السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 4 فبراير 2019

عوف بن مالك الأشجعي الصحابي الجليل رضى الله عنه

هو عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني كنيته : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو عبد الله من نبلاء الصحابة
مناقبه
 * آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك، وصعب بن جثّامة فقال كل منهما للآخر: إن مت قبلي فتراءَ لي، فمات الصعب قبل عوف فتراءى له؛ أي رآه في الرؤيا ... ذكره ابن حجر في الاصابة في تمييز الصحابة
وذكر ابن القيم عن شهر بن حوشب الرؤيا التي رآها عوف ابن مالك الأشجعي لصاحبه صعب:
 " فرآهُ عوفٌ فيما يرى النائمُ كأنَّه قدْ أتَاهُ قال قلتُ أيْ أخي قالَ نعمْ قلتُ ما فُعلَ بكمْ ؟ قال غُفرَ لنا بعدُ المصائبُ قالَ ورأيتُ لمعةً سوداءَ في عنقِه قلتُ أيْ أخي ما هذا ؟ قالَ عشرةُ دنانيرٍ استلفتُها منْ فلانٍ اليهودي فهنَّ في قرنِي فأعطوهُ إيَّاها ، واعلمْ أي أخي أنَّه لمْ يحدثْ في أهلي حدثٌ بعدَ موتِي إلا قدْ لحقِ بي خبرُه حتى هرةٌ لنا ماتتْ منذ أيامٍ ، واعلمْ أنَّ بنتي تموتُ إلى ستةِ أيامٍ فاستوصُوا بها معروفًا فلمَّا أصبحتُ قلتُ إنَّ في هذا لمعلمًا فأتيتُ أهلَه فقالوا مرحبًا بعوفٍ أهكذا تصنعونَ بتركةِ إخوانِكمْ لم تقربْنا منذُ ماتَ صعبٌ قال فاعتللتُ بما يعتلُّ بهِ الناسُ فنظرتُ إلى القرنِ فأنزلتُه فانتثلتُ ما فيهِ فوجدتُّ الصرةَ التي فيها الدنانيرُ فبعثتُ بها إلى اليهوديِّ فقلتُ هل كانَ لك على صعبٍ شيءٌ ؟ قال رحمَ اللهُ صعبًا كانَ منْ خيارِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ هيَ لهُ قلتُ لتخبرَني قالَ نعمْ أسلفتُه عشرةَ دنانيرٍ فنبذتُها إليهِ قال هيَ واللهِ بأعيانِها قالَ : قلتُ هذه واحدةٌ . قال فقلتُ هلْ حدثَ فيكمْ حدثٌ بعدَ موتِ صعبٍ قالوا نعمْ حدثَ فينا كذا حدث قالَ : قلتُ اذكروا قالوا نعمْ هرةٌ ماتتْ منذُ أيامٍ فقلتُ هاتان اثنتانِ . قلتُ أينَ ابنةُ أخِي ؟ قالوا تلعبُ فأتيتُ بها فمسستُها فإذا هي محمومةٌ فقلتُ استوصُوا بها معروفًا فماتتْ في ستةِ أيامٍ" كتاب الروح لابن القيم الجوزية
* شهد  فتح خيبر فكانت أولى مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
*عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة ، فقال : " ألا تبايعون رسول الله ؟ " ، وكنا حديث عهد ببيعة ،فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : " ألا تبايعون رسول الله ؟ " ، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله،ثم قال: " ألا تبايعون رسول الله ؟ " ، قال : فبسطنا أيدينا ، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟ 
قال : "على أن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا . والصلواتِ الخمسِ . وتطيعوا ( وأسرَّ كلمةً خفيَّةً ) ولا تسألوا الناسَ شيئًا ، فلقد رأيتُ بعضَ أولئكِ النَّفَرِ يسقُطُ سوطُ أحدِهم . فما يسألُ أحدًا يناوِلُه إياه" ... رواه مسلم
* عن كثير بن مرة الحضرمي قال:دخلتُ المسجدَ يومَ الجمعةِ ، فوجدتُ عوفَ بنَ مالكِ الأشجعيِّ جالسًا في حلقةٍ ، مدَّ رجلَيه بين يدَيه ، فلما رآني قبضَ رجلَيه ، ثم قال لي : تدري لأيِّ شيءٍ مددتُ رجلي ؟ ليجيءَ رجلٌ صالحٌ فيجلسَ ... صححه  الألباني في صحيح الأدب المفرد
* بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الشفاعة
عن عوف بن مالك الأشجعي قال:كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ مغازيه فانتهَيْتُ ذاتَ ليلةٍ فلَمْ أَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مكانِه وإذا أصحابُه كأنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ وإذا الإبلُ قد وضَعَتْ جِرانَها قال : فنظَرْتُ فإذا أنا بخيالٍ فإذا مُعاذُ بنُ جَبلٍ قد تصدَّى لي فقُلْتُ : أينَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ورائي وإذا أنا بخيالٍ فإذا هو أبو موسى الأشعريُّ فقُلْتُ : أينَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ورائي  ... فحدَّثني حُمَيدُ بنُ هلالٍ عن أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى عن عوفِ بنِ مالكٍ قال : فسمِعْتُ خَلْفَ أبي موسى هزيزًا كهزيزِ الرَّحَى فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان بأرضِ العدوِّ كان عليه حَرَسٌ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:"أتاني آتٍ فخيَّرني بَيْنَ أنْ يدخُلَ نِصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبَيْنَ الشَّفاعةِ فاختَرْتُ الشَّفاعةَ " فقال مُعاذٌ : بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ قد عرَفْتَ منزلي فاجعَلْني منهم قال : " أنتَ منهم " قال عوفُ بنُ مالكٍ وأبو موسى : يا رسولَ اللهِ قد عرَفْتَ أنَّا ترَكْنا أموالَنا وأهلِينا وذرارِيَّنا نؤمِنُ باللهِ ورسولِه فاجعَلْنا منهم قال: " أنتما منهم " قال : فانتهَيْنا إلى القومِ وقد ثاروا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " أتاني آتٍ مِن ربِّي فخيَّرني بَيْنَ أنْ يدخُلَ نِصفُ أُمَّتي الجنَّةَ وبَيْنَ الشَّفاعةِ فاختَرْتُ الشَّفاعةَ " فقال القومُ : يا رسولَ اللهِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" هي لِمَن مات لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا " ...  تخريج صحيح ابن حبان لشعيب الأرناؤوط  
* شهد مؤتة و كان بها رجلا من حِميَر قتل فردا من الروم فأراد سَلَبه من خالد بن الوليد بعد نهاية المعركة ولكنه رفض فهدّده عوف بن مالك إما يعطي الرجل السلب أو يخبر النبي صلى الله عليه وسلم فرفض واجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره عوف بما كان فأمر خالد بإعطاء السَلَب للرجل وعندها قال عوف بن مالك لخالد ما يعني أنه نفّذ تهديده فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ونهى خالد عن رد السَلَب
فعن عوف بن مالك الأشجعي قال :قَتل رجلٌ من حِمْيرَ رجلًا من العدوِّ . فأراد سلَبَه . فمنعه خالدُ بنُ الوليدِ . وكان واليًا عليهم . فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عوفُ بنُ مالكٍ . فأخبرَه . فقال لخالدٍ :" ما منعك أن تعطيَه سلبَه ؟" قال : استكثرتُه . يا رسولَ اللهِ ! قال :"ادفعْه إليه" فمرَّ خالدٌ بعوفٍ فجرَّ بردائِه . ثم قال : هل أنجزتُ لك ما ذكرتُ لك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؟ فسمعه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فاستُغضِبَ . فقال :"لا تُعطِه . يا خالدُ ! لا تُعطِه . يا خالدُ ! هل أنتم تاركون لي أُمرائي ؟ إنما أنا مثَلُكم ومثلُهم كمثلِ رجلٍ استرعى إبلاً أو غنمًا فرعاها . ثم تحيَّن سَقْيَها . فأوردَها حوضًا . فشرعتُ فيه . فشربتُ صفوَه وتركتُ كدَرَه . فصَفْوُه لكم وكدَرُه عليهم " ... رواه  مسلم
* شهد فتح مكة وكان وسط ثلاثمائة مقاتل من قبيلة أشجع حيث كان عوف حاملا لرايتهم
* شهد تبوك حيث أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم  سِتًّا من علامات الساعة
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ ، وهو في قُبَّةٍ من أُدْمٍ ، فقال : " اعددْ ستًا بين يديْ الساعةِ : مَوْتِي ، ثم فَتْحُ بيتِ المقدسِ ، ثم موتانِ يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعْطَى الرجلُ مائةُ دينارٍ فيظَلُّ ساخطًا ، ثم فتنةٌ لا يَبْقَى بيتٌ من العربِ إلا دخلتْهُ ، ثم هُدْنَةٌ تكونُ بينكم وبين بني الأصفرِ ، فيَغدرونَ فيأتونكم تحتَ ثمانينَ غايةٍ ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا " ... رواه البخاري 
* وعن قصة اليهودي الذي اعتدى على امرأة مسلمة في زمن عمر فضربه عوف بن مالك الأشجعي
فعن سويد بن غفلة قال: كنا مع عمرَ بنِ الخطَّابِ وهو أميرُ المؤمنين بالشامِ فأتاه نِبطيٌّ مضروبٌ مُشجٍ مُستعدي فغضب غضبًا شديدًا فقال لصُهيبٍ انظُرْ من صاحبُ هذا فانطلق صهيب فإذا هو عوفُ بنُ مالكٍ الأشجَعيِّ فقال له إنَّ أميرَ المؤمنين قد غضب غضبًا شديدًا فلو أتيتَ معاذَ بنَ جبلٍ فمشى معك إلى أميرِ المؤمنين فإني أخافُ عليك بادِرَتَه فجاء معه معاذٌ فلما انصرف عمرُ من الصلاةِ قال أين صُهَيبٌ فقال أنا هذا يا أميرَ المؤمنين قال أجئتَ بالرجلِ الذي ضربَه قال نعم فقام إليه معاذُ بنُ جبلٍ فقال يا أميرَ المؤمنين إنه عوفُ بنُ مالكٍ فاسمعْ منه ولا تعجَلْ عليه فقال له عمرُ مالكَ ولهذا قال يا أميرَ المؤمنين رأيتُه يسوقُ بامرأةٍ مُسلمةٍ فنخسَ الحمارَ ليصرعَها فلم تُصرعْ ثم دفعها فخرَّتْ عن الحمارِ ثم تغشَّاها ففعلتُ ما ترى قال ائتنِي بالمرأةِ لنُصدِّقكَ فأتى عوفٌ المرأةَ فذكر الذي قال له عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ قال أبوها وزوجُها ما أردتَ بصاحبتِنا فضحتَها فقالتِ المرأةُ واللهِ لأَذهبنَّ معه إلى أميرِ المؤمنين فلما أجمعتْ على ذلك قال أبوها وزوجُها نحن نُبلِّغْ عنكِ أميرَ المؤمنين فأتَيا فصدَّقا عوفَ بنَ مالكٍ بما قال قال فقال عمرُ لليهوديِّ واللهِ ما على هذا عاهدْناكم فأمرَ به فصُلِبَ ثم قال يا أيها الناسُ فُوا بذمَّةِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمن فعل منهم هذا فلا ذمَّةَ له قال سُويدُ بنُ غفلةَ وإنه لَأولُ مصلوبٍ رأيتُه ... صححه  الألباني في إرواء الغليل
* أورد ابن حجر العسقلاني  في فتح الباري حديث عوف بن مالك  لرؤيا شهدها وأخبر بها عمر:
عن عوفِ بنِ مالكٍ الأشجعي أنَّهُ رأى رؤيا فيها أنَّ عمرَ شهيدٌ مُسْتَشْهدٌ فقال لما قصَّها عليْهِ أنَّى لي بالشهادةِ وأنا بين ظهرانيْ جزيرةِ العربِ لستُ أغزو والناسُ حولي ثم قال بلى يأتي بها اللهِ إن شاء
*  عن عوف بن مالك الأشجعي قال :دخل عوفُ بنُ مالكٍ مسجدَ حِمصٍ قال وإذا الناسُ على رَجُلٍ فقال ما هذه الجماعةُ قالوا كعبٌ يقصُّ قال يا ويحَهُ ألا سمع قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلِّمَ :"القُصَّاصُ ثلاثةٌ أميرٌ أو مأمورٌ أو مُحتالٌ" ... رواه الامام احمد بن حنبل وصححه  الألباني في السلسلة الصحيحة
وفاته
مات عوف سنة ثلاث وسبعين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة