السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 2 أبريل 2019

أبو دُجَانة سِمَاك بن خَرَشَة الصحابي الجليل رضى الله عنه

هو سِمَاك بن خَرَشَة بن لَوْذَان بن عَبْدِ وُدِّ بن زَيْدٍ السَّاعِدِيّ
* صحابي أنصاري من بني ساعدة 
أمه : حزمة بِنْت حَرْمَلَة من بني زعب من بني سليم بْن مَنْصُور .. الطبقات لابن سعد
* اشتهر أبو دجانة ببطولاته في المعارك والغزوات، وبعصبة حمراء يعتصب بها  وبمشيته المتبخترة في حروبه وكان الأنصار يسمونها "عِصبة الموت"
* كان من أهم صفاته أنه لا يتدخل فيما لا يخصه حتى لا يضايق أحدا من المسلمين فيظل قلبه سليما تجاههم
فعن زَيْد بن أسلَم ، قال : دُخِلَ عَلَى أبي دُجَانة وهو مريض ، وكان وجهُه يَتَهَلَّل ، فقيل لَهُ : ما لِوَجْهِكَ يتَهَلّل ؟ فقال : " مَا مِن عَمَلِي شَيء أَوثَق عِندِي مِن اثنَتَين : أمّا إحدَاهُما فكُنتُ لا أَتَكَلّم فيما لا يَعنِينِي ، وأمَّا الأُخرى فكَان قَلبِي للمُسلِمين سَليمًا " الطبقات الكبرى لابن سعد
مناقبه
* أسلم  مبكراً ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عُتبة بن غزوان
* شهد أبو دجانة  بدر وأُحُد وباقي المشاهد  مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  
* أورد  ابن هشام في السيرة النبوية: أن أبا دُجانة الساعدي هو الذي قتل أبو مسافع الأشعري في بَدْر
وكذلك قتل  العاص بن قيس بن عدي ولكن قيل أيضا أن الذي  قتله هو :على بن أبي طالب
* ثبت مع  النبي  صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد، وبايعه على الموت
* اشترى من النبي سيفاً وكانت نفسه ثمناً لهذا السَّيف
عن أنس بن مالك قال : أنَّ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أَخَذ سَيْفًا يَوم أُحُد فقال: "مَن يَأخُذ مِنِّي هذا؟" فبَسَطُوا أيْدِيَهُم، كُلّ إنسَان منهم يقول: أَنَا، أَنا، قال: "فمَن يَأخُذُه بحَقِّه؟" ،قال فأحْجَمَ القَوْم. فقال سِمَاك بن خَرَشَة أَبو دُجَانة: أنا آخُذُه بحَقّه. قال: فأخَذَه فَفَلَق به هَام المُشرِكين ... رواه مسلم
* خرج أبو دُجانة بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أعداء الله وهو يتبختر ، ما عليه إلا قميص وعمامة حمراء قد عصب بها رأسه  
عن خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سِمَاك بن خَرَشَة ، عن أبيه ، عن جده : أن أبا دُجانة  يوم أُحُد   أُعلم بعصابة حمراء ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مختال في مشيته بين الصَفَّيْن ، فقال : " إنها مِشيَة يُبغضُهَا اللَّه إلَّا في هَذا المَوْضِع " ... رواه الطبراني في المعجم الكبير ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد
* عن عبدالله بن عباس  قال: دخل عليُّ بنُ أبي طالبٍ على فاطمةَ يومَ أُحُد فقال: خذِي هذا السيفَ غيرَ ذميمٍ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :"لئن كنت أحسنتَ القتالَ لقد أحسنه سهلُ بنُ حنيفٍ وأبو دجانةَ سماكُ بنُ خرشةَ" ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد
* عندما أدرك المشركون النبي صلى الله عليه وسلم في أُحُد يريدون قتله فلم يكن حول النبي صلى الله عليه وسلم الا القليل من المسلمين الذين دافعوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ببسالة ومن بينهم ابو دُجَانة الذي تلقى النبال على جسده يفدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية قول ابن إسحاق : وترَّسَ أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، يقع النبل في ظهره ، وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل 
ويقول ابن القيم في زاد المعاد:وأدركه المشركون يريدون ما الله حائل بينهم وبينه ، فحال دونه نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قتلوا ، ثم جالدهم طلحة حتى أجهضهم عنه ، وترس أبو دجانة عليه بظهره ، والنبل يقع فيه ، وهو لا يتحرك
*  في السنة الرابعة من الهجرة تآمر بنو النضير على قتل  النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه الله بذلك  ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم لهم انذارا بالجلاء ورفضوا ذلك فحاصرهم المسلمون لمدة ستة أيام استسلم بعدها بنو النضير دون قتال فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم علي الجلاء فقسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المهاجرين وثلاثة من الأنصار : أبو دجانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة
فقد أورد القرطبي في تفسير سورة الحشر:
افتتحها صلحا وأجلاهم وأخذ أموالهم . فسأل المسلمون النبي - أن يقسم لهم فنزلت : "وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ .." الآية . فجعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث شاء ; فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين . 
قال الواقدي : ورواه ابن وهب عن مالك ; ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر محتاجين ; منهم أبو دُجُانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة . وقيل : إنما أعطى رجلين ، سهلاً وأبا دجانة
* شهد أبو دجانة الحديبية
* شهد  أبو دجانة فتح حصن أُبَيٍّ أحد حصون الشِّق التابعة لحصون خيبر المنيعة الثمانية
قال الواقدي : لما تحولت اليهود من حصن ناعم وحصن الصعب بن معاذ إلى قلعة الزبير ، حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ، فجاء رجل من اليهود يقال له : غزّال . فقال : يا أبا القاسم ، تُؤَمِنُنِي على أن أدلُّك على ما تستريح به من أهل النَّطَاة ، وتخرج إلى أهل الشِّق ، فإن أهل الشق قد هلكوا رعباً منك ؟ قال : فأمَّنَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله وماله ، فقال له اليهودي : إنك لو أقمت شهراً تُحاصرهم ما بالوا بك ، إن لهم تحت الأرض دبولا يخرجون بالليل فيشربون منها ، ثم يرجعون إلى قلعتهم .
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع دبولهم ، فخرجوا فقاتلوا أشد القتال ، وقُتِل من المسلمين يومئذ نفر ، وأُصيب من اليهود عشرة ، وافتتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان آخر حصون النَّطَاة ، وتحول إلى الشَّق ، وكان به حصون ذوات عدد ، فكان أول حصن بدأ به منها حصن أُبَيٍّ ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلعة يقال لها : سموان . فقاتل عليها أهل الحصن أشد القتال
وخرج منهم رجل يقال له : عَزُول ، فدعا إلى البَرَاز ، فبرز إليه الحُبَاب بن المُنذِر ، فقطع يده اليمنى من نصف ذراعه ، ووقع السيف من يده ، وفرّ اليهودي راجعاً ، فاتبعه الحُبَاب فقطع عرقوبه ، وبرز منهم آخر ، فقام إليه رجل من المسلمين ، فقتله اليهودي فنهض إليه أبو دجانة فقتله وأخذ سلبه ، وأحجموا عن البَرَاز ، فكبَّر المسلمون ، ثم تحاملوا على الحصن فدخلوه ، وأمامهم أبو دجانة ، فوجدوا فيه أثاثا ومتاعا وغنما وطعاما ، وهرب من كان فيه من المقاتلة ... البداية والنهاية لابن كثير
وقيل أنه لم يشهد خيبر حيث ورد في الدرر المنثور للسيوطي: خيبر حين رجعوا من الحديبية فتحها الله عليهم فقسمها على أهل الحديبية كلهم إلا رجلا واحدا من الأنصار يقال له : أبو دُجَانة سماك بن خرشة كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر . 
* وشهد أَبو دُجَانة غزوة حُنين حيث ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضِمن مائة صحابي فقط من الآلاف الذين جزعوا وفرُّوا ، حيث اعتُبر الذين سارعوا بالعودة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثابتين معه حيث بدأ القتال بهم حتى عاد الآخرون
فعن عبدالله بن عمر قال : لقد رأيتُنا يومَ حُنَيْنٍ وإنَّ النَّاسَ لمولِّينَ وما معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مائةُ رجلٍ ... رواه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري
 * وقد قيل عن بطولة أَبي دُجَانة  في حُنين : 
قالوا : كان رَجل من هَوازِن عَلَى جمل أحمر، بيده رَايَة سوداء في رَأْس رمح له طوِيل أمام الناس، إذا أَدرَك طَعَن، قد أكثَر في المسلمِين القتل، فيَصمد لهُ أَبو دُجانَة فَعرقَبَ جَمَله، فَسَمِع خَرخَرَةَ جَمَله واكتَسَع الجَمَل، ويَشُدّ عَلِيّ وأَبو دجانة عَلَيه، فَيَقطع عَلِيّ يَدَهُ اليمنى، ويَقطَع أَبو دُجَانة يَدَهُ الأخرَى، وَأقبَلا يَضرِبانه بِسَيفَيهما جميعًا حَتى تَثَلّمَ سَيفَاهما، فَكَف أَحَدهُمَا وأَجهَز الآخر عَلَيه فمضَيَا يَضربان  ويَعْترض لهما فَارِس مِن هَوَازن بِيدهِ راية حمراء، فضَرَب أحَدهمَا يَد الفَرَس ووَقَع لِوَجهه، ثم ضَرَباه بأسيَافِهمَا وكان عثمَان بن عَفّان، وعَلِيّ، وأبو دُجَانة، وأَيمنُ بن عُبيد يقاتلون بين يَدَي رسول الله صلى الله عليه وسلم ...  مغازي الواقدي
*شارك في حروب الرِّدة، وكان في مُقدمة جيش المسلمين الذاهب إلى اليمامة لمحاربة مُدَّعي النبوَّة مسيلمة الكذاب وبني حذيفة  
* اجتمع جيش المسلمين في معركة اليمامة علي رأي واحد هو  أن يحملوا بأَجْمعهم على بني حنيفة حملة واحدة، ثم إنهم لا يرجعون حتى يَنْكَوْا فيهِم، فعزموا على ذلك، ثم إنهم اجتمعوا في موضع واحد، وكبَّروا تكبيرة، ثم حملوا عليهِم فكشفوهم، حتى ألجؤوهم إِلى حديقة لهم ، وحُصِّنوا في جوفها ومسيلمة الكذاب معهم
فقد ذكر ابن الأثير في أسد الغابة :وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها، فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم، فأمرهم أبو دجانة أن يلقوه إليها، ففعلوا،فانكسرت رِجْلُه، فقاتل على باب الحديقة، وأزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون، فرفعوه وألقوه على باب  الحديقة من الداخل ، فقاتل ببسالة ، إلى أن أزاح المشركين عنه، فدخل المسلمون 
(وفي رواية اخرى أن الذي ألقوه هو البراء بن مالك)
* ظل أبو دُجانة يحارب بضراوة فقَتَل من قَتَل من أنصار مُسَيلمة إلا  ان رجلاً منهم رماه  بسهم في صدره، فحاول النهوض ولكن السهم أصاب قلبه
* اختلفت الروايات على مشاركة أبو دُجانة في  قتل مسيلمة الكذاب مع وَحشِيّ بن حرب فالثابت في الحديث أن وَحشِيّ  قد ضرب مُسيلمة برمحه فوثب عليه  أنصاري بسيفه   
فعن وَحشِيّ بن حرب قال : فلَمَّا قُبِضَ رسول اللَّه  صلَّى الله عليه وسلَّم فخَرَج مُسيْلِمة الكَذّاب، قُلتُ: لأخرُجَنّ إلى مُسيْلِمة، لعَلّي أقْتُلُه فأُكَافِئَ به حَمزة، قال: فخَرَجتُ مع النّاس، فكان مِن أمْرِه ما كان، قال: فإِذا رَجُل قَائِم في ثَلْمَة جِدار، كأنَّه جَمَل أوْرَق ثَائِر الرَّأْس، قال: فرَمَيْتُه بحَرْبَتِي، فأضَعُهَا بيْن ثَدْيَيْه حتَّى خَرَجَت مِن بيْن كتِفيْه، قال: ووَثَبَ إلَيْه رَجُل مِن الأنصَار فَضَرَبَه بالسَّيْف علَى هَامَته ... رواه البخاري
فالخلاف على الأنصاري الذي شارك وَحشِيّ فمنهم من قال هو أبو دُجانة ، كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية : فتقدم إليه وحشِيّ بن حرب مولى جُبير بن مطعم ، قاتل حمزة ، فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر ، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة ، فضربه بالسيف فسقط
ويقول ابن حجر  العسقلاني في فتح الباري في حديث وحشِيّ  : 
قوله : "ووثب إليه رجل من الأنصار" هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني كما جزم به الواقدي وإسحاق ابن راهويه والحاكم ، وقيل : هو عدي بن سهل جزم به سيف في " كتاب الردة " وقيل : أبو دجانة ، وقيل : زيد بن الخطاب
* ابنه خالد وقف مع سيدنا عَلِىّ بن أبي طالب في حربه  أيام الفتنة وقيل أنه شهد صِفِّين 
عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، : " في تسمية " من شهد مع عليّ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خالد بن أبي دجانة رضي الله عنهم ... رواه الطبراني في المعجم الكبير
*وفاته
عن محمد بن إسحاق :في تَسميةِ مَن استُشهِد يومَ اليمامةِ من الأنصارِ ثم من بني ساعدةَ : سماكُ بنُ خرشةَ وهو أبو دجانةَ ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة