السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 26 أغسطس 2022

اللهم اغفر لى تقصيري فيما بينى وبينك وتحمل عنى ما كان بينى وبين خلقك ... ماهي حقوق الناس علينا ؟

** معنى حقوق الناس 
المعنى يتسع لدرجة أن يشمل كل ما فعلته فى حَقِّهم بقصد أو بدون قصد سواء كان يخص أخذ أموالهم أو أغتبتهم أو مشيت بالنميمة ضدهم وكل ماتتخيله من أنواع الأذى التى تقع منك فى حق الآخرين
فيلزم عليك أداء الحقوق إلى أهلها والاعتذار لهم وطلب الصفح منهم قبل أن يأتى عليك يوم القيامة فلا تجد من سبيل لإرضائهم
وفى هذا يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم  ذلك و يقول :
"مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ "رواه البخاري 
أما ان خشيت أن يعلموا عنك شيئا فتزداد الأمور سوءا  فحاول رد ما أخذته  من غير أن يعلموا أنها منك 
 وما عجزت عنه فى رَدّ حَقّ مَن لا تعرفه  أو عجزت عن الوصول اليه وجَب عليك الصَّدقة بحقه على الفقراء والمساكين، أو في بعض المشاريع الخيرية بالنِّيَّة عن صاحبها عند قدرتك على الوفاء
أما الغَيْبة والنميمة والسُّباب والشَّتم وغيره
يقول بعض العلماء:الواجب على من أراد أن يستبرئ لنفسه من إثْم الغَيْبة أن يسعى جاهدا في التَّحَلُّل ممَّن اغتابه ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللَّيْن والحَسَن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيِّمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية
والبعض الآخر أفتى بأن التحلُّل من العباد في أمر الغَيْبة قد يؤدي في بعض الحالات إلى مفسدة أعظم ، فربما يقطع الصِّلات  والأرحام، وقد يُحمِّلُ القلوب من الأحقاد والأضغان أكثر من ذى قبل ، فأفتوا  بترك التحلل ، ورجوا أن يكفي في ذلك الاستغفار للمغتاب والدعاء له والثناء عليه في غيبته . 
ويكون الاستغفار لمن اغتبته إنما هو عذر طارئ ، وحالة ضرورة اقتضتها الشريعة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح
** قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
إذا كان الذَّنب بينك وبين الخلق :
* فإن كان مالاً فلابد أن تؤديه إلى صاحبه، ولا تُقبَل التَّوبة إلا بأدائه مثل أن تكون قد سرقت مالاً من شخص وتُبت من هذا، فلابد أن توصل المسروق إلى المسروق منه.
أو جحدت حقاً لشخص؛ كأن يكون في ذمتك دَيْن لإنسان وأنكرته، ثم تُبْتُ ، فلابد أن تذهب إلى صاحب الدَّيْن الذي أنكرته، وتقرَّ عنده وتعترف حتى يأخذ حقه ، فإن كان قد مات، فإنك تعطيه ورثته، فإن لم تعرفهم، أو غاب عنك هذا الرجل ولم تعرف له مكاناً، فتصدق به عنه تخلصاً منه، والله سبحانه وتعالى  يعلمه ويعطيه إياه
أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرْباً وما أشبهه، فاذهب إليه ومكِّنه من أن يضربك مثل ما ضربته؛ إن كان على الظهر فعلى الظهر، وإن كان على الرأس فعلى الرأس، أو في أي مكان ضربته فليقتصَّ منك؛ لقول الله تعالى سبحانه:"وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا" الشورى 
ولقوله:"فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ"البقرة
وإذا كان بقول ؛ أي: أذيَّةٌ بالقول، مثل أن تكون قد سَبَبْته أمام الناس ووبَّخته وعيَّرته، فلابد أن تذهب إليه وتستحلَّ منه بما تتفقان عليه ، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه.
* أن يكون الحق غِيْبَةً، يعني أنك تكلمت به في غيبته، وتحدّثت فيه بما يكره عند الناس وهو غائب.
فهذه اختلف فيها العلماء :
فمنهم من قال: لا بد أن تذهب إليه، وتقول له يا فلان إني تكلمت فيك عند الناس، فأرجوك أن تسمح عني وتحلّلني.
وقال بعض العلماء عدم الذهاب إليه إلا إن كان قد عَلِم بهذه الغَيْبة فلابُدّ أن تذهب إليه وتستحلَّه ، وإن لم يكن عَلِم فلا تذهب إليه، واستغفر له، وتَحَدَّث بمَحَاسنه في المجالس التي كنت تغتابه فيها ؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات ... شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
** وهكذا فلابد في التوبة من أنْ تُوَفِّي الحقوق إلى أهلها ، فالأمر متروك لك ، ويبقى السؤال الذي لابد أن نسأله جميعا لأنفسنا : هل نملك الوقت الذي نؤخِّر فيه ردّ حقوق الناس لأيام وأعوام أخرى؟  ، هل وقَّعنا عقدا لضمان الحياة ولن نموت إلا عندما نقرر نحن استرجاع الحقوق ؟ 
فإن كنا أقل و أضعف من أن نملك لأنفسنا لحظةً في عمرنا ، فلماذا الكِبر  والمماطلة والتسويف ، الخير فينا ولكن الشيطان في الشَّرِّ يقوِّينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة