السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 31 مارس 2019

من الآفات التي تمنع تَرتُّب أثَر الدُّعاء عليه أن يستعجِل العَبد ويسْتَبطِىء الاجابة ... ابن القيم

الدعاء ،هو سلاح المؤمن لرفع البلاء فهو من أقوى الأسباب في دفع المكروه ولكن الكثير منا يظل يبحث عن استجابة الدعاء بمجرد أن ينتهي الدعاء ومن الطبيعي قد لا نجد للدعاء  أثر  ، واذا طال الوقت دون اجابة فلابد من عمل هذه المُرَاجعات:
أولا :مراجعة النفس في هذا الدعاء  
فربما اكتشفت أمراً من الأمور التالية:
1  أن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان
2   وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله   وقت الدعاء
3  وإما لحصول المانع من الاجابة من أكل الحرام وغيره
عن أبي هريرة : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَيُّها النَّاس، إنّ اللَّه طَيِّب لا يَقبَل إلَا طَيِّبًا، وإنّ اللَّه أمَر المؤْمنِين بما أمَر به المُرسَلِين، فقال: "يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعمَلوا صالحًا، نِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" وقال: "يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ" ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيل السّفَر أشْعَث أغْبَر، يَمُدّ يَدَيْه إلى السَّماء، يا رَبّ، يا رَبّ، ومَطْعَمُهُ حَرام، ومشرَبُهُ حَرام، ومَلبَسُهُ حَرام، وغُذِي بالحَرام، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟" رواه مسلم
4  غلبة الغفلة  واللهو على القلب.
فعن  أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال:  "ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ "... رواه الترمذي  وصححه الألباني   
ثانيا : مراجعة النفس في استعجال الاجابة
فالكثير يقع في خطأ الاستعجال وكأنه يدعو الله بشرط التوقيت الذي يريده بالإجابة التي يريدها دون تدخل لمشيئة الله ورحمته بعباده ، بل وربما غضب من عدم تحقيق مايريده لأنه يرى الصلاح في نفسه ،  دون التفكير ومراجعة النفس  لعدم الإستجابة
فربما الاستجابة تدمره ، فهو لا يعلم شيئاً عن الغَيْب لأن الغَيْب لا  يعلمه سِوى ربّ العِزّة فيكون من رحمة الله به ألا يُستجاب لطلبه 
فعن أبي  سعيد الخدري عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال : "ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها" . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : "اللهُ أكثرُ" ... صححه الألباني في  صحيح الترغيب
فإذا كان الدعاء الصادق من القلب لن يضيع فلماذا نتدخل في الإجابة ووقتها فلنترك ربّ الكَون يُدبِّره
عن  أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال : "لا يزال يُستَجاب للعبد ما لم يَدع بإثْم أو قطيعة رَحِم ، ما لم يُستعجل " . قيل : يا رسول الله ، وما الاستعجال ؟ ، قال : "يقول : قد دعوت وقد دعوت ، فلم أر يُستَجيب  لِي . فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" ... رواه مسلم 
وقد جمع ابن القيم الأسباب الاساسية التي تجعل الدُّاء يكاد يكون مقبولاً مثل حضور القلب واجتماع القلب واللسان على  كلمات تليق بجلال الله وعظمته التماس أوقات الإستجابة وغيره 
**يقول ابن القيم:
* إذا جمع الدُّعاء حضور القلب وجَمعِيَّته بِكُلِّيّته على المطلوب
* وصادف وَقتاً من أوقات الإجابة السِّتة وهي : الثُّلث الأخير من الَّليل، وعند الأَذَان  ، وبين الأَذَان والإِقَامَة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صُعود الإمام يوم الجُمُعة على المنبر حتى تقضى الصلاة ، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم 
* وصادف خُشُوعاً في القلب ، وانكِسارا بين يديّ الرَّب ، وذُلّاً   لَه ، وتضَرُّعاً  و رِقَّة ؛ 
* واستقبل  الداعي القِبْلَة، وكان عَلَى طَهارة ، ورفع يديه إلى الله تعالى 
* وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثَنَّى بالصلاة على مُحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله   ، ثم قدَّم بين يديّ حاجَتَه التَّوبة والاستغفار
* ثم دخل على الله ، وألَحّ عليه   في المسألة، وتملقه ، ودعاه رغبة ورهبة 
* وتوسل إليه بأسمائه  وصفاته وتوحيده
* وقدم بين يدي دعائه صدقة 
 فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرَد أبداً ، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظَنَّة الاجابة ، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم
فعن  عبدالله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . فقال : "لقد سألتَ الله بالاسم  الأعْظَم الذي إذا سُئِل به أَعطَى، وإذا دُعِيَ به أجَاب" ... رواه أبو داود  وصححه الألباني 
**ومن أقوال عمر بن الخطاب
 إني لا أحمل هم الاجابة ، ولكن هم الدعاء. فإذا
 ألهمت الدعاء فإن الاجابة معه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة