اتفق العلماء على ان هاروت وماروت من ملائكة السماء وقد أرسلهم الله ليوضحوا للناس حقيقة سحر الشياطين الذى يستخدمه اليهود للتاثير على الناس والتسلط عليهم تاركين الكتب السماوية وتعاليم الله
فاستغل الآخرون هذا التعليم والايضاح ليسلكوا مسلك السحرة وليس الاتعاظ وكشف كذب سحرة الشياطين
وفي هذا دليل على أن السحر حقيقة ، وأنه لا يضر ولا ينفع إلا بإذن الله مهما كان نوعه
ولكن اختلف العلماء فى قصتهما على الارض لكثرة الاسرائليات عنها ولكن القصة القادمة هى التى تكررت فى اغلب التفاسير وايضا رواها ابن حبان والامام احمد فى حديث مرفوع ولكن بعض العلماء ضعفوه وسيأتى رد العلماء عليها
القصة من تفسير الطبرى هى:
عن ابن عباس قال: إن الله أفرج السماء لملائكته ينظرون إلى أعمال بني آدم ، فلما أبصروهم يعملون الخطايا قالوا:"يا رب، هؤلاء بنو آدم الذي خلقته بيدك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته أسماء كل شيء، يعملون بالخطايا!"
قال :" أما إنكم لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم "قالوا : سبحانك ما كان ينبغي لنا!
قال : فأُمِروا أن يختاروا من يهبط إلى الأرض، فاختاروا هاروت وماروت . فأُهبِطا إلى الأرض ، وأحل لهما ما فيها من شيء ، غير أن لا يشركا بالله شيئا ولا يسرقا ، ولا يزنيا ، ولا يشربا الخمر ، ولا يقتلا النفس التي حرم الله إلا بالحق
ويقول ابن عباس: فما استمرا حتى عرض لهما امرأة قد قسم لها نصف الحسن ، يقال لها : " بيذخت " فلما أبصراها أرادا بها زنا ، فقالت : لا إلا أن تشركا بالله ، وتشربا الخمر ، وتقتلا النفس ، وتسجدا لهذا الصنم! فقالا : ما كنا لنشرك بالله شيئا! فقال أحدهما للآخر : ارجع إليها . فقالت : لا إلا أن تشربا الخمر،فشربا حتى ثملا ودخل عليهما سائل فقتلاه
فلما وقعا فيما وقع من الشر ، أفرج الله السماء لملائكته ، فقالوا: سبحانك! كنت أعلم! فأوحى الله أن يخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا ، فكبلا من أكعبهما إلى أعناقهما بمثل أعناق البخت، وجُعِلا ببابل
رد العلماء على هذه القصة
يرجع العلماء مآخذهم على هذه القصة على ما ثبت من عصمة الملائكة ، دون استثناء فى قوله تعالى : " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ " الأنبياء
فقصة وقوع الملكين فى الذنب مرفوضة ولا يمكن الخوض فيها لأنه لا دليل عليه مؤكد من السنةعن السحر المشار اليه فى الآية :
سحران : سحر تُعلِّمه الشياطين ، وسحر يُعلِّمه هاروت وماروت لتوضيح السوء والشر في سحر الشياطين محذرين الناس من العمل به ويقولان لمن يتعلم ذلك منهما:" إنما نحن فتنة فلا تكفر"
فالله عز وجل عرَّف عباده جميع ما أمرهم به وجميع ما نهاهم عنه، ثم أمرهم ونهاهم بعد العلم منهم بما يؤمرون به وينهون عنه فالسحر مما قد نهى عباده من بني آدم عنه ،ليختبر بهما عباده الذين نهاهم عن السحر ، فيظهر المؤمن بتركه التعلم منهما، ويخزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة