السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 26 مارس 2018

خباب بن الأرت رضي الله عنه الصحابي الجليل

هو ابن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة ، من تميم
 كنيته أبو عبد الله أو  أبو يحيي
*اشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وكانت حليفة لبني زُهرة من قريش، فانتمى لهم وأسلم وكان من المستضعفين
مناقبه
*هو من الأوائل الذين أظهروا اسلامهم فعن مجاهد أول من أظهر إسلامه رسول الله  صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ،  وخباب  ، وبلال ، وصهيب ، وعمار
وكان  إسلام خباب بعد تسعة عشر إنسانا ، وأنه كمل العشرين 
*كان خباب سيّافاً، يصنع السيوف ويبيعها لقريش، وفي يوم أن أعلن إسلامه حولوا الحديد الذي بمنزله إلى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها، ولكنه صبر واحتسب
ومر به الرسول والحديد المحمى فوق رأسه وقد وضعته أم انمار عليه، فدعا له
وقيل أنه بعد أيام قليلة أصيبت  أم انمار بسعارغريب جعلها تعوي  وكان علاجها أن يكوى رأسها بالنار
*كان خباب يقصد بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه، فقد نبغ خبّاب بدراسة القرآن آية آية، حتى اعتبره الكثيرون ومنهم عبد الله بن مسعود مرجِعاً للقرآن حفظاً ودراسة، وهو الذي كان يُعلّم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب حيث بدأت قصة اسلام عمر 
* هو أحد الصحابة الفقراء الذين نزلت فيهم الآية الكريمة " وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ "
عن عبدالله بن مسعود قال:مرَّ الملأُ من قريشٍ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ؛ وعنده صُهَيبٌ ، وبلالُ ، وعمارُ ، وخبابُ ، ونحوهم من ضعفاءِ المسلمين ، فقالوا : يا محمدُ ! اطرُدْهم ، أرَضِيتَ هؤلاءِ من قومِك ، أفنحن نكونُ تبَعًا لهؤلاءِ ؟ ! أهؤلاءِ مَنَّ اللهُ عليهِم مِن بينِنا ؟ ! فلعلَّك إن طردتهَم أن نأتيَك ! قال : فنزلَت : "وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاة وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ"... السلسلة الصحيحة
*وعن خباب بن الأرت قال:أنَّهُ راقبَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيلةَ كلَّها حتَّى كانَ معَ الفجرِ فلمَّا سلَّمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من صلاتِهِ جاءَهُ خبَّابٌ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ بأبي أنتَ وأمِّي لقد صلَّيتَ اللَّيلةَ صلاةً ما رأيتُكَ صلَّيتَ نحوَها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أجل إنَّها صلاةُ رغبٍ ورَهبٍ سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ فيها ثلاثَ خصالٍ فأعطاني اثنتينِ ومنعني واحدةً سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ أن لاَ يُهلِكنا بما أَهلَكَ بِهِ الأممَ قبلنا فأعطانيها وسألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ أن لاَ يظْهرَ علينا عدوًّا من غيرنا فأعطانيها وسألتُ ربِّي أن لاَ يلبسنا شيعًا فمنعنيها".رواه النسائي وصححه الألباني
*عن أبو ليلى الأنصاري قال:جاءَ خبَّابٌ إلى عمرَ فقالَ ادنُ فما أحدٌ أحقَّ بِهذا المجلسِ منكَ إلَّا عمَّارٌ فجعلَ خبَّابٌ يريهِ آثارًا بظَهرِه ممَّا عذَّبَه المشرِكونَ... رواه ابن ماجه وصححه الألباني
* عن قيس بن أبي حازم قال: دخلْنا على خبَّابٍ وقد اكتوى سبعَ كيَّاتٍ في بطنِه . فقال : لو ما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهانا أن ندعوَ بالموتِ ، لدعوتُ به ... رواه  مسلم 
*عن حارثة بن مضرب قال:دخَلتُ على خبَّابٍ وقد اكتَوى في بطنِهِ ، فقالَ : ما أعلَمُ أحدًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقيَ منَ البَلاءِ ما لَقيتُ ، لقَد كُنتُ ما أجِدُ درهمًا على عَهْدِ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وفي ناحيةٍ بَيتي أربعونَ ألفًا ، ولَولا أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَهانا أو نَهَى أن يتمنَّى الموتَ لتَمنَّيتُ .رواه الترمذي وصححه الألباني
*عن خباب بن الأرت قال:كنْتُ قَيْنًا في الجاهليةِ ، وكان لي على العاصِ بنِ وائلٍ دراهمُ ، فأَتَيْتُه أَتَقاضاه ، فقال : لا أَقْضِيك حتى تَكْفُرَ بمحمدٍ . فقُلْتُ : لا واللهِ، لا أَكْفُرُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم حتى يُمِيتَك اللهُ ثم يَبْعَثَك . قال : فدَعْنِي حتى أموتَ ، ثم أُبْعَثَ ، فأَتِىَ مالًا وولدًا ثم أُقَضِيك . فنزَلَتْ : "أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ،و َنَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً " ... رواه البخاري
 * شهد بدرا ، والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وسلم  
وفى عهد الخلافة
*عندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان، كان لخباب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام، فبنى داراً بالكوفة، وكان يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده، وكل من احتاج يذهب ويأخذ منه
*كان خباب بن الأرت يتحرّى منازل الثواب والأجر ويندم على فواته للخير 
 فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:أنَّهُ كان قاعدًا عندَ عبدِاللهِ بنِ عمرَ . إذ طلع خبابٌ صاحبُ المقصورةِ . فقال : يا عبدَاللهِ بنَ عمرَ ! ألا تسمع ما يقول أبو هريرةَ ؟ إنَّهُ سمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول " من خرج مع جنازةٍ من بيتها وصلى عليها . ثم تبعها حتى تُدفنَ كان لهُ قيراطانِ من أجرِ . كل قيراطٍ مثلُ أحدٍ . ومن صلى عليها ثم رجع كان لهُ من الأجرِ مثلُ أحدٍ " ؟ فأرسل ابنُ عمرَ خبَّابًا إلى عائشةَ يسألها عن قولِ أبي هريرةَ . ثم يرجعُ إليهِ فيُخبرُه ما قالت . وأخذ ابنُ عمرَ قبضةً من حصباءِ المسجدِ يقلبها في يدِه . حتى رجع إليهِ الرسولُ . فقال : قالت عائشةُ : صدق أبو هريرةَ . فضرب ابنُ عمرَ بالحصى الذي كان في يدِه الأرضَ . ثم قال : لقد فرَّطنا في قراريطَ كثيرةٍ ...رواه مسلم
وفاته
*كان يقول قبل موته وهو يبكي: (أما إنه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواماً، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب) وأشار إلى داره المتواضعة التي بناها، ثم أشار إلى المكان الذي فيه أمواله وقال: (والله ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها عن سائل)
*وروى أحد الصحابة  قال:دخلتُ على خَبَّابٍ وقد اكْتَوَى سبعًا، فقال : لولا أَنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم  يقولُ : "لا يَتَمَنَّ أحدُكم الموتَ" ؛ لَتَمَنَّيْتُهُ، ولقد رأيتُني مع رسولِ اللهِ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم   ما أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وإن في جانِبِ بيتي الآنَ لَأَرْبَعِينَ ألفَ دِرْهَمٍ، قال : ثم أُتِيَ بكَفَنِهِ، فلما رآه بكى، وقال : لكنَّ حمزةَ لم يُوجَدْ له كَفَنٌ إلا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ ؛ إذا جُعِلَتْ على رأسِهِ قَلَصَتْ عن قَدَمَيْهِ، وإذا جُعِلَتْ على قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عن رأسِهِ، حتى مُدَّتْ على رأسِهِ، وجُعِلَ على قَدَمَيْهِ الإِذْخِرُ !... صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
*مات في السنة السابعة والثلاثين للهجرة. فى خلافة علي رضي الله عنه
 وهو أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة عن عمر ثلاثا وسبعين سنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة