السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 3 يناير 2022

كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ ... فما هي المُجَاهَرَة ؟

ما هي  المُجَاهَرَة؟
عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم    : "كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه" رواه  البخاري .
نأتي الذَّنب في البداية و  نستصغره  ونستهين بالتوبة عنه و ننساه ونأتي بغيره  وننساه فنُصدِّق أنفسنا أننا على الطريق الصحيح ، فتكثر الذنوب وتثقل فيزيد الأمر وتقوى علينا شَوكة المَعَاصي
وعندما تقوى ارادة المعصية  وتتغلب على صاحبها فتجعله رافضاً لكل طاعة لله قد تُعطِّل عليه تلك المعصية ، مُطفِئاً لكل بَاِرقة نور يظن أنها ستُضَيِّع عليه لذَّة المعصية الزائفة ، فعندها تبدأ ارادة التوبة  في الفتور وتختفي  شيئا فشيئا فتنسحب من القلب ، فلا وجود لتأنيب الضمير، ويموت كل صوت يحاول ايقاف المعصية ، فتنهزم  ارادة التوبة فتخرج  تماماً من القلب تاركة صاحبها غارقاً مُتلذِّذاً بمعاصيه  ولم يعد للقلب ما يُصلحه فتصبح المعاصي والذنوب عادات تلقائية حتى أنه لم يعد يخجل من   نفسه عند رؤية الناس له على معصيته ، بل قد  يصل به الأمر  للافتخار  بالمعصية ، ويُحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها ، فيقول : يا فلان عملت كذا وكذا! ...
والمُجَاهرة  هذه أعظم أمراض القلوب التي غالباً ما تسد على العَاِصي باب التوبة فهي دليل على احتضار قلبه ، أما مساوئ المُجَاهرة على  أفراد المجتمع فهي دعوة لتفشي المعاصي بين أفراده لأن كل ضعيف  نفس سيقلد الذنب بمجاهرته ليدخل دائرة المنافسة في المعصية ، فيكون خَرَاباً على المجتمع مما يُعجِّل بنزول عقاب الله عليه والأمثلة  كثيرة من تاريخنا عن أقوام أهلكهم الله عند تفشي المعاصي فيهم:
فقد غرق  أهل الأرض كلهم في الطوفان ولم ينج منهم إلا من كان صالِحاً مع سيدنا نوح في  سفينته
والريح التي أهلكت قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض ، كأنهم أعجاز نخل خاوية
والصيحة التي أُرْسِلَت على قوم ثمود ، وما توا عن آخرهم؟
وقرية سيدنا لوط والتي انقلب عاليها سافلها، و أمطرت السماء عليهم الحجارة فأهلكهم الله جميعا أيضا بذنوبهم
و قوم شعيب  إذ أرسل اله عليهم سحاب العذاب كالظُّلَل ، فلما صارفوق رؤوسهم أمطر  عليهم ناراً
و فرعون وقومه أغرقهم الله في البحر،  وقارون الذي خُسِفَ به  وبداره وماله
ولا ننسى أن إبليس سيِّد المعاصي وهوالوسوَاس الخنَّاس ،  طُرِدَ ولُعِنَ ، بسبب معصيته لله
وهكذا فالتاريخ يشهد أن زيادة المعاصي وتفشِّيها ومُجَاهَرَتها  تُنَبِّئ بقُرْب حلول العقاب ، فالله يعلم ويرصد ويُمهل ولا يُهمل ،   فلا مفر من عقاب الله  على ما فعلناه إلا بالرجوع إليه قبل فوات الأوان ونكون ضمن من عفا عنهم، يقول الله تعالى "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"
وفي السُّنة:
فعن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فَزِعاً مُحْمَرًّا وجهه يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترَبَ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ـ وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ـ قالت: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث"... متفق عليه.
وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا ظَهَرت المَعَاصي في أُمَّتي عمَّهُم الله عزّ وجلّ بعذابٍ مِن عِنده". فقلت: يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون. قال: "بَلَى". قالت: فكيف يصنع أولئك؟ قال: "يُصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مَغْفِرة من الله ورِضوَان". رواه أحمد، وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"مَا مِن قوم يُعمل فِيهم بالمَعَاصِي هم أعزَّ مِنهم وأَمْنَع لا يُغيرون إلّا عمَّهُم الله بعِقَاب". رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني
فلم لا نقف و نحاسب أنفسنا ،  فندرك خطر الذَّنْب فنعود لله بالتوبة  ربما أنقذناها من الوقوع في غيره ، لماذا نتركها لتزيد علينا ،فتصبح كالسُّم الذي يسري في الجسد  فتهلكه إن لم تسعفه بالترياق، كذلك ذنوبنا تهلكنا في الدنيا والآخرة  إن لم نعالجها بالتوبة والاخلاص في العودة الى طريق الله 
اللهم اهدنا فيمن هديت 
وعافنا فيمن عافيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة