السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 17 فبراير 2019

فإنَّه جِبريل أتاكُم يُعلِّمكم دِينَكم ..

عن ابن بُريدة، عن يَحيى بن يعمر؛ قال:
  كان أوَّل من قال في القَدَر بالبصرة مَعبَد الجهنِّي. فانطلقت أنا وحُمَيد بن عبدالرحمن الحِميَري حَاجِّين أو مُعتَمِرين فقلنا: لَوْ لَقِينا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَألناه عما يقول هؤلاء في القَدَر. فوُفِّق لنا عبدالله بن عُمر بن الخطَّاب داخلاً المسجد. فاكتنفتُه أنا وصاحِبي. أحدنا عن يَمِينه والأخر عن شِمَاله. فظننت أن صاحبي سيَكِل الكلام إلَيَّ. فقلت: أبا عبدالرحمن! إنه قد ظَهَر قَبلنا ناسٌ يقرؤون القرآن ويتقفَّرون العِلم. وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قَدَر. وأن الأمر أُنف. 
قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برِيء منهم، وأنهم برآء مِنِّي. والذي يحلف به عبدالله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أُحُد ذهباً فأنفقه، ما قَبَل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عُمَر بن الخطَّاب، قال: 
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشَّعر
لا يُرى عليه أثر السَّفر. ولا يعرفه مِنَّا أَحَد
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند رُكبَتَيْه إلى رُكبَتَيْه
ووضع كَفَّيه على فَخْذَيه. وقال: يا مُحمَّد! أخبرني عن الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإسْلَام أن تشهد أن لا إله إلا الله 
وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتُقيم الصَّلاة
وتُؤْتي الزَّكاة. وتَصُوم رمضان. وتَحجُّ البيت، إن استَطَعت إليْه سَبيلا
قال: صَدَقت. قال فعَجِبْنا له. يَسْأله ويصدِّقه. 
قال: فأخبرني عن الإيمَان. قال: "أن تُؤمِن بالله، وملائِكته، وكُتُبه، ورُسُله، واليَوم الآخِر. وتُؤمِن بالقَدَر خَيْره وشَرّه" قال: صَدَقت. 
قال: فأخبرني عن الإحْسَان. قال: "أن تعبُد الله كأنَّك تَرَاه. فإن لمْ تكن تراه، فإنه يَرَاك"
قال: فأخبرني عن السَّاعة. قال: "ما المسؤُول عنها بأعَلَم من السَّائِل" 
قال: فأخبرني عن أَمَارتِها. قال: "أن تَلِد الأَمَة ربَّتْهَا. وأن تَرى الحُفاة العُراة العَالة رُعاء الشَّاء، يتطاولون في البُنيَان"
قال ثم انطلق. فلبثت مليًّا. ثم قال لي:"يا عُمَر! أتَدْري من السَّائِل؟" 
قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنُّه جِبريل أتاكُم يُعلِّمكم دِينَكم"... رواه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة