السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 19 مارس 2019

أَبُو عُبَيْدة بن الجرَّاح الصحابي الجليل أمين الأمة رضى الله عنه

هو عامر بن عبد الله ابن هلال بن أُهَيب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر ابن مالكٍ
 * يجتمع نسبه مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في فهرٍ، وأمُّه من بني الحارث بن فهرٍ، أسلمت، وقُتِل أبوه كافرًا يوم بدرٍ، ويُقال: إنَّه هو قتله
* وُلد سنة 42 قبل الهجرة 
* كان طويلًا نحيفًا أثرم الثَّنِيَّتين خفيف اللِّحية ، وقيل أن سبب ثرمه أنَّه كان انتزع سهمين من جبهة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم أُحُدٍ بثنيَّتيه فسقطتا 
مناقبه
* أسلم قبل دخول النبي دار الارقم وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة
عن سعيد بن زيد قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :"عشرةٌ في الجنَّةِ : أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ ، وعُمرُ في الجنَّة ، وعليٌّ وعثمانُ والزُّبَيْر وطلحة وعبدُ الرَّحمن وأبو عُبَيْدة وسعدُ بن أبي وقَّاص" . قالَ : فعدَّ هؤلاءِ التِّسعةَ وسَكَتَ عنِ العاشرِ ، فقالَ القومُ : ننشدُكَ اللَّهَ يا أبا الأعورِ منِ العاشرُ ؟ قالَ : نشدتُموني باللَّهِ،"أبو الأعوَرِ في الجنَّةِ" رواه الترمذي  وصححه الألباني
* عَنْ أَنَس بن مالك عنِ النَّبيّ صلَّى الله علَيه وسلَّم قَالَ: "لكلّ أُمَّة أَمِين وأَمِين هذه الأُمّة أَبُو عُبَيْدة بن الجرَّاح" ... متفق عليه
* عن أبي هريرة قال عنِ النَّبيّ صلَّى الله علَيه وسلَّم قَالَ:نِعمَ الرَّجلُ أبو بَكر، نِعمَ الرَّجلُ عُمر، نِعمَ الرَّجلُ أبو عُبَيْدة بن الجرَّاح" ... رواه الترمذي و صححه الألباني
*  آخَى بيْن أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح وبين أبي طَلحة
* شهد بدراً وأُحُد وباقي المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 
* ورد عند القرطبي أن قول الله تعالى :" لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ .." نزل في أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح
قال ابن مسعود : نزلت في أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح ، قتل أباه عبد الله بن الجرَّاح يوم أُحُد وقيل : يوم بدر . وكان الجرَّاح يتصدى لأبي عبيدة وأبو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر قصد إليه أبو عبيدة فقتله ، فأنزل الله حين قتل أباه : " لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .." الآية 
* عن حذيفة بن اليمان قال : جاءَ العاقِبُ والسّيِّد، صاحِبا نَجران، إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدان أن يُلاعِناه، قال: فقال أحَدُهُما لصاحِبه: لا تَفْعَل، فَواللَّه لَئِن كان نَبيًّا فَلاعَنّا لا نُفْلِح نحن، ولا عَقِبُنا مِن بَعْدنا، قالا: إنّا نُعْطِيك ما سَألْتنا، وابعَث معنا رَجُلًا أمِينًا، ولا تَبْعث معنا إلَّا أمِينًا. فقال :"لَأَبعَثَنّ معكُم رَجُلًا أمينًا حَقّ أمِين"، فاستَشرَف له أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: قُم يا أبا عُبَيْدة بن الجرَّاح فلَمَّا قام، قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"هذا أمِينُ هذِه الأُمَّةِ"... رواه البخاري
* عن  أنس بن مالك قال : أنَّ أهلَ اليَمَنِ قدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: ابعَثْ معنا رجُلًا يُعلِّمُنا، فأخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِ أبي عُبَيدةَ بنِ الجرَّاحِ، فأرسَلَه معهم، فقال: هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ... شعيب الأرناؤوط  في تخريج المسند
* أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أبا عبيدة بن الجرّاح  أميراً على   300 مجاهد في غزوة الخبط (سيف البحر) ومن بينهم عمر بن الخطاب ، بعثهم إلى حي من جهينة من المشركين مما يلي ساحل البحر لتتبع عير قريش 
فأصابهم الجوع  فيها بعد أن فنيت أزوادهم فأكلوا الخبط وهو ورق السّلم ثم خرج لهم من البحر  حوتا يقال له العنبر فكفاهم الطعام لمدة 18 يوما ، و  أصابهُم الجوعُ  مرة أخرى قال قيسُ بنُ سعد: من يشتري منِّي تمرًا بجُزُر، يُوْفِّيني الجُزُر ههنا وأوفِّيه التَّمر بالمدينةِ، فجعلَ عمرُ يقول: واعجباهُ لهذا الغلام، لا مالَ له يدينُ فيما لغيرهِ، وأنَّه ابتاعَ خمسَ جزائرَ كل جزورٍ بوسقٍ من تمرٍ، فنحرها لهم في مواطن ثلاثةٍ كلَّ يومٍ جزورًا، فلمَّا كان اليوم الرَّابعُ نهاهُ أميره أبو عُبيدة رضي الله عنه  فقال: أتريدُ أن تخفرَ ذمَّتكَ ولا مالَ لكَ؟ فلمَّا قدمَ قيسٌ لقيه والده سعد بن عباده ، فقال: ما صنعتَ في مجاعةِ القومِ؟ قال: نحرتُ، قال: أصبتَ، قال: ثمَّ ماذا؟ قال: نحرتُ، قال: أصبتَ ، قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيت، قال: ومن نهاكَ؟ قال: أبو عُبيدة أميري، قال: ولم؟ قال: زعمَ أن لا مالَ لي وإنَّما المالُ لأبيكَ، قال: فلكَ أربعُ حوائط أدناها حائطٌ تجدُ منهُ خمسينَ وسقًا ...
فعن جابر بن عبد الله قال: بَعَثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحل ، فأَمَّرَ عَليهِم أَبا عُبَيْدة بن الجرَّاح وهُم ثَلَاث مِئَة وأنا فِيهِم، فخرَجنا حتَّى إِذَا كُنّا ببعض الطَّرِيق ؛ فَنِيَ الزّاد فأَمَر أبو عُبَيْدة بأَزوَاد ذلك الجيش، فجُمِعَ ذلك كُلُّه، فكَان مِزْوَديْ تَمْر فكَان يُقَوّتُنا كُلّ يوم قليلًا قليلًا حتّى فَنِيَ فَلَم يكُن يُصِيبُنا إِلَّا تَمْرة تَمْرة فَقُلت : وما تُغْني تَمْرة؟ فقال: لَقد وجَدنا فَقْدهَا حِين فَنِيَت ، قال : ثُمّ انتهَيْنا إِلى البحر، فإِذَا حُوت مثل الظّرِب فأَكَل منهُ ذلك الجيش ثَمَانِي عَشرة ليلة، ثُمّ أَمر أَبو عُبَيْدة بضِلعَيْن من أَضلَاعه فَنُصِبا ثُمَّ أَمَر بِرَاحِلة فَرُحِلَت، ثُمّ مَرّت تحتهما فلَم تُصِبْهُما ... رواه البخاري
قيل أن هذه الغزوة عام 8 هجرياً وقيل أنها في عام 6 هجريً قبل صلح الحديبية ، ويرجح الأئمة  أنها  كانت في عام 8 هجرياً وكانت لتتبع عير قريش وليس لأخذها وإنما يقطعون طريقها فلا تصل إلى جهينة وهم بالفعل لم يقاتلوا أحداً ومكثوا في مكانهم ما يزيد عن شهر ونصف وعادوا دون إصابة
ذكر ابن حجر في شرح البخاري : يحتمل أن يكون تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم بل لحفظهم من جهينة ، ولهذا لم يقع في شيء من طرق الخبر أنهم قاتلوا أحدا
* عن عَمْرو بنَ عَوف المزني الأنصاريّ  قال: 
أنّ رسول الله صلَّى الله علَيه وسلَّم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجرَّاح إلى البحرَيْن يأتي بجِزيَتِها وكان رسول الله صلَّى الله علَيه وسلَّم هو صَالَح أهل البحرَيْن وأَمَّر عليهم العلَاء بن الحَضرَميّ فقَدِمَ أَبو عُبَيْدة بمَال من البحرَيْن فسمعَت الأَنصار بقُدوم أَبي عُبَيْدة، فوَافت صلاة الصّبْح مع النَّبيّ صلَّى الله علَيه وسلَّم، فلمّا صلَّى بِهم الفَجر انصَرَف، فتَعرّضوا لَه، فتَبَسَّم رسول اللهِ صلَّى الله علَيه وسلَّم حين رَآهُم وقال: أظُنُّكم قَد سَمِعتم أَنّ أَبا عُبَيْدة قد جاء بشيء، قَالُوا: أَجَل يا رسول الله، قال: فَأَبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسُرّكم، فواللَّه لا الفَقر أَخْشى علَيكم، ولكن أَخَشَى علَيكم أَن تُبسَط عليكم الدُّنيا كما بُسِطَت على مَن كان قَبلَكم، فتَنَافسُوها كما تنَافَسُوها وتُهلِككُم كما أَهلَكَتهم ... رواه البخاري
*  شارك أبو عُبيدة بن الجرَّاح مع عَمْرو بن العَاص في سرية ذات السلاسل 
حيث بَعَثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عَمْرو بن العَاص عَلَى سرية ذَاتِ السَّلَاسِل في   ثلاثمئة من سَراةِ المهاجرينَ والأنصارِ ومعهم ثلاثونَ فرسًا، لِمَا ذُكِرَ   أنَّ جمعًا من قضاعةَ تجمَّعُوا وأرادُوا أن يدنُوا من أطرافِ المدينةِ، وأمرهُ أن يستعينَ بمن يمرُّ به من بَلِيٍّ وعُذْرة وبَلقَيْن ، فسارَ اللَّيل وكمَنَ النَّهار، فلمَّا قرُبَ من القومِ بلغهُ أنَّ لهم جمعًا كثيرًا، فبعثَ رافعَ بنَ مَكِيثٍ الجهنيَّ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يستمدُّهُ، فبعثَ إليه أبا عُبيدة بن الجرَّاح في مئتين وعقد له لواء، وبعثَ معه سراةَ المهاجرينَ والأنصارِ، وفيهم أبو بكر وعمر، وأمرهُ أن يلحقَ بعمرو وأن يكونا جميعًا ولا يختلفَا، فلحق بعمرو بن العاص  فأرادَ أبو عُبيدة أن يؤمَّ النَّاس، فقال عَمرو: إنَّما قدمتَ عليَّ مددًا وأنا الأميرُ، فأطاعَ   له بذلك أبو عُبيدة، فكان عمرو يصلِّي بالنَّاس، وسار حتى وطئ بلادَ بَلِيٍّ ودوَّخها   حتى   أتى إلى أقصى بلادِهم وبلادِ عُذْرةَ وبَلْقَيْن، ولقيَ في آخر ذلك جمعًا فحملَ عليهم المسلمون، فهربوا في البلادِ وتفرَّقُوا. 
* لم يتأخر عن ترك الخمر من يده عندما علم بنزول  الوحي بتحريمها
عن أنس بن مالك قال: كُنْتُ أَسْقِي أَبا عُبَيْدة بن الجرَّاح، وأبا طَلحَة، وأُبَيّ بن كَعْب شَرابًا من فَضِيخ وتَمْر، فأتَاهُم آت، فقال: إنّ الخَمْر قد حُرِّمَت، فقال أَبُو طَلْحَة: يا أَنَسُ، قُمْ إلى هذِه الجَرَّة فَاكسِرهَا، فَقُمْت إلى مِهرَاس لَنا فضَرَبتُها بأَسفَلِه حتَّى تَكَسَّرَت... رواه مسلم 
* بعد وفاة النبي صلَّى الله عَليه وسلَّم ذهب أبو عُبَيْدة بن الجرَّاح  وعُمر بن الخطَّاب مع أبي بكر الصِّديق لسقيفة بني ساعدة حيث قدَّمّهم أبو بكر لترشيحهم للخلافة بعد خشيته أن يتفرق المسلمون بعد وفاة النبي صلَّى الله عَليه وسلَّم
عن عبد الله بن عباس قال: حِينَ تَوَفَّى الله نَبِيَّهُ صلَّى الله عَليه وسلَّم أَنّ الأَنْصار خَالَفُونَا واجْتَمَعُوا بأَسرِهم فِي سَقِيفة بَنِي سَاعِدة وخَالَف عنَّا عَلِيّ والزُّبَير ومَن مَعهما واجتَمع المُهَاجِرُون إِلى أَبي بَكر فَقُلت لأَبي بَكر: يا أَبا بَكر انطَلِق بِنا إِلَى إِخوَانِنا هَؤُلاء منَ الأَنصَار ، فَانطَلَقنا نُرِيدهم ، فلمَّا دَنوْنا مِنهم لَقِيَنا رَجُلان صالِحان فذَكَرَا ما تَمَالأ عليه القَوْم  فقَالا: أَين تُريدُون يا مَعْشر المُهَاجرين؟ فقُلنَا: نُرِيد إخوَاننَا هؤلَاء من الأَنصار. فقَالَا: لَا عَلَيكم أَن لا تَقْربُوهُم ، اقْضُوا أَمرَكم ،  فقُلتُ: والله لنَأتِيَنّهم، فانطَلَقنا حتَّى أَتَيناهم فِي سَقِيفة بَني ساعِدَة، فإِذَا رَجُل مُزَمَّل بيْن ظَهرانَيهم ،فقُلتُ: مَن هذَا؟ فقَالُوا  : هذَا سَعْد بن عُبَادة، فقُلتُ: ما لَهُ؟ قالُوا: يُوعَك ، فلمَّا جلَسنا قليلًا تَشَهَّد خَطِيبهم فأَثنَى عَلَى الله بمَا هُو أهلُه، ثُمّ قال: أمَّا بَعد فنَحنُ أَنْصَار الله وكَتِيبة الإِسلَام وأَنتُم معشَر المُهَاجِرين رَهْط وقدْ دَفَّتْ دَافَّة مِن قَومِكُم فإِذَا هُم يُرِيدون أَن يَختَزلُونا مِن أَصلِنا، وأَن يَحضُنُونا مِن الأَمر فلَمَّا سَكَت ، أَرَدتُ أَن أَتكلَّم وكُنتُ زَوَّرت مَقَالة أَعجَبَتني أُريد أُقَدِّمها بيْن يَدَي أبي بَكر، وكُنت أُدَاري مِنه بَعض الحَدّ فلمَّا أَرَدْت أَن أتَكَلّم ، قال أَبُو بَكر عَلَى رِسْلِك فكَرِهْت أَن أُغْضِبه ،فتَكلَّم أَبُو بَكر فكان هو أحلم منِّي وأَوقَر ،والله ما تَرَك مِن كلمة أَعجَبَتني في تَزْوِيري إِلَّا قال فِي بَدِيهته مثلَهَا أَو أفضَل منها حتَّى سَكَت فقال: ما ذَكَرتُم فِيكُم من خَير فأَنتُم لَه أَهْل ولَن يُعرَف هذَا الأَمْر إِلَّا لهذَا الحَيِّ مِن قُرَيش، هُم أوْسَط العَرَب نَسَبًا ودَارًا، وقَد رَضِيتُ لكُم أَحَد هذَيْن الرّجُلَيْن، فبَايِعُوا أَيَّهُما شِئتُم فأَخَذ بِيَدي وبِيَد أَبي عُبَيْدة بن الجَرَّاح وهوَ جَالِس بَيْننا، فلَم أكرَه ممَّا قال غَيْرهَا، كان والله أَن أُقَدّم فتُضرَب عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذلك من إِثْم أحَبّ إِلَيّ مِن أَن أَتَأَمَّر عَلَى قوم فِيهِم أَبُو بكر اللَّهمّ إِلَّا أَن تُسوِّل إِلَيّ نَفسِي عند الموت شيئًا لَا أجِدُه الآن. فقال قَائِل الأَنصار أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكّك وعُذَيْقُها المُرَجّب مِنَّا أَمِير، ومِنكُم أَمِير يا معشر قُريش، فكَثُر اللَّغَط وارتفَعَت الأصوَات حتَّى فَرِقْت مِن الاخْتلَاف. فَقُلْتُ: ابْسُط يَدَك يا أَبا بكر فبَسَط يَدَه فبَايَعْتُه، وبَايَعَه المُهَاجِرُون، ثُمَّ بايَعَتْه الأَنْصار ونَزَوْنَا عَلَى سَعد بن عُبَادة، فقال قَائِل مِنهم قَتَلتُم سَعْد بن عُبَادة فقُلْتُ: قَتَل الله سَعْد بن عُبَادة ،قال عُمَر وإنَّا وَالله ما وجَدنَا فيما حَضَرنا مِن أَمْر أَقْوَى مِن مُبَايَعة أَبي بَكر خَشِينا إِن فَارَقْنا القَوم ولَمْ تَكُن بَيْعَة أَن يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنهُم بَعْدَنا، فإِمَّا بايَعناهُم عَلَى ما لَا نَرْضَى، وإِمَّا نُخَالِفُهم فَيَكُون فَسَاد فَمَن بَايَع رَجُلًا عَلَى غَير مَشُورة من المُسلمين فَلا يُتَابَع هُو ولَا الَّذي بَايَعهُ تَغِرَّة أَنْ يُقْتَلَا ... رواه البخاري 
* وقد روى ابن سعدٍ بإسنادٍ مرسَلٍ رجاله ثقاتٌ قال: لما استُخلِف أبو بكرٍ أصبح غاديًا إلى السُّوق على رأسه أثوابٌ يتَّجر بها ، فلقيه عمر بن الخطَّاب وأبو عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنهما، فقالا: كيف تصنع هذا وقد وُلِّيت أمر المسلمين؟ قال: فمن أين أُطعم عيالي؟ قالوا: نفرض لك، ففرضوا له كلَّ يوم شطر شاةٍ ... فتح الباري لابن حجر العسقلاني 
* شارك أبو عُبيدة بن الجرَّاح في حروب الردة 
* عندما فرغ الصِّديق من حرب أهل الرِّدة ، وحرب مسيلمة الكذاب ، جهَّز أمراء الأجناد لفتح الشام فكان ابو عُبيدة بن الجرَّاح من أمراء الجيوش وفي الطليعة دائما 
* كان أبو بكر قد استعمل أبا عُبَيْدة بن الجرَّاح وأَمَّره بحمص ، وسار أبو عبيدة على باب من البلقاء فقاتله أهله ثم صالحوه ، فكان أول صلح في الشام
بدأت معركة اليرموك والتي كانت بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه ضد الامبراطورية الرومانية  وقد تُوفِّي أبوبكر الصِّديق  رضي الله عنه  وتولَّى الخلافة بعده عُمَر رضي الله عنه  ، فولَّى عُمر قيادة جيش اليرموك لأبي  عُبَيْدة بن الجرَّاح  وعزل خالد 
وصل خطاب عُمر  الى أبى  عُبَيْدة بن الجرَّاح فأخفاه حتى انتهت المعركة فعند ذلك أظهر التقليد ؛ ليعقد  الصلح للروم ، فسأله خالد : يرحمك الله أبا عُبَيْدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟
فأجاب أبو عُبَيْدة :إني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة   وأصبح أبو عُبَيْدة أمير الأمراء بالشام 
* انتهى أمر الرُّوم نهائيا بعد حروب عدة انتصر فيها المسلمون تحت قيادة أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح وأُمراء جيشه ، فسجَّل لهم التاريخ انتصارهم في اليرموك واجنادين وفحل وفتح دمشق وبيسان وطبرية وحمص وحماة ومعرة النعمان واللاذقية و أنطرطوس وقنسرين وحلب وأنطاكية وبيت المقدس والتي أتى إليها عُمر بن الخطّاب بنفسه لعقد الصلح عام 15  هجريا
* عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري قال :كَتبَ عمرُ رضي اللَّهُ عنه إلى أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح : أن علِّموا غِلمانَكُمُ العومَ ، ومقاتلتَكُمُ الرَّميَ ، فَكانوا يختَلِفونَ إلى الأغراضِ ، فجاءَ سَهْمٌ غربٌ إلى غلام فقتلَه ، فلم يوجَد لَهُ أصل ، وكانَ في حِجرِ خالٍ لَهُ ، فَكَتبَ فيهِ أبو عُبَيْدة إلى عُمرَ رضي اللَّهُ عنهُ إلى من أدفعُ عقلَهُ ؟ فَكَتبَ إليهِ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ : "اللَّهُ ورسولُهُ مَولى مَن لا مَولى لَهُ ، والخالُ وارِثُ مَن لا وارِثَ لَهُ" ... مسند أحمد
وفاته 
* تُوفِّي أبو عبيدة وهو أميرٌ على الشَّام من قِبَل عمر بالطَّاعون عام 18 هجريا، 
فقد حلّ الطاعون بعمواس  وكان ابو عُبَيْدة بن الجرَّاح أمير الجند هناك ، فخشي عليه عمر من الطاعون ، فكتب إليه يريد أن يخلصه منه ويستعجله في الرجوع إليه
 وفَهِمَ أبو عُبَيْدة بن الجرَّاح  مقصد عُمَر وأنه يريد أن ينقذه من الطاعون ، فكتب إلى عُمَر معتذراً عن عدم الحضور إليه وقال : إنما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم ، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين
ولما وصل الخطاب إلى عُمَر بكى ، فسأله من حوله : هل مات أبو عُبَيْدة ؟ ، فقال : كأن قد (أي أنه إذا لم يكن قد مات بعد ، وإلا فهو صائر إلى الموت)
* وقد تُوفِّي في طاعون عمواس مايزيد عن عشرين ألفاً من الجُند  من بينهم أبو عُبَيْدة بن الجرَّاح ومُعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان  والحارث بن هشام أخو أبي جهل( وقد أسلم بعد الفتح) وسهيل بن عمرو 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة