السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 10 يونيو 2022

إنّ طُولَ صَلَاة الرَّجُل وقِصَر خُطبَتِه مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِه فأَطِيلُوا الصَّلاة واقصُرُوا الخُطبَة وإِنَّ مِن البَيَان سِحرًا

عن واصل بن حيان قال :قال أبو وائل: خطبنا عمَّار فأَوجَز وأَبلَغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تَنَفَّسْت فقال :إني  سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: " إنّ طُولَ صَلَاة الرَّجُل وقِصَر خُطبَتِه مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِه فأَطِيلُوا الصَّلاة واقصُرُوا الخُطبَة وإِنَّ مِن البَيَان سِحرًا" رواه مسلم 
ومعنى مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِه : أي علامة على فقهه ودليل عليه
والحديث يحث الأئمة على الوسطية والاعتدال في صلاة الجمعة والخطبة ، فتُطوَّلَ الصَّلاةُ في اعتدالٍ؛ بحيثُ يُدرِكُها الغائبُ والبَعيدُ عن المَسجدِ، ولا يُؤذَى بهذا التَّطويلِ مَن خلفَه، أما الخُطبة  فتكون قصيرة   دون الإخلال بمقاصدها  ، فتكونُ أَدعى لحِفظ ما يُذكَر فيها ، وكذلك لا تكون طويلة ينسى المأموم ما قيل في أولها : إما لعدم ترتيب  مقاصدها وعدم ايجازها أو لاستعراض معلومات فقهية كثيرة غير متعلقة بموضوع واحد فتضيع بعضها بعضا
فمن المهم أن يخرج المأموم من صلاة الجمعة  واعياً وفاهماً لكل ما ذُكِر فيها
* يقول الامام النووي في شرح الحديث:
المراد بالحديث الذي نحن فيه أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلا يشق على المأمومين وهي حينئذ قصد أي معتدلة والخطبة قصد بالنسبة إلى وضعها 
* وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
فالأَوْلَى أن يقصر الخطبة ؛ لأن في تقصير الخطبة فائدتين :
1. ألا يحصل الملل للمستمعين ؛ لأن الخطبة إذا طالت (لا سيما إن كان الخطيب يلقيها إلقاءً عابراً لا يحرك القلوب ، ولا يبعث الهمم ) : فإن الناس يملُّون ، ويتعبون .
2. أن ذلك أوعى للسامع ، أي : أحفظ للسامع ؛ لأنها إذا طالت : أضاع آخرها أولها ، وإذا قصرت : أمكن وعيها ، وحفظها ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" إنّ طُولَ صَلَاة الرَّجُل وقِصَر خُطبَتِه مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِه " ، أي : علامة ، ودليل ، على فقهه ، وأنه يراعي أحوال الناس 
وأحياناً تستدعي الحال التطويل ، فإذا أطال الإنسان أحياناً لاقتضاء الحال ذلك : فإن هذا لا يخرجه عن كونه فقيهاً ؛ وذلك لأن الطول والقصر أمر نسبي وقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يخطب أحياناً بسورة " ق " ، وسورة " ق " مع الترتيل ، والوقوف على كل آية : تستغرق وقتاً طويلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة