرٌ، وليتركْ يمينهُ".
وفي آخر: "إذَا حلفَ أحدُكمُ على اليمينِ، فرأى خيرًا منها؛ فليكفِّرها، وليأتِ الذي هوَ خيرٌ" .. رواه مسلم
*ومن عيوب الإكثار من الأَيْمَان  أيضا :أن اللسان يتعوَّد أن يقرن كل كلامه بالقَسَم فتصبح عادة القسم دون  قصد مما يوقعه في الكثير من الأَيْمان الكاذبة 
ويقول بن باز رحمه الله
كثرة الحلف تفضي إلى شيئين: أحدهما: التساهل في ذلك وعدم المبالاة، والأمر الثاني: الكذب، فإن من كثرت أيمانه وقع في الكذب، فينبغي التقلل من ذلك وعدم الإكثار من الأيمان، ولهذا قال سبحانه:" وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ" المائدة ، هذا الأمر للوجوب يجب حفظ اليمين إلا من حاجة لها، فالمؤمن يحفظها ويصونها إلا من حاجة، لمصلحة شرعية، أو عند الخصومة والحاجة إليها ونحو ذلك، ولا يكثر منها، فإنه متى أكثر وقع في الكذب، ووقع في التساهل، وظن به الكذب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة