السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 5 أغسطس 2019

حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو حاطِب بن عَمْرو بن عُمير بن سَلمة ، اللخمي المكي ، حليف بني أسد بن عبد العزّى بن قصي 
وقال ابن ماكولا: حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة بن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سَعّاد بن راشدة بن جَزِيلة بن لخم بن عدي  ، وقيل إنه من قبيلة مذحج ...أسد الغابة
* وكنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد
* وهو حليف لبَنِي أسد بن عبد العزّى، ثم للزُّبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد، وقيل: بل كان مولى لعُبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، فكاتبه، فأدَّى كتابته يوم الفتح ... أسد الغابة
*ابنه  هو عبد الرَّحْمَن بن حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة اللَّخْميُّ المدنيُّ، وُلِد في حياة النَّبيِّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم، وقيل: كان من الفقهاء بالمدينة، قال المدائنيُّ وجماعة: مات سنة ثمانٍ وستِّين 
**مناقبه
من المهاجرين  وقد شهد بدرا  وأُحُدا والمشاهد كلها مع النَّبيّ
*  آخَى النبي صلي الله عليه وسلم بين حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة و عُويم بن ساعدة
قال ابن إسحاق: وحاطِب بِن أبي بَلْتَعَة وعُويم بن ساعدة أخوين
*وكان يعمل تاجرا في الطعام وهو من الرماة الموصوفين ... سير أعلام النبلاء
*  في غزوة أُحُد ، عندما علم حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة أن عُتْبَة بن أبي وَقَّاص قد أصاب  النَّبيّ صلي الله عليه وسلم ، فبحث عنه فقتله
ذكر الحاكم في "المستدرك" في ترجمة حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة: أنَّه قتل عُتْبَة بن أبي وقَّاص في أُحُد ، قال: فأخذت رأسه وفرسه 
وعُتْبَة بن أبي وَقَّاص هو أخو سَعد بن أبي وقَّاص 
*وقد أرسل النَّبيّ صلي الله عليه وسلم :  حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة ليخطب له أم سَلَمة رضي الله عنها فتزوجها في عام 4 هجريا
عن ابن سَفينةَ مولى أمِّ سَلَمة عن أمِّ سَلَمة قالت: سمعتُ رسول الله يقول: "ما من مسلمٍ تُصيبُه مصيبةٌ فيقولُ ما أمرَهُ الله: " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " البقرة، اللهمَّ أجُرْني في مُصيبَتي وأخلِف لي خيراً منها، إلَّا أخلَف الله خيراً منها" ، قالت: فلمَّا مات أبو سلمةَ قلتُ: أيُّ المسلمينَ خيرٌ من أبي سلمَةَ؟! أوَّلُ بيتٍ هاجرَ إلى رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم، ثم إنِّي قُلتُها، فأخلفَ الله لي رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم ، قالت: أرسلَ إليَّ رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :حاطِبَ بنَ أبي بَلتَعةَ يَخطُبني له، فقلتُ: إنَّ لي بنتاً وأنا غَيُورٌ، فقال: "أمَّا ابنتُها فندعُو الله أن يُغنيَها عنها، وأدعو الله أن يذهَبَ بالغَيرةِ"... رواه مسلم
* رجع رسول الله من الحديبية بعث حاطب بن أبي بلتعة بكتاب الي المُقَوْقِس  فمضي حاطب بكتاب رسول الله حتى  وضع الرسالة  بين يديّ  المُقَوْقِس   ،  فأكْرَمَ حاطِباً ، وسرَّحه إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، وأهدى له مع حاطبٍ كسوة وبغلة بسرجها، وجاريتين إحداهما مارية أمِّ إبراهيم، وسيرين أختها، وهبها النَّبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت، فهي أم ابنه عبد الرحمن وجارية أخرى وهبها النَّبي صلى الله عليه وسلم  لأبي جُهم بن قيسٍ العبدي وهي أمِّ زكريَّا بن جَهْم وقيل أن اسمها قيسر 
ففي السنة السَّادسة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستَّة نفر مُصطَحِبين :حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة إلى المُقَوْقِس صاحب الإسكندرية، وشجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شَمْر الغَسَّاني ملك غسَّان عرب النَّصارى بالشَّام، ودِحية الكلبي إلى قيصر وهو هرقلُ ملك الروم، وسُليط بن عَمرو إلى هوذة بن عَمرو الحنفي، وعمرو بن أميَّة إلى النَّجاشي، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى ملك الفرس.
وقال الواقدي: كان ذلك في آخر سنة ستٍّ بعد عُمرة الحديبية، أرسلهم في يوم واحدٍ،
وقيل: كان في المحرم في سنة ستٍّ.
وقال البيهقيُّ: في سنة ثمان بعد غزوة مؤتة، 
وترتيب البخاريُّ يدلُّ على أنَّه كان في سنة تسع، فإنَّه ذكره بعد غزوة تبوك
* ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ : فأما المقوقس فإنه قَبِل كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأهدى إليه أربع جوار، منهن مارية أم إبراهيم ابن رسول الله  صلى الله عليه وسلم.
* نزل  قَوْل الله تعالى: "لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ" الممتحنة : في حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة
وذلك أنَّ سارة مولاة أبي عمرو بن صيفيِّ بن هاشم بن عبد مناف أتت  إلى المدينة من مكَّة وهو يتجهَّز لفتح مكَّة، وأتاها حاطب، فكتب معها كتابًا إلى أهل مكَّة، وأعطاها عشرة دنانير
وكان سبب هذا الكتاب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يغزو مكة عام الفتح، دعا الله تعالى أن يعمي الأخبار على قريش، فكتب إليهم حاطب يعلمهم بما يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم، فنزل جبريل عليه الصَّلاة والسَّلام بِخَبَرِه، فبعث عليًّا وعمَّارًا وعمرَ والزُّبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلُّهم فرسانًا حتَّى روضة خاخ، فإنَّ بها ظعينةً معها كتاب إلى المشركين، فخذوه وخلُّوا سبيلها، وإن لم تدفعه إليكم؛ فاضربوا عنقها، قيل: اسمها سارة، وقيل: أمُّ سارة، وقيل: كنود مولاة لقريش، وللسهيليِّ في الكتاب:
ومعنى الظَّعينة: المرأة في الهودج، ولا يقال لها: ظعينة إلَّا وهي كذلك التي تظعن براكبها.
* عن عُبَيْد اللَّه بن أَبي رافع، قال: سَمِعتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يقول: بَعَثَني رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم أَنا والزُّبَير  والمِقْداد  بن الأسْوَد ، قال : "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بها ظَعِينَةً، وَمَعَها كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا". فانطَلَقْنا تَعَادَى بِنا خَيْلُنا، حتَّى انتَهَينا إلى الرَّوضَة، فإِذا نَحن بالظَّعِينَة، فقُلْنا: أَخْرجي الكِتاب. فقالت: ما مَعِي مِن كِتَاب، فقُلْنا: لتُخْرِجِنّ الكِتَاب أوْ لَنُلْقِيَنّ  الثِّياب ، فأخْرَجَته مِن عِقَاصِها، فَأَتَيْنا به  رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم فإِذا فِيه: مِن حَاطِب بن أبِي بَلْتَعة إلى أُنَاس مِن المُشرِكِين مِن أَهل مكَّة، يُخْبِرهم ببَعْض أَمْر رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم ، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم"يا حَاطِب! ما هَذا؟!" ، قال: يا رسول اللَّه لا تَعْجَل عَلَيَّ؛ إِنّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا في قُرَيش، ولَم أَكُن مِن أنْفُسها، وكَان مَن مَعَك مِن المُهَاجِرين لهُم قَرَابَات بمكَّة، يَحْمُون بها أهْلِيهِم وأَموَالهُم، فأَحبَبْت إِذ فاتَني ذَلك مِن النَّسَب فِيهم، أَن أَتَّخذ عِندَهم يَدًا يَحْمُون بها قَرَابَتِي، وما فَعَلْت  كُفْرًا ولا ارتِدَادًا، ولا رِضًا بالكُفْر بَعْد الإسلَام. فقال رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيه وسلَّم"لَقَد  صَدَقَكُم". قال عُمَر: يا رسول اللَّه، دَعْنِي أضْرِب عُنُقَ هَذا المُنَافق. قال: "إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ؟!" ، قال سُفْيَان: وأَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا!... رواه البخاري
وقال سفيان: فأنزل الله عزَّ وجلَّ السورة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ" إلى قوله: "فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ"الممتحنة 
* جاء مولى حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة يشكو إلى النبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم من معاملة حاطب له
عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: أنّ عَبْدًا لِحَاطِب جَاءَ رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يَشْكُو حَاطِبًا فقال: يا رسول اللهِ، ليَدْخُلَنَّ حَاطِب النَّار، فقال رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم"كَذَبْتَ لا يَدخُلُها، فإنَّه شَهِد بَدْرًا والْحُدَيْبِيَة"... رواه مسلم
**وفاته
توفي حاطِب بِن أبي بَلْتَعَة سنة ثلاثين، وصلَّى عليه عُثمان، وكان عمره خمسًا وستين سنة ... أسد الغابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة