السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 8 نوفمبر 2015

الطريق إلى الهجرة جزء3

أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أن هاجر أصحابه ، ينتظر أن يُؤذَن له في الهجرة ، ولم يتخلَّف معه   بمكة  أَحَد من   المهاجرين إلا مَن حُبِس أو فُتِن ، وظل معه أبو بكر بن أبي قحافة الصديق وعَلِيّ بن أبي طالب  رضي الله عنهما ،  وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، فيطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألَّا يعجل
* لما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له تابعين وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إلى البلاد الأخرى ، فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، وعرفوا أنهم قد يجتمع لحربهم 
 فاجتمعوا في دار الندوة ( دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها ) يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين خافوه . .
وقد اجتمع فيها أشراف قريش أمثال: عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب و أبو جهل بن هشام  وغيرهم
فقال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ، قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا ، ذا نسب فينا ، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا ، ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه بها ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ، فنستريح منه . فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ، فرضوا منا بالعقل ، فعقلناه لهم 
  فقال الشيخ النجدي : القول ما قال الرجل ، هذا الرأي الذي لا رأي غيره ، فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له 
وأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلب ألا يبيت هذه الليلة على فراشه الذي كان يبيت عليه 
فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام ، فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله صلي  الله عليه وسلم مكانهم ، طلب من عَلِيّ بن أبي طالب : أن ينام على فراشه ويتسج ببُرده الحضرمي الأخضر حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسج في برده ذلك إذا نام
 * وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه ، فلا يرونه ، فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم وهو يتلو يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ *إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ " إلى قوله : فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ  " حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب ، فأتاهم رجل لم يكن معهم
 فقال : ما تنتظرون هاهنا ؟
قالوا : محمدا 
قال : خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد ، قد وضع على رؤوسكم ترابا ، وانطلق لحاجته 
فوضع كل رجل منهم يده على رأسه ، فإذا عليه تراب ، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عَلِيًّا على الفراش متسجيا ببُرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه بُرده فدخلوا عليه فوجدوا عَلِيًّا رضي الله عنه عن الفراش
قال تعالي:
"وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"
 كما قال الله عز وجل :
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ "
* وكان أبو بكر رضي الله عنه حين استأذن رسول الله 
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الهجرة ، فطلب منه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألا يعجل،وقال :" لعل الله يجد لك صاحبا"، وتمنى أن يكون رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو ذلك الصاحب ، حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين ، فاحتبسهما في داره ،انتظارا  لذلك
*  عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : لَقَلَّ يَوْمٌ كانَ يَأْتي علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إلَّا يَأْتي فيه بَيْتَ أبِي بَكْرٍ أحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ له في الخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنَا إلَّا وقدْ أتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ به أبو بَكْرٍ، فَقالَ: ما جَاءَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذِه السَّاعَةِ إلَّا لأمْرٍ حَدَثَ، فلَمَّا دَخَل عليه قال لأبِي بَكْرٍ: "أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ "، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّما هُما ابْنَتَايَ، يَعْنِي عَائِشَةَ وأسْمَاءَ، قال: "أشَعَرْتَ أنَّه قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ ". قالَ: الصُّحْبَةَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الصُّحْبَةَ، قالَ: يا رسول اللَّهِ، إنَّ عِندِي نَاقَتَيْنِ أعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إحْدَاهُمَا، قالَ: قدْ أخَذْتُهَا بالثَّمَنِ.... رواه البخاري
* واستأجرا عبد الله بن أريقط ليدلّهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما 
ولم يعلم ، بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أَحَد ، حين خرج ، إلا عَلِيّ بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، وآل أبي بكر 
أما 
عَلِيّ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أخبره بخروجه ، وأمره أن يتخلف بعده بمكة ، حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع ، التي كانت عنده للناس ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أَحَد  يخشى  شيء عنده  إلا وضعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما يُعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم 
* خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر بن أبي قحافة  من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ، ثم عمد إلى غار بجبل ثور جبل بأسفل مكة فدخلاه 
وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا ، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلمس الغار ، لينظر أفيه سَبْع أو حيّة ، ليقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه 
وكان عَلَى كل أَحَد أمَرَه أبو بكر بمهمة ،أن يقوم بتنفيذها ، فقد أمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر ؛ وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ، فتمسح الغنم آثار أقدام النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، فلا يستطيع أحد إتباع آثار أقدامهما ، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما 

هناك تعليق واحد:

  1. Amal.salman.62@gmail.com6 أكتوبر 2015 في 9:07 ص

    صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله

    ردحذف

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة