
* وهبه آدم عليه السلام 40 عاما من عمره
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : لمَّا نزلت آيةُ الدَّينِ ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم :" إنَّ أوَّل مَن جحدَ آدمُ ، عليه السَّلام ، أنَّ اللَّهَ لمَّا خلقَ آدمَ ، مسحَ ظَهْرَهُ فأخرج منهُ ما هوَ ذارئٌ إلى يومِ القيامةِ ، فجعلَ يعرضُ ذرِّيَّتَهُ عليهِ ، فرأى فيهم رجُلًا يزهر ، فقالَ : أي ربِّ ، مَن هذا ؟ قالَ : هوَ ابنُكَ داودُ ، قالَ : أي ربِّ ، كم عمرُهُ ؟ قالَ : ستُّونَ عامًا ، قالَ : ربِّ زد في عمرِهِ ، قالَ : لا إلَّا أن أزيدَه من عمرِكَ . وَكانَ عمرُ آدمَ ألفَ سنةٍ ، فزادَهُ أربعينَ ، فَكَتبَ عليهِ بذلِكَ كتابًا وأشهدَ عليهِ الملائِكَةَ ، فلمَّا احتُضِرَ آدمُ وأتتهُ الملائِكَةُ قالَ : إنَّهُ قد بقيَ من عُمُري أربعونَ عامًا ، فقيلَ لَهُ : إنَّكَ قد وَهَبتَها لابنِكَ داودَ . قالَ : ما فَعلتُ . فأبرزَ اللَّهُ عليهِ الكتابَ ، وأشهَدَ عليهِ الملائِكَةَ " ... عمدة التفسير لأحمد شاكر
* هو الذي تَقَدَّم من جيش طالوت القليل العدد ، وقتل جالوت مَلِك الجبابرة ،" فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ "، فكان ذلك بداية الفتح من الله على داود ، فأحَبَّتَه بنو إسرائيل ومَالُوا إليه وإلى مُلكه عليهم ، فتَرَكه طالُوت وصار المُلك إلى داود عليه السلام
* يقول تعالى : " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ "
وقد كان داود ، عليه السلام ، هو المقتدى به في ذلك الزمان ، في العَدْل وكثرة العبادة وأنواع القُرُبَات فكان خير مثال للإمام العادل الحكيم المؤمن ، حتَّى إنَّه كان لا تمضي ساعة من آناء الليل وأطراف النهار إلَّا وأهل بيته في عبادة لَيْلا ونَهاراً ، كما قال تعالى :" اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "سبأ .
** آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ
جمع الله له بين المُلك والنُبوّة وقد كان سَابقا : المُلك يكون في سبط ، والنُبوَّة في سبط آخر ، فاجتمعا في داود كما قال تعالى : " وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ "سورة البقرة ، أي : لولا إقامة المُلوك حكَّاما على الناس لأَكَل قويّ الناس ضَعيفهم
* قال تعالى :" وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" ، قوله تعالى :" وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ "
ربنا سبحانه وتعالى أعطى داود مزية أن الجبال تسبِّح معه ، ومع ذلك فالجبال لا تسبِّح مع داود وحده ، ولكنها تسبِّح مع غيره أيضاً ، ولكن الميزة : أن داود كان تسبيحه يوافق تسبيحها ... قصص الأنبياء للشعراوي
** داود عليه السلام يأْكُل مِنْ عَمَل يَدَيْه
كان عمل داود عليه السلام الذي يساعده في العيْش هو صناعة الدروع من الحديد
قال تعالى : " وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"سبأ
وقال تعالى : " وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ "الأنبياء
[ وهبه الله القدرة على تشكيل الحديد كيفما شاء ، يصنع منها دروعاً ذات نسيج معين تتيح لمن يرتديها الحماية وهو يقاتل وهي صنعة علمه الله تعالى إياها ] ... قصص الأنبياء للشعراوي
* وكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها
عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ "... رواه البخاري
** أُعطِيَ قوة في العبادة
وقال تعالى : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ، وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ " سورة ص
ويقول ابن عباس ومجاهد : أن الله سَخَّر الجِبال مَعَه يُسبِّحْن عند آخر النهار وأوَّله ; فقد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أَحَدًا ، بحيث إنه كان إذا تَرَنَّم بقراءة كتابه ، يقف الطير في الهواء ، يرجع بترجِيعه ويسبح بتسبيحه ، وكذلك الجبال تُجيبه ، وتسبح معه ، كلما سبَّح بُكرَة وعشيًّا
فَقَد أُعطي داود من حُسن الصوت ما لم يُعْط أَحَد قط
* عن أبي موسى الأشعري قال : قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : " يا أبا موسى ، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" ... رواه البخاري
* أعطاه الله القدرة على قراءة الزبور مع التدبر والترنم بمقدار ما تسرج الدواب
فعن همَّام بن مُنبّه ، عن أبي هريْرة قال : قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : " خُفِّفَ عَلَى داود القُرآن ، فكان يأْمُر بدَوَابّه فتُسْرَج ، فيَقْرأ القُرْآن قَبْل أنْ تُسْرَج ، وكان لا يأْكُل إِلَا مِنْ عَمَل يَدَيْه " ... رواه البخاري
والمراد بالقرآن هاهنا الزبور الذي أنزله الله عليه وأوحاه إليه ، فكان يقرأ الزبور بمقدار ما تسرج الدواب ، وهذا أمر سريع مع التدبر والترنم والتغني به على وجه التخَشُّع ، صلوات الله وسلامه عليه
* قال ابن عباس ، يعني أنه ذا قوة في العبادة والعمل الصالح ُ فكان يقوم الليل ويصوم نصف الدَّهر
فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ، وأَحَبُّ الصَّلَاة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام ، كان يَرْقُدُ شَطْرَ اللَّيْل ، ثُمَّ يَقُومُ ، ثُمَّ يَرْقُدُ آخِرَهُ ، يَقُوم ثُلُثَ اللَّيْل بَعْدَ شَطْرِه " ، قال: قُلتُ لعَمْرِو بن دِينار: أعَمْرُو بن أَوْس كان يقول : يَقُوم ثُلُث اللَّيْل بَعْد شَطْره؟ قال: نَعَم ".. رواه مسلم
** من دعاء داود عليه السلام
* عن كعب الأحبًار قال : أن داود عليه السلام كان أوّل ما فرغ من صلاته قال : اللهم أصلح لي ديني التي جعلته عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي جعلت فيها معادي اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك الخ , قال كعب : وحدثني صهيب أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصرف هذا الدعاء من صلاته ... الفتوحات الربانية لابن حجر العسقلاني
** داود عليه السلام بين القضاء والعبادة
قال تعالى: " وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ "
روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، أن رَجُلين تداعيا إلى داود (عليه السلام ) في بَقَر ، ادَّعى أَحَدُهما على الآخر أنه اغتصبها مِنْه ، فَأنْكَر المُدّعى عليه ، فأرجأ أمرهما إلي الليل ، فلما كان الليل ، أوحى الله إليه أن يقتل المُدعي ، فلما أصبح قال له داود : إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك ، فأنا قاتلك لا محالة فما خبرك فيما ادعيته على هذا ؟ قال : والله يا نبي الله إني لمُحِقّ فيما ادَّعَيْت عليه ، ولكني كنت اغْتَلْتُ أباه قبل هذا فقتلته . فأمر به داود فقُتل ; فعظم أمر داود في بني إسرائيل جدا ، وخضعوا له خضوعا عظيما . قال ابن عباس : فهو قوله تعالى : "وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ " وقوله تعالى : " وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ "، أي النبوة ، وفَصل الخطاب هو إصابة القضاء وفِهْمه والحكم بين الناس ... قصص الأنبياء لابن كثير
* قال تعالى : " وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ، إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ، إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ، قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ، فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ "
في تلك القصة أقاويل كثيرة مكذوبة ومذكورة في التفاسير ولكن معظمها لاتصح ولا تليق بأنبياء الله فهي من الاسرائيليات ومن المؤكد أن ليس لها سند من الصحة ، فيقول ابن كثير في قصص الأنبياء :[ وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هاهنا قصصا وأخبارا أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة ، تركنا إيرادها في كتابنا قصدا اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم ]
أما الإمام الشعراوي رحمه الله فقد أورد في تفسيره أفضل ما قيل في تلك القصة ما مُلخصه : أن الأمور التي استغفر منها نبي الله داود عليه السلام وخر ساجدا لله هي أمور ثلاثة:
الأول: أنه فزع من دخولهما عيه وهو في عبادته في محرابه ، بمعنى كيف يفزع وهو في معية الله ؟
والثاني أنه أصدر الحكم قبل أن يستمع للطرف الآخر فإتَّهم أحدهما بالظلم دون سماع الآخر
والثالث : أنه أدخل في الحكم حيثية ليس لها علاقة بالحكم ، والحيثية هي لأن لديه 99 نعجة ، فهل إن كان له أقل من ذلك يحق له أن يأخذ نعجة أخيه
* وقد اقتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبي الله داود فسجد سجدة التلاوة لسجود داود في قوله تعالى " فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ "
عن مجاهد (في سؤاله عن سجدةٍ في ص) قال: سألتُ ابن عَبَّاس: مِن أيْن سَجَدْت؟ فقال: أوَما تقرأ: "وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وسُلَيْمَانَ". "أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ" فكان داوُد مِمَّن أُمِرَ نبِيُّكُم صلَّى الله عليه وسلَّم أن يَقْتَدي به، فسَجَدَها داود عليه السّلام، فسَجَدَها رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ... رواه البخاري
** القضاء بين داود وسليمان عليهما السلام
* قضية الغَنَم التي نَفَشَتْ في الْحَرْثِ
قصة هؤلاء القوم أنه كان لهم بستان فدخلت فيه غَنَم قوم آخرين ، فأكلت شجره بالكلية ، فتحاكموا إلى داود عليه السلام ، فحَكَم لأصحَاب البُستانِ بقِيمَتِه ، فلمَّا خَرجُوا على سُليمان قال : بما حَكَم لكُم نبي الله ؟ فقالوا : بكذا وكذا . فقال : أما لو كنت أنا لما حكمت إلا بتسليم الغَنَم إلَى أصحَاب البُستان ، فيستغلونها نتَاجاً ودرًّا حتى يصلح أصحاب الغَنَم بستان أولئك ويرُدُّوه إلى ما كان عليه ، ثم يتسلموا أغنامهم . فبلغ داود عليه السلام ، ذلك فحَكَم به ، فأثني الله تعالى عليهما في قوله :" وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ، فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا "
* قضية المرأتيْنقصة هؤلاء القوم أنه كان لهم بستان فدخلت فيه غَنَم قوم آخرين ، فأكلت شجره بالكلية ، فتحاكموا إلى داود عليه السلام ، فحَكَم لأصحَاب البُستانِ بقِيمَتِه ، فلمَّا خَرجُوا على سُليمان قال : بما حَكَم لكُم نبي الله ؟ فقالوا : بكذا وكذا . فقال : أما لو كنت أنا لما حكمت إلا بتسليم الغَنَم إلَى أصحَاب البُستان ، فيستغلونها نتَاجاً ودرًّا حتى يصلح أصحاب الغَنَم بستان أولئك ويرُدُّوه إلى ما كان عليه ، ثم يتسلموا أغنامهم . فبلغ داود عليه السلام ، ذلك فحَكَم به ، فأثني الله تعالى عليهما في قوله :" وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ، فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا "
وقضية أخري ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم عن حكم النبييْن داود وسليمان وهى ما ثبتت في " الصحيحين في أبواب الأقضية"
* عن ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" بينما امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذَهَب بِإبْنِ إحدَاهما فقالت هذه لصَاحِبتها إنما ذَهَب بِابْنك أنت وقالت الأُخرى إنَّما ذَهَب بابنك فتَحَاكَمتا إلَى داود فقضَى به للكُبرى فخَرَجَتا على سُليمان بن دَاود عليهما السَّلام فَأخْبَرَتاه فقال ائتُونِي بالسِّكِين أشُقَّه بَيْنكما فقَالت الصُّغرى : لا ، يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصُّغرى" قال : قال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ ، ما كنا نقول إلا المدية ... رواه مسلم** وفاته
* وأمَّا وَفَاته عليه السلام ، فقال الإمام أحمد في " مسنده " : حدثنا قتيبة ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان داود النبي فيه غيرة شديدة ، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب ، فلم يدخل على أهله أَحَد حتى يرجع ، قال : فخرج ذات يوم وغلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار ، فإذا رجل قائم وسط الدار ، فقالت لمَن في البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ والله لتفتضحن بداود . فجاء داود ، فإذا الرجل قائم وسط الدار ، فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني شيء ، فقال داود : أنت والله ملك الموت ، فمرحبا بأمر الله . فرمل داود مكانه حيث قُبِضَت رُوحه ، حتى فرغ من شأنه ، وطلعت عليه الشمس ، فقال سليمان للطير : أظلي على داود . فأظلته الطير حتى أظلمت عليهما الأرض ، فقال لها سليمان : اقبضي جناحا جناحا " قال أبو هريرة : يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وغلبت عليه يومئذ المضرحية " ... البداية والنهاية لابن كثير وقال إسناده جيد قوي ; رجاله ثقات
ومعنى قوله : وغلبت عليه يومئذ المضرحية أي : وغلبت على التظليل عليه المضرحية ، وهي الصُّقور الطُّوال الأجنحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة