السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

السبت، 15 سبتمبر 2018

عمار بن ياسر الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو عمار بن ياسر ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الوذيم 
*وُلِد قبل الهجرة بحوالي 56 عاما
*أُمُّه هي سُمية مولاة بني مخزوم ، من كبار الصحابيات أيضا  ‎‎ 
وكان ياسر بن عامر والد عمار  قد قدم هو  وأخواه الحارث   ومالك  من اليمن إلى  مكة يطلبون أخا لهم ، فرجع أخواه ، وأقام ياسر وحالف أبا حذيفة‎ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، فزوّجه أَمَة له اسمها سمية بنت خياط فولدت له عمارا ، فأعتقه أبو حذيفة  
 * ولما جاء الإسلام ، أسلم عمّار وأبواه وأخوه عبد الله 
وقد أسلم عمار وصهيب معا فى دار الأرقم 
فعن عبدالله بن مسعود قال :كانَ أوَّلَ مَن أظهرَ إسلامَه سبعةٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعمَّارٌ وأمُّهُ سميَّةُ وصُهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ فأمَّا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمنعَه اللَّهُ بعمِّهِ أبي طالبٍ وأمَّا أبو بَكرٍ فمنعَه اللَّهُ بقومِه وأمَّا سائرُهم فأخذَهمُ المشرِكونَ وألبسوهم أدْرَاعَ الحديدِ وصَهروهم في الشَّمسِ فما منهم من أحدٍ إلَّا وقد واتاهم علَى ما أرادوا إلَّا  بلالًا  فإنَّهُ هانت عليهِ نفسُه في اللَّهِ وَهانَ علَى قومِه فأخذوهُ فأعطوهُ الولدانَ فجعلوا يطوفونَ بِه في شِعابِ مَكةَ وَهوَ يقولُ أحدٌ أحدٌ ... رواه ابن ماجه  وصححه الألباني
*وعن خَالد بن نُمَيْر ، قال : كان عَمَّار بن يَاسِر " طَويل الصَّمْت ، طَويل الحُزن وَالْكَآبة ، وَكان عَامَّةُ كَلامه عَائِذًا بِاللَّه من فِتْنَتِهِ "
*تبشير آل ياسر بالجنة
جاء  أبو جهل إلى سُميَّة  فرأت على يديه أهوال العذاب ليرجعها عن دينها ولكنه فاجأته بصلابتها وقوة ايمانها ، فجعل يطعنها بحربته  حتى قتلها ، فكانت أول شهيدة في الإسلام .
وأما  عمَّار فكان يُعَذَّب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب وفيهم نزلت : وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا" سورة النحل
ومن هول مارأوه آل ياسر بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة 
فعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :"صبرًا آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ "صححه الألباني في فقه السيرة
*وفي يثرب، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عمَّار وحذيفة بن اليمان
*شهد عمّار مع النبي صلى الله عليه وسلم  غزواته كلها، وكذلك بيعة الرضوان
*مناقبه
*عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : أخذ المشركون عمارا ، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وذكر آلهتهم بخير ، فلما أتى النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : ما وراءك ؟
قال : شر يا رسول الله . والله ما تركت حتى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير 
 قال : فكيف تجد قلبك ؟
قال : مطمئن بالإيمان
قال : فإن عَادُوا فَعُدْ  ... رواه ابن كثير
ورغم اختلاف الفقهاء في  اسناد هذ الحديث الا ان تكراره في الروايات يؤكد أن له أصل
وقد ذكر القرطبي في سبب نزول الآية الكريمة "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " أن هذه الآية نزلت في عمّار بن ياسر ، في قول أهل التفسير ; لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه . قال ابن عباس : أخذه المشركون وأخذوا أباه وأمه  سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم ، وربطت سمية بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة ، وقيل لها إنك أسلمت من أجل الرجال ; فقتلت وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيليْن في الإسلام . وأما عمّار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها ، فشكا ذلك إلى رسول الله   صلى الله عليه وسلم   ، فقال له رسول الله   صلى الله عليه وسلم   : كيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئن بالإيمان . فقال رسول الله   صلى الله عليه وسلم   : فإن عَادُوا فَعُدْ .
*وعن هانئ بن هانئ قال: دخلَ عمَّارٌ على عليٍّ فقالَ مرحبًا بالطَّيِّبِ المطيَّبِ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ "مُلِئَ عمَّارٌ إيمانًا إلى مُشاشِهِ" رواه  ابن ماجه وصححه الألباني
* شارك عمّار النبي صلى الله عليه وسلم  والصحابة في بناء المسجد حاملا ضعف مايحمله الصحابة 
فعن عِكرِمَةَ : قال لي ابنُ عباسٍ ولابنِه عليٍّ : انطَلِقا إلى أبي سعيدٍ، فاسمَعا من حديثِه، فانطلَقْنا، فإذا هو في حائطٍ يُصلِحُه، فأخَذ رِداءَه فاحتَبى، ثم أنشَأ يحدِّثُنا، حتى أتى ذِكرُ بِناءِ المسجدِ، فقال : كنا نحمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وعمَّارٌ لَبِنَتَينِ لَبِنَتَينِ، فرآه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَنفُضُ الترابَ عنه، ويقولُ : "وَيحَ عمَّارٍ، تقتُلُه الفئةُ الباغيةُ، يدعوهم إلى الجنةِ، ويدعونَه إلى النارِ" . قال : يقولُ عمَّارٌ : أعوذُ باللهِ من الفتنِ ... رواه البخاري 
*وأيضاً شارك النبي صلى الله عليه وسلم  والصحابة في حفر الخندق
 فعن  أبي سعيد الخدري قال :أخبرني من هو خيرٌ مني ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لعمّارٍ ، حين جعل يحفرُ الخندقَ ، وجعل يمسحُ رأسَه ويقولُ " بُؤسُ ابنُ سُمَيَّةَ . تقتلُك فئةٌ باغيةٌ " رواه مسلم 
* و عن عوف بن مالك الأشجعي قال:أنَّ رسولَ اللَّهِ   صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ   كانَ إذا أتاهُ الفيءُ قسمَهُ في يومِهِ ، فأعطى الآهِلَ حظَّينِ وأعطى الأعزبَ حظًّا فدعيتُ فأعطاني حظَّينِ  وَكانَ لي أَهلٌ   ، ثمَّ دعيَ بعدي عمَّارُ بنُ ياسرٍ ، فأعطيَ حظًّا واحدًا ... صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
*عن عليّ بن أبي طالب قال :  استأذن عمَّارُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال "مَرحبًا بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ" ... صححه الالباني في صحيح الأدب المفرد
*وعن خالدِ بنِ الوليدِ، قال : كان بيني وبينَ عمارِ بنِ ياسرٍ كلامٌ، فأغلظتُ لهُ في القولِ، فانطلق عمارٌ يشكوني إلى رسولِ اللهِ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  ، فجاء خالدٌ وهو يشكوهُ إلى النبيِّ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  ، قال : فجعل يغلظُ لهُ ولا يزيدهُ إلا غلظةً، والنبيُّ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ   ساكتٌ لا يتكلمُ، فبكى عمارٌ وقال : يا رسولَ اللهِ ! ألا تراهُ ؟ ! فرفع النبيُّ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ   رأسهِ، وقال : "منْ عادى عمارًا عاداهُ اللهُ، ومن أبغضَ عمّارًا أبغضهُ اللهُ"، قال : خالدٌ : فخرجتُ ؛ فما كان شيءٌ أحبَّ إليَّ منْ رضى عمارٍ، فلقيتُهُ بما رضيَ فرضيَ ... صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
 *وعن عبدالله بن مسعود   ابنُ سُميَّةَ ما عُرِضَ عليه أمران قطُّ إلا اختار الأرشدَ منهما... صحيح الجامع
*دخل بعض الصحابة مع أبي مسعودٍ الأنصاريِّ على حذيفةَ بنِ اليمانِ فسألوه  عن الفتنِ فقال : دُوروا مع كتابِ اللهِ حيثما دارَ وانظروا الفئةَ التي فيها ابنُ سُمَيَّةَ فاتْبعوها فإنهُ يدورُ مع كتابِ اللهِ حيثما دارَ 
فقالوا ومَن ابنُ سُمَيَّةَ قال عمارُ , سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ له "لن تموتَ حتى تقتلَك الفئةُ الباغيةُ تشربُ شربةَ ضَيَاحٍ تكونُ آخرَ رزقِكَ من الدنيا" السلسلة الصحيحة
* شارك في حرب اليمامة ببسالة عاملا على تقوية عزيمة المسلمين
فعن عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنة تفرون ؟ أنا عمار بن ياسر ، هلمُّوا إلي . وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت ، فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال .
*عن عَطَاء بن السَّائِب ، عن أَبيه قال:كنَّا جلوسًا في المسجدِ فدخَل عمَّارُ بنُ ياسرٍ فصلَّى صلاةً خفَّفها فمرَّ بنا فقيل له: يا أبا اليقظانِ خفَّفْتَ الصَّلاةَ قال: أوَخفيفةً رأَيْتُموها ؟  قُلْنا: نَعم قال: أمَا إنِّي قد دعَوْتُ فيها بدعاءٍ قد سمِعْتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ مضى فأتبَعه رجلٌ مِن القومِ قال عطاءٌ: اتَّبعه أَبي - ولكنَّه كرِه أنْ يقولَ: اتَّبَعْتُه - فسأَله عن الدُّعاءِ ثمَّ رجَع فأخبَرهم بالدُّعاءِ: ( اللَّهمَّ بعِلْمِك الغيبَ وقدرتِك على الخَلْقِ أحيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيرًا لي اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك خشيتَك في الغيبِ والشَّهادةِ وكلمةَ العدلِ والحقِّ في الغضبِ والرِّضا وأسأَلُك القصدَ في الفقرِ والغِنى وأسأَلُك نعيمًا لا يَبيدُ وقرَّةَ عينٍ لا تنقطَعُ وأسأَلُك الرِّضا بعد القضاءِ وأسأَلُك بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ وأسأَلُك لذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِك وأسأَلُك الشَّوقَ إلى لقائِك في غيرِ ضرَّاءَ مُضرَّةٍ ولا فتنةٍ مُضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعَلْنا هداةً مُهتدينَ)... تخريج صحيح ابن حبان
 ولاّه عمر بن الخطاب إمارة الكوفة 
فعن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب قال : قرئ علينا كتاب عمر أما بعد ، فإني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا ، وابن مسعود معلما ووزيرا ، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  من أهل بدر ، فاسمعوا لهما وأطيعوا ، واقتدوا بهما ، وقد آثرتكم بهما على نفسي 
*رُوى أن عمر جعل عطاءعمّار ستة آلاف 
* و في معركة نهاوند كان على رأس جيش الكوفة عندما لحقوا بأهل البصرة 
فعن طارق بن شهاب يقول: إن أهل البصرة غزوا نهاوند ، فأمدهم أهل الكوفة وعليهم أميرهم عمّار ، فظفروا ، فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة شيئا ، فقال رجل تميمي : أيها الأجدع ، تريد أن تشاركنا في غنائمنا ؟ فقال عمّار خير أذني سببت ، فإنها أصيبت مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : فكتب في ذلك إلى عمر ، فكتب عمر إن الغنيمة لمن شهد الوقعة 
*عن مولاة لعمار بن ياسر قالت:اشتَكَى عمارُ شكوى ثَقُلَ منها فغُشِي عليهِ فأفاقَ ونحنُ نبكي حولَهُ فقال ما يُبكيكم أتخشونَ أني أموتُ على فراشي أخبرني حبيبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه تَقْتُلُني الفئةُ الباغيةُ آخرُ زادي مَذقةُ لبنٍ ... السلسلة الصحيحة
 كان زاهدا رغم تولّيه الإمارة فقد قال عبد الله بن أبي الهذيل رأيت عمّارا اشترى قتا بدرهم ، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة 
*وعن الحارث بن سويد أن رجلا من الكوفة   وشى   بعمّار إلى عمر بن الخطاب ، فقال عمّار للرجل إن كنت كاذبا ، فأكثر الله مالك وولدك ، وجعلك مُوَطَّأَ الْعَقِبَيْنِ
 وقيل أنه ذهب البعض الى عمر بن الخطاب وذكروا له أشياء كرهها لَهُ  فعزله عمر ، ولم يؤنبه كما ورد في سير أعلام النبلاء
وكذلك ورد أن جريرا سأله عمر عن عمّار ، فَقَالَ : هو غير كاف ولا عالم بالسياسة
* وفي عهد عثمان بن عفان كان بين عمار بن ياسر وعثمان بعض الخلاف أوصلها بعض الرواة الى أن عثمان بن عفان ضرب عماراً ورغم اختلاف الاسباب في الروايات الا انها جميعا ضعيفة الاسناد ولم يثبت ايا منها
وربما الأقرب للحقيقة من وجهة نظر اهل العلم ماورد في كتاب الفتن لابن أبي شيبة :
 عن حُصَيْن بْن عبد الرحمَن، قال: حَدَّثَنِي جهيم ، رجل من بَني فِهر , قال: أنا شاهِد هذا الأمْر , قال: جَاء سَعد وَعمَّار فَأرسَلُوا إلى عُثْمان أَنِ ائتِنَا , فإِنا نُريد أَن نذْكُر لك أَشْياء أَحْدَثْتَهَا ، أَو أشيَاء فَعَلْتَهَا , قَالَ: فَأَرْسل إِليهمْ أَن انْصرفُوا اليوم , فإِنِّي مُشْتغل ، وَمِيعَادُكُمْ يوم كَذَا وَكَذَا . 
قال: فانصرف سَعد ، وَأَبَى عمَّار أَن يَنصرِف . 
قال: فتَنَاوله رسُول عثمان ، فضرَبَهُ . 
قال: فلمَّا اجتَمَعُوا للميعَاد ومن معَهُم ، قال لَهم عثْمان ما تَنْقِمُون مِنِّي؟ 
قالُوا: نَنْقِمُ عَليك ضَرْبَك عَمَّارا ؟! 
قال عثمَان: جاء سَعد وَعَمَّارٌ ، فَأرسَلت إِلَيهما , فَانصَرف سَعْد ، وَأَبَى عمَّار أَن يَنصَرف , فَتناوَله رَسُول من غير أَمْرِي ; فَوَ اللَّهِ مَا أَمَرْتُ وَلَا رَضِيتُ , فهَذه يَدِي لعمَّار فَيَصْطَبِرُ ( يَعْنِي : يَقْتصُّ)....
*أما قصة أبي الغادية قاتل عمّار :
أنه قد سمع   عمَّاراً يقع في عثمان فقرر الانتقام منه
فقد روى عمرو بن العاص عن أبي غاديةَ قال: سمعتُ عمَّارَ بنَ ياسرٍ يقعُ في عثمانَ يشتُمُه بالمدينةِ قال فتوعَّدتُه بالقتلِ قلتُ لئن أمكنَني اللهُ منكَ لأفعلنَّ فلما كان يومُ صِفِّينَ جعل عمّارٌ يحملُ على الناسِ فقيل هذا عمَّارٌ فرأيتُ فُرجةً بين الرِّئتينِ وبين السَّاقَينِ قال فحملتُ عليه فطعنتُه في رُكبته قال فوقع فقتلتُه فقيل قتلتَ عمَّارَ بنَ ياسرٍ وأُخبِر عمرو بنُ العاصِ فقال سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول قاتِلُ عمارٍ وسالبُه في النارِ فقيل لعمرو بنِ العاصِ هو ذا أنت تُقاتِلُه فقال إنما قال قاتِلَه وسالبَه ... السلسلة الصحيحة
* عرضت له الفتنة عظيمة  في يوم صفين فقد اختلف المسلمون بعد مقتل عثمان وتولي علي بن ابي طالب الخلافة وهذا الخلاف هو ماأدي الى نشوب الحرب 
فلما قُتِلَ الخليفة عثمان بن عفان    اختلف الصحابة في أمر قَتَلَتَهُ ، فطائفة طالبت علي بن أبي طالب بالإسراع في الاقتصاص من هؤلاء القتلة ،وطائفة ثانية طالبت عليّا بالاقتصاص من القتلة و جعلته شرطا لمبايعته ، و طائفة ثالثة وافقت هؤلاء في ضرورة الاقتصاص من قتلة الخليفة الشهيد ، لكنها كانت ترى ضرورة تأخيره حتى تتهيأ الظروف لتنفيذه .وطائفة اعتزلت الفتنة
 كُلٍّ من وجهة نظره .. فلا يحق لنا أو لغيرنا ان نعلق بالسوء على كرام الناس فهم من حملوا راية الاسلام مع النبي  صلى الله عليه وسلم  ..هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم جميعا رضوان الله تعالى
وكان عمار بن ياسر مع علي بن ابي طالب في الفئة الثالثة والتي ترى ضرورة الاقتصاص من قتلة الخليفة الشهيد ،  مع تأخيره حتى تتهيأ الظروف لتنفيذه
* ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه رأى عمَّار بن ياسر يوم صفّين لا يتوجّه في ناحية ولا واد من أودية صفّين، إلا وأصحاب النبي محمد يتبعونه، كأنه علم لهم
* عن أَبي سِنَان الدُّؤَلِي قال: رأيتُ عمارَ بنَ ياسرَ دعا بشاربٍ فأُتِيَ بقَدَحٍ من لبنٍ فشربَ منهُ ثم قال صدقَ اللهُ ورسولُهُ اليومَ أَلْقَى الأحِبَّةَ محمدًا وحِزْبَهُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال "إنَّ آخِرَ زَادَكَ مِنَ الدنيا ضَيْحٌ من لَبَنٍ " ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ هَزَمُونَا حَتَّى يُبْلِغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى حَقٍّ ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ... السلسلة الصحيحة
*عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال سمِعْتُ عَمَّارَ بنَ ياسرٍ بصِفِّينَ باليَومِ الَّذي قُتِلَ فيه وهو يُنادي: أُزلِفَتِ الجَنَّةُ، وزُوِّجَتِ الحُورُ العِينُ، اليَومَ نَلْقى حبيبَنا محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفي روايةٍ: نَلقَى الأَحِبَّه، محمَّدًا وحِزْبَه. عَهِدَ إليَّ أنَّ آخِرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا ضَيْحٌ مِن لَبَنٍ... السلسلة الصحيحة
*وعن يحيى بن سعيد ، عن عمه قال : لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمار إذا رجل قد برز بين الصفّين جسيم على فرس جسيم ، ضخم على ضخم ، ينادي ، يا عباد الله ، بصوت موجع ، روحوا إلي الجنة ، ثلاث مرار ، الجنة تحت ظلال الأسل ، فثار الناس ، فإذا هو عمار ، فلم يلبث أن قُتِل 

*وقد صلّى عليّ بن أبي طالب على عمّار ، ولم يُغسله حيث كانت صفين في  شهر صَفر وبعض ربيع الأول سنة سبع وثلاثين
 قال أبو عاصم : عاش عمّار ثلاثا وتسعين سنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة