السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 7 يونيو 2015

سليمان عليه السلام والصافنات الجياد

* قصة الصافنات الجياد
قال تعالى في سورة ص : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ، رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ  "
الخيل الصافنات : وهي الخيل التي تقف على ثلاث أرجل وطرف حافر الرابعة ، و الجياد : هى المضمرة السراع
وكان سليمان عليه السلام يستعرضهم دائما لأنهم عتَاده في الحرب والجهاد وفى هذا اليوم شَغَله الأَمر حتَّي غربت الشمس " فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ "
والتي تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ : قيل الشمس ، وقيل الخيل  " رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ " ؛ قيل : مسح عراقيبها وأعناقها بالسيوف . وقيل : مسح عنها العرق لما أجراها وسابق بينها وبين يديه ، على القول الآخر .
والذي عليه أكثر المفسرين والسلف : أنه اشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس  ، فهو لم يترك الصلاة عمدا من غير عذر ، فأراد التخلص من سبب الانشغال عن ذكر الله 
وقد قيل : إنها كانت خيلا عظيمة ; قيل : كانت عشرة آلاف فَرَس . وقيل : عشرين ألف فَرَس . وقيل : كان فيها عشرون فَرَساً من ذوات الأجنحة 
فان تركها لتذهب لحالها قد يأخذها عَدُوُّه للانقلاب بها عليه لذا أتي عليها ذبحا بالسوق والأعناق 
* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، من غزوةِ تبوكٍ (أو خيبرٍ ) وفي سهوتِها سترٌ ، فهَبَّتْ ريحٌ، فكَشَفَتْ ناحيةَ السِّتْرِ ، عن بناتٍ لعائشةَ ( لَعِبٌ ) فقال :" ما هذا يا عائشةُ ؟ " ، قالت : بناتي ! ورأى بينَهُنَّ فرسًا له جَناحانٍ مِن رِقاعٍ ، فقال : "ما هذا الذي أرى وَسَطَهُنَّ ؟" ، قالت : فَرَسٌ ، قال :" وما هذا الذي عليه ؟"، قالت : جَناحان . قال :" فرسٌ له جَناحانِ ؟" ، قالت : أما سَمِعْتَ أن لسليمانَ خيلًا لها أجنحةً ؟ قالت : فضَحِكَ حتى رَأَيْتُ نواجذَه!... صحيح أبي داود للألباني
** أمر الله سليمان ببناء بيت المقدس
غاب سليمان عليه السلام عن عرشه أربعين يوما ، ثم عاد إليه ، ولما عاد ، جاء أمر الله ببناء بيت المقدس ، فبناه بناءاً مُحكَماً 
وقد كان  بيت المقدس مبنيا سابقا  منذ بناه سيدنا يعقوب عليه السلام أما سليمان فقد جدده 
* وفي سنة أربع من مُلكه ابتدأ ببناء بيت المقدس 
* عن أبي ذر الغفاريقُلت: يا رسول اللَّه، أيُّ مَسجد وُضِعَ أَوَّل؟ قال: " المَسْجِد الحَرَام "، قُلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قال: " ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى " ، قُلت: كَمْ كان بيْنهُما ؟ قال:" أَرْبَعُونَ " ، ثُمّ قال: " حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصّلاةُ فَصَلِّ، والأرض لكَ مَسْجِدٌ " ... رواه البخاري
وقد أتم سيدنا سليمان بناء بيت المقدس  ثم سأل الله الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده 
عن عبد الله بن عمرو بن العاص  ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن سليمان بن داود عليه السلام  سأل الله ثلاثا ، فأعطاه اثنتيْن ، ونحن نرجو أن تكون له الثالثة ; سأله حُكماً يصادف حُكمَه ، فَأعطاه إياه ، وسأله مُلكاً لا ينبغي لأَحَدٍ مِن بَعده ، فأعطَاه إيَّاه ، وسأله أيَّما رَجُل خرج من بيته لا يُريد إلَّا الصَّلاة فِي هذا المسجد خَرَج من خَطِيئته مِثْل يوم ولدته أمه ، فنحن نرجو أن يكون الله عز وجل قد أعطاه إيَّاه " ... مسند أحمد لأحمد شاكر  
والمسجد المُشار إليه هو  المسجد الأقصى 
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنى بيتَ المقدسِ سألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ خلالًا ثلاثةً سألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حُكمًا يصادِفُ حُكمَهُ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حينَ فرغَ من بناءِ المسجدِ أن لا يأتيَهُ أحدٌ لا ينهزُهُ إلَّا الصَّلاةُ فيهِ أن يخرجَهُ من خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ " ... صحيح النسائي للألباني
** تسخير الريح لسليمان
قال تعالي  في سورة  ص  :فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ، وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ، هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ "
لما تَرَك سليمان الخيل ابتغاء وجه الله عوَّضَه الله منها الرِّيح ، التي هي أسرع سيرا وأقوى وأعظم  ، تجري بأمره رخاء حيث أراد من أي البلاد ، كان له بساط مركب من أخشاب ، بحيث إنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال والأثقال والرجال من الأنس والجان ، وغير ذلك من الحيوانات والطيور ، فإذا أراد سَفَرًا أو مُستَنْزَهاً ، أو قِتَال ملك أو أعداء من أي بلاد الله شاء ، فإذا حمل هذه الأمور المذكورة على البساط ، أمر الريح فدخلت تَحْته فرفعته ، فإذا استقل  بين السماء والأرض أمر الرّخاء فسارت به ، فإن أراد أسرع من ذلك أمر العاصفة فحملته أسرع ما يكون ، فوضعته في أي مكان شاء ، بحيث إنه كان يرتحل في أول النهار من بيت المقدس ، فتغدو به الريح فتضعه بإصطخر ، مسيرة شهر ، فيقيم هناك إلى آخر النهار ، ثم يروح من آخره ، فترده إلى بيت المقدس ، كما قال تعالى :" وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ "  ... قصص الأنبياء لابن كثير
* وقال الحسن البصري : كان يغدو من دمشق ، فينزل بإصطخر فيتغدى بها ، ويذهب رائحا منها فيبيت بكابل ، وبين دمشق وبين إصطخر مسيرة شهر ، وبين إصطخر وكابل مسيرة شهر و إصطخر التي بنتها الجان لسليمان وكان فيها قرار مملكة الترك قديما ، وكذلك غيرها من بلدان شتى; كتدمر ، وبيت المقدس ، وباب جيرون ، وباب البريد ، الذين بدمشق ، على أحد الأقوال  ... قصص الأنبياء لابن كثير
** سليمان ينسى الإستثناء في إحدي مرات طوافه على زوجاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قالَ سُلَيْمانُ بنُ داوُدَ عليهما السَّلامُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى مِئَةِ امْرَأَةٍ، أوْ تِسْعٍ وتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ، يَأْتي بفارِسٍ يُجاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ، فقالَ له صاحِبُهُ: إنْ شاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ إنْ شاءَ اللَّهُ ، فَلَمْ يَحْمِلْ منهنَّ إلَّا امْرَأَةٌ واحِدَةٌ، جاءَتْ بشِقِّ رَجُلٍ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو قالَ: إنْ شاءَ اللَّهُ، لَجاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ، فُرْسانًا أجْمَعُونَ " ... رواه البخاري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة